حماس: أطراف العدوان فقدت توازنها ولم تعد تفكر بمصير ضباط الاحتلال في غزة ولا أسراه
الموقع الرسمي - حركة حماس

 عقدت حركة المقاومة الإسلامية حماس مساء اليوم الأربعاء (20-12-2023) المؤتمر الصحفي اليومي في العاصمة اللبنانية بيروت مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة، وجاء فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم  

التحيَّة لشعبنا العظيم، ومقاومتنا المظفرة، والرَّحمة لشهداء شعبنا على طريق العزَّة والكرامة والتحرير والعودة، والشفاء للجرحى والحريّة للأسرى في سجون العدو.


تضحيات شعبنا وضعتنا في طريق باتجاه واحد، يفضي إلى الانتصار في هذه المعركة والوصول إلى الحرية المنشودة


فرغم الألم وحجم القتل والدَّمار والوحشية، التي يمارسها النازيون الجدد في قطاع غزَّة، بالسلاح والمال الأمريكي، حيث ارتقى أكثر من  19ألف شهيدٍ، وبلغ عدد الجرحى والمصابين أكثر من 52 ألفاً.

إلاّ أنَّ شعبنا يواصل ملحمته الأسطورية في الصبر والصمود والتحدّي والتضحيّة، وإفشال كلّ مخططات الاحتلال العدوانية.

هذا الشعب الأبيّ لم ولن يعرف الانكسار أو الاستسلام في مسيرته النضالية الممتدة، التي لا تتوقف إلاّ بالنصر المبين، بإذن الله.

لقد دفع شعبنا الفلسطيني من دمه ما لا يقدَّر بثمن، وبعد شلاّل الدماء والتضحيات لا مجال للرّجوع ولا الالتفات إلى الوراء، أمامنا مسار واحد هو الانتصار في هذه المعركة، وتحقيق الحريَّة والحياة الكريمة لهذا الشعب العظيم، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.


أطراف العدوان فقدت توازنها ولم تعد تفكر بمصير ضباط الاحتلال في غزة ولا أسراه ولا بالمستقبل السياسي لأطراف هذه الحرب


ثلاثي الشرّ المطلق، يقود جمهوره نحو مجهول آخر، ونحو أحلام وأوهام وأهداف، لم ولن تتحقّق على أرض غزَّة، وستتحطّم على صخرة صمود شعبنا وبسالة مقاومتنا.


هذا الثلاثي المجرم بات لا يأبه لحياة جنودِ وضبّاطِ جيشهِم المهزوم، فهم يصلون يومياً إلى كيانهم، قتلى وجرحى وأشلاء ومعاقين ومرضى نفسيين.


كما أنّ هذا الثلاثي الفاشل لا يأبه لحياة أسراه لدى المقاومة، حين يواصل قصفه الهمجي المتواصل على سكّان قطاع غزَّة، ويعرّض حياتهم للخطر في كلّ لحظة.


ويختم هذا الجيش المهزوم خيبته بمحاولات عبثية لتقليد المقاومة، ويصوّر إنجازاته العسكرية بغباء معهود عليه، يطلق النار على الجدران، ويقتحم المناطق الفارغة، وينتصر على نفق مهجور منذ أكثر من شهرين، استخدم مرَّة واحدة يوم ألحق أكبر هزيمة استراتيجية وهزّ دولة الاحتلال، ولا يعرض إلا التسجيلات التي لا معنى لها عسكريًا.  


إدارة بايدن شريكة في الحرب على غزة، وتعطّل وقفها بشكل دائم، وتمنع إدخال المساعدات.  


فقد طلبت الإدارة الأمريكية تأجيل اعتماد قرار مجلس الأمن؛ الذي ينصّ على تعليق العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني وضمان وصول المساعدات بصورة آمنة وغير معاقة.


‏إنَّ هذه الإدارة باستخدامها الفيتو، وطلب تأجيل اعتماد هذا القرار، ستظلّ شريكة في حرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزَّة، ما لم تعمل على لجم ووقف العدوان، والتوقف عن ضخّ الأسلحة والذخائر عبر الجسور الجوية إلى هذا الكيان الإرهابي المارق.


‏إنَّ استمرار الإدارة الأمريكية في ترديد دعوتها للاحتلال الصهيوني إلى "حماية المدنيين من الأذى، وتمكين تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة"؛ ما هو إلاّ شعار إعلامي فارغ لا قيمة له، في ظل دعهما الكامل لهذا الاحتلال النازي، في حرب إبادة جماعية وجرائم حرب مُمنهجة ضد المدنيين والأبرياء.


‏وهنا نقول بكل وضوح لبايدن وادارته: أنتم شركاء في الجريمة، وأيديكم ملطخة بدماء النساء والأطفال.


وإنَّ دعمكم الاحتلال الصهيوني، مالياً وعسكرياً وأمنياً واستخبارياً، وتبنّيكم روايته وأكاذيبه ودعايته السوداء، لن يفلح في تغيير حقائق الأرض والتاريخ، بأنّه كيان محتل فاشيّ، مارس ويمارس أبشع الجرائم والمجازر بحقّ شعبٍ أعزل، منذ أكثر من سبعة عقود، ممّا يجعلكم شركاء له في هذا الإجرام والإرهاب النازي، وتتحمّلون مسؤوليته السياسية والأخلاقية.


وبعد الصمود الأسطوري لشعبنا ومقاومتنا، لم يبق أمام الغزاة سوى تكثيف المجازر والمحارق النازية وتنفيذها ضد المدنيين من أبناء شعبنا بأيد صهيونية إسرائيلية أمريكية بريطانية.


اليوم صباحاً، نشر جيش الاحتلال النازي قصف وتدمير 56 مبنى مدنياً في حيّ الشجاعية في قطاع غزَّة، أمام مرأى ومسمع من العالم الصامت المتخاذل في وقف هذا الحرب النازية، التي لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلاً، لتشكّل هذه الجرائم والمجازر وصمة عارٍ على كلّ الداعمين لها والصَّامتين والمتقاعسين عن وقفها ومحاكمة مرتكبيها.


نشدّد هنا على المسؤولية التاريخية والقانونية التي تقع على عاتق المنظمة الدولية للصليب الأحمر، ووكالة الأونروا، ونتساءل عن أسباب عجزهم في إغاثة اللاجئين والنازحين في مدارس الأونروا، والإشراف على رعايتهم، وحماية المستشفيات والمراكز الطبية.


‏ندعو وكالة الأونروا ومنظمة الصحة العالمية إلى العمل على تجاوز كل قيود وعراقيل الاحتلال، التي يحاول فرضها على المجتمع الدولي، وأن تمارس دورها في حماية اللاجئين والنازحين وإغاثتهم في المدارس ومراكز الإيواء، خصوصاً في مناطق شمال قطاع غزة، الذي يفتقد لأدنى مقومات الحياة، من ماء وغذاء ودواء.


وهنا نسلّط الضوء على وضع الأسرى الذين اختطفهم الاحتلال الفاشي مؤخّراً من قطاع غزَّة، وطبّق الجيش النازي عليهم ما تعلمه من وزير الدفاع الأمريكي، قاموا بتعريتهم وتعصيب أعينهم لأيام طويلة، ونقلهم إلى قاعدة في بئر السبع، هي نسخة عن غوانتانامو الذي أخذت الولايات المتحدة براءة اختراعه، حيث يبقون الأسرى والمحتجزين في الأغلال ويحرمونهم الطعام والشراب والنوم لفترات طويلة، ويحتجزونهم بأقفاص في العراء، ولا يعرف أحدٌ عن مصيرهم شيئاً.


إضافة إلى الجرائم التي يقترفها الاحتلال عند اقتحامه بيوت المواطنين العزّل، والإعدامات الميدانية التي يرتكبها بحقّ الرّجال والشباب.


وحول ذلك، نؤكّد ما يلي:

إنَّ هذا الجيش الفاشي يتصرّف وكأنَّه عصابة أو ميليشيا منفلتة من كل القيم والمبادئ الإنسانية والبشرية، باقتياده مدنيين أبرياء، من مراكز النزوح والإيواء، والاستفراد بهم في عمق الصحراء.

إنَّ هذه الجرائم الصهيونية باعتقال المدنيين العزّل من أبناء شعبنا، وتعذيبهم وانتزاع اعترافات منهم، هي جرائم تشبه تماماً جرائم ارتكبت في سجني غوانتانامو وأبو غريب، سيّئي الذكر، وكأنَّها الخبرة القذرة التي ينقلها الجيش الأمريكي للجيش الصهيوني.


‏⁠نحمّل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن حياة هؤلاء المعتقلين، ونؤكّد أن إصرار الاحتلال على عدم الإفصاح عن مصيرهم، يعني أنَّ هناك قراراً بالاستفراد بهم، وإخفاء جريمته بحقّهم.


ندعو كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية في العالم إلى التحرّك الفوري والعاجل، إلى فضح وتجريم هذه الانتهاكات الفظيعة ضد المدنيين من أبناء شعبنا، والكشف عن ظروف اعتقالهم، والضغط على الاحتلال بكل الوسائل للإفراج الفوري عنهم.


نثمّن مجدّداً الموقف الشجاع والجريء والمقدّر للإخوة في اليمن الشقيق، في منع مرور السفن الصهيونية، في ظل حرب الإبادة والتجويع والتعطيش المستمرة ضد شعبنا في قطاع غزَّة.

إنَّ الإعلان الأمريكي عن تشكيل قوَّة بحرية دولية في جنوب البحر الأحمر، يعدُّ إمعاناً وإصراراً من بايدن وإدارته على قتل شعبنا بالآلة الحربية والقذائف الأمريكية من جهة، وقتله بسلاح التجويع ومنع الغذاء والدواء عن أبنائه من جهة أخرى.


أما بقية الدول المشاركة، فعليها إعادة النظر بهذا القرار الذي يشكل تواطؤاً مكشوفاً، ومشاركة مباشرة في حرب الاحتلال وجرائمه ومجازره ضدّ شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة.

 

‏إنَّ على الإدارة الأمريكية الداعية والرّاعية لهذا التحالف، وكل الدول المشاركة فيه، أنْ تعلم أنَّ جذر المشكلة وأساسها هو في استمرار هذا الاحتلال لأرضنا، وعليهم جميعاً مسؤولية وقف جرائمه وعدوانه وإنهاء احتلاله، بدلَ من تأسيس تحالف سيهدّد الأمن والاستقرار في الإقليم.


نعبّر على تثميننا وتقديرنا لقرار الحكومة الماليزية منع السفن الصهيونية، والسفن التي ترفع العلم الإسرائيلي من الرسو في موانئها بأثر فوري، ومنع أيّ سفينة متجهة إلى الكيان الصهيوني من تحميل البضائع في الموانئ الماليزية، ونعدّ هذا القرار تعبيراً حقيقياً عن وقوف ماليزيا، حكومة وشعباً مع صمود شعبنا ونضاله المشروع، وهنا، ندعو دولنا العربية والإسلامية الشقيقة إلى اتخاذ خطوات مماثلة، تجسيداً لقيم النخوة والنجدة والشهامة في الانتصار لدماء وتضحيات وآلام أهلنا في قطاع غزَّة، الذين يدافعون عن حريّتهم وكرامتهم واستقلالهم.


الرَّحمة للشهداء والشفاء للجرحى والمرضى، والنصر القريب بإذن الله، لشعبنا الصابر المرابط، ولمقاومتنا الباسلة.

وإنّه لجهادٌ نصرٌ أو استشهاد


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023