تأبين الحركةُ الوطنيةُ الفلسطينيةُ للشيخ المجاهد الشهيد صالح العاروري في رام الله
الموقع الرسمي - حركة حماس


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:

"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم

جماهير شعبنا المجاهد ..

أهلنا القابضين على الزناد في غزة البطولة .. في ضفة العياش ..في لبنان الشهداء

تيجان الرؤوس .. أهالي الشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين..

نقف اليوم في مقام الشهادة والشهداء.. في مقام البطولة والفداء.. بين مداد الوصايا التي تكتب بالدم، لتؤكد أن فلسطين الهوية والوطن باقية راسخة متجذرة..

اليوم يا شيخ صالح تجتمع الحركةُ الوطنيةُ الفلسطينيةُ كُلّها .. لتُؤبنَك قائداً كبيراً مُوحِداً للساحات والجبهات..

السلامُ على الشيخ صالح العاروري .. نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس .. مؤسس كتائب الشهيد عز الدين القسام في ضفة العياش ..

السلام على من شقّ الدروب ورسم مسيرها، على من عاشت المقاومة في روحه وجسده، على من بقيت فلسطين القضية في وجدانه تعيش معه في حله وترحاله..

السلام على قادة القسام الكبار عزام الأقرع وسمير فندي وثلة عزيزة غالية من شباب فلسطين ولبنان..

تعبت الدروب يا أبا محمد ولم تتعب فيك العزيمة ولم تلن لك قناة.

نرثيك يا سيد المقاومة حباً وصبراً ووعداً، فنحن عندما نُودعُ القائد نُقسم على حفظ الوصايا وصون العهود، أما وصيتك فنحن في حماس ومعنا شعبك وأمتك وكل حُر حفظناها، وأقسمنا أن نصونها بكلّ ما نملك .. بأرواحنا وأموالنا وأهلينا.

لن نُوفيك حقّكَ يا شيخ صالح ونحن نتحدث عن روحك الوطنية وحُبّك لرُؤية فلسطين تجمعُنا كأبناء وطنٍ واحدٍ، عن أُخوتك وعطائِك وتواضُعك، عرفناك كريما مقداما شجاعا شهما، تتقدم صفوف من تقود، ترى دماءك فداء لدماء أطفال غزة ونسائها ورجالها، تعطي الافضلية والمكانة لكل شهيد سبقك بيوم، وقد كنت تصل الليل بالنهار لمداواة جراح غزة وأهلها وتجترح الوسائل والمعادلات من أجل أن تنتصر المقاومة وأهلها.

لقد كنت شيخ الضفة وقائدها بحقّ، صنعت من أجل حمايتها ومنع وقوعها في يد غول الاستيطان المعادلات التي تؤمن بأهميتها وأنها مركز الصراع، لقد أعدّت أبجديات النضال وتعريفه لدى كثير من الشعوب العربية والإسلامية، صوّبت البوصلة نحو القدس والأسرى والضفة.

لكل من يتحدث عن رحيل شعبنا من أرضه ولكل من تعشعش أيدلوجيا الخلاص من شعبنا في ذهنه، ردنا عليك: تعلم من درس إبعاد شيخنا أبا محمد ورفاقه،  إنّ الشهيد القائد الشيخ صالح العاروري أبا محمد عاش 13عاما في الإبعاد عن فلسطين، قضاها كُلّها .. ثانية تلو الأخرى.. من أجل تحرير فلسطين والعودة لها حتى ارتقى شهيدا.


فالفلسطينيّ منذ ثورة البراق أقسم أن يشق البحر ويحفر الصخر ويصعد الجبال ليصنع المعادلات من أجل أن يعود إلى أرضه، وعلى هذا الدرب قدمت فلسطين وستقدم خيرة قادتها وأبنائها، الشيخ المؤسس أحمد ياسين والرئيس القائد ياسر عرفات والرنتيسي والشقاقي وأبوجهاد وأبوعلي مصطفى وعمر القاسم والجمالين والجعبري وقافلة الشرف الفلسطيني الأجمل.  

ولأجل هذا الحلم قضى مئات الآلاف زهرة شباب أعمارهم في سجون الاحتلال الغاصب التي ستكسرها مقاومة شعبنا وكتائبه وسراياه.

وما كلمات شهدائنا الذين رحلوا في بيروت عن فلسطين وشوقهم لها لخير دليل على أصالة الفلسطيني وانتمائه، فظل الشوق يغالبهم للتين والزيتون يرسلون له السلام مع أقاربهم وعائلاتهم كمثل القائد الشهيد عزام الأقرع أبو عبد الله المبعد عن بلده قبلان، ومن لم يراها مثل شهيدنا القائد سمير فندي الذي قاده حلم العودة لها ليكون مقاوما على طريق تحريرها شوقاً وحباً لترابها.

الحضور الكريم:

أمام عظمة الشهداء جميعا .. في غزة الأسطورة .. وفي الضفة الباسلة .. في جنين التي تشاطر غزة الدم التضحيات والفداء .. وهناك في لبنان على حدود الوطن.. وصولا إلى سواحل اليمن العزيز.. فإننا وفي ظلال معركة طوفان الأقصى المجيدة، لنؤكد على التالي:

أولا.. إن معركة طوفان الأقصى جاءت بإرادة فلسطينية خالصة .. ردا على العدوان الذي شنته حكومة اليمين النازي ضد قدسنا وأقصانا وأسرانا وحرائرنا وأرضنا، ضد مخططات التهويد والتهجير التي أعلن عنها فاشيو هذا القرن وعمليات الاستهانة والاستباحة لكل ما هو فلسطيني دون حسيب أو رقيب.

ثانيا.. إننا كفلسطينيين اليوم، أمام مرحلة تاريخية تتطلب منا أن نوحد أهدافنا وبوصلتنا وبندقيتنا وأن نكون شركاء في المواجهة والقتال ونصرة غزة البطلة، وخيار الوحدة الوطنية هو خيارنا الوحيد ويجب أن يكون قائما على أساس المقاومة والجهاد ومواجهة المحتل.

ثالثا .. اليوم وبعد 7 أكتوبر المجيد باتت القضية الفلسطينية على رأس أجندة الشعوب والحكومات والعالم بأسره. وأننا في مرحلة تحررٍ وطني حقيقية، والكلُ الفلسطيني مطالبٌ بالانخراط فيها قولاً وفعلاً، وعلى العالم أن يقف اليوم أمام استحقاق الحقوق الفلسطينية وحرية شعبنا و تحرير أرضنا.

رابعاً.. كما ظل يقول الشيخ الشهيد القائد صالح العاروري، أنّ العالم الغربي لن يتعاطى مع القضية الفلسطينية إلا إذا وُضعت على طاولته بصورةٍ حرجةٍ تُجبره على التعامل مع إقامة الدولة الفلسطينية كحلِّ وحيدِ للصراع، وإننا اليوم نُمرُ بالمرحلة التي يجب أن يعاد معها تشكيلُ عقلِنا الجَمعيّ كفلسطينيين ووعينا المُجتمعي بناء عليها، فأيدينا في حماس ممدودة لنخوض النضال معا في الميدان، وأن نضع القضية الفلسطينية أمام هذا العالم ليُجيب على استحقاق الدولة والحقوق الفلسطينية دون الذهاب نحو المسارات الضائعة والتي استثمر فيها العدو لإعادة تشكيل الوعي الفلسطيني نحو قبول الحلول الاقتصادية والجزئية.

خامسا .. إنّ ما يحصل اليوم في غزة هو جريمة إبادة جماعية كاملة الأركان، تُرتكب بدوافع القتل والتهجير كما صرح بذلك قادة العدو النازيين، وإننا ندعو الموقف الرسميّ الفلسطينيّ للوقوفِ لجانب دولة جنوب إفريقيا في الدعوى القضائية التي تقيمها، وذلك لإدانة القتلة والمجرمين الذي ينشرون صور القتل والإجرام في غزة دون رادع، والتفاخر بتدمير الأحياء وحياة الأمنين.

سادسا .. نتوجه بالتحية لكلّ المقاومين الأبطال وأحرار العالم الذين يواصلون إسناد شعبنا في هذه المواجهة المجيدة، ونخصّ بالتحية لأرض بيروت وتراب بيروت التي عادت لتضم سيد من سادة المقاومة الفلسطينية إلى جانب الحاج أمين الحسيني، وأبويوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر وأبوماهر اليماني وغسان كنفاني وثلة عزيزة من قادة وأبناء شعبنا البطل.  

وفي الختام

إلى رحمة الله يا شهداء غزة وأطفالها .. إلى رحمة الله يا شهداء الضفة وثوارها..

نم في سلام يا أبا محمد، يا فارسا لا يُقيل ولا يستقيل من أجل فلسطين الوطن والهوية، من أجل القدس القضية، من أجل وحدة شعبك وأمتك..

سنظل نَرثيك حُباَ وفخراَ ووفاء ... ستبقى رساَلَتنا للأعداء التي نُلقيها في وَجهِهِم ... في كُلّ وقتٍ وحين.

علمتنا أنّ الفلسطينيّ لا يبعث حُبه وشوقَهُ لأرضهِ بالكلمات وإنَما بالدم المُقدس، بالبارود والرصاص..

سلام لك يا سيد المقاومة وقائدها الوفيّ لأهله وشعبه، للقدس وغزة.. لأطفالها ونسائها ورجالها..  

سلام عليك في الخالدين.

والله غالب على أمره ولكن أكثر أكثر الناس لا يعلمون

على موعد مع النصر والحرية

إنه لجهاد نصر أو استشهاد


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023