في حال صدور القرار عن المحكمة في لاهاي بوقف إطلاق النار فإن حركة حماس سوف تلتزم به ما التزم العدو بذلك
الموقع الرسمي - حركة حماس

​​​​​​​

عقد القيادي في حركة لمقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان مساء اليوم الخميس مؤتمراً صحفياً مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة، وقال فيه:



** لليوم الحادي عشر بعد المئة، يواصل الاحتلال الصهيوني المجرم ارتكاب أبشع المجازر المروّعة، وحرب الإبادة الجماعية التي طالت كل مقوّمات الحياة الإنسانية، مجازر يندى لها جبين البشرية، ولم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً، وتحدث أمام مسمع ومرأى من العالم، الذي يقف عاجزاً ومتفرجاً، ولم يحرّك ساكناً لتجريمها وإدانتها ووقفها، في ظل الدعم والشراكة الأمريكية البريطانية لهذا الاحتلال النازي.



** نسأل الله تعالى الرَّحمة والمجد والخلود لشهداء شعبنا في كل ساحات الوطن وخارجه، وشهداء أمتنا الذي ارتقوا في معركة طوفان الأقصى الخالدة، في لبنان واليمن والعراق وسوريا.



** كما نسأله تعالى الشفاء العاجل للجرحى والمرضى، والحريّة للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، والنصر المبين القادم، لشعبنا ومقاومتنا وأمتنا والأحرار في كل العالم، نراه قريباً، بإذن الله.



** الاحتلال يصعّد في حربه الهمجية ضدّ مستشفيات قطاع غزَّة، فكما بدأها في مستشفيات الشفاء والرنتيسي والقدس، و أخرجها جميعاً عن الخدمة، بالحصار والقصف والتدمير المُمنهج، يواصل ذات النهج بعزل مستشفيات خان يونس ويرتكب فيها جرائم مروّعة بحق النازحين والمرضى بهدف تهجيرهم، في جريمة حرب وإبادة جماعية متواصلة.



** إنَّ قيام الاحتلال النازي بتدمير أكثر من 17 مقبرة في قطاع غزَّة، وانتشال وسرقة جثامين الشهداء، والعبث بها وتشويهها، وإعادتها بعد سرقة أعضائها، يعدّ جريمة صهيونية متكاملة الأركان، تعبّر عن سادية هذا الاحتلال وفاشيته، التي فاقت كل الحدود وتجاوزت كل القيم والأعراف  والأخلاق والشرائع السماوية.  



** إن مخططات الاحتلال العدوانية في إيجاد حزام أمني على حدود القطاع، عبر تدمير ونسف مربعات سكنية كاملة، وتجريف مزارع، ومنشآت مدنية، هي جريمة صهيونية مكشوفة، واعتداء صارخ على أرضنا ومقدراتنا الفلسطينية، ولن تنجح في تحقيق أهدافها العدوانية، فشعبنا ومقاومتنا سيفشلون كل هذه المخططات.



** تكرار واشنطن دعوتها للاحتلال الصهيوني لحماية المدنيين وموظفي الإغاثة والمنشآت التابعة للمنظمات الإنسانية في قطاع غزَّة، منذ بدء العدوان وحتى اليوم، ما هو إلا دعاية إعلامية جوفاء لا أثر لها وَسْطَ استمرار الدعم والتأييد والشراكة الحقيقية والكاملة لهذه الإدارة في حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال.  



** العدوان الأخير يوم أمس على مركز تدريب الأونروا في خانيونس وإحراقه، والصمت الأمريكي المريب تجاه ذلك تأكيد على ما نقول.



**  إنَّ استمرار الصمت والتقاعس الدولي في وقف هذه الجرائم والمجازر وحرب الإبادة الجماعية هو سلوك مريب قد يصل إلى حدّ التواطؤ والشراكة فيها، ولا يُفهم إلا في سياق الاستسلام للإرهاب الصهيوني المدعوم من الإدارة الأمريكية.



** ما يصنعه رجالُ كتائب القسّام والمقاومة الفلسطينية من إبداعات بطولية تخلّد في تاريخ شعبنا النضالي، وليس آخرها عملية المغازي المظفرة، التي باغت فيها جند القسّام جيش العدو النازي وأثخنوا في جنوده وضبّاطه، قتلى وجرحى، تفوق أعدادُهم ما أعلنه هذا الجيش المهزوم.  



** ‏إننا إذ نفتخر بمقاومتنا الباسلة لا سيما بكتائب القسام المظفرة وسرايا القدس المجاهدة وبكل قوة المقاومة الموحدة في هذه المعركة المصيرية لنحمد الله ونثني عليه فبفضله وتوفيقه للمجاهدين يصنع مجاهدونا الأبطال  المعجزات، وقد رأى العالم ما تصنعه قذيفة واحدة إذ  توقع في جيش الاحتلال كل هذا العدد من القتلى.



** يواصل أهلنا في قطاع غزَّة العزَّة، رجالاً وشباباً أطفالاً وحرائر وعائلاتٍ، وهم كالجسد الواحد، صناعة ملحمة الصمود والثبات الأسطورية، يعجز البيانُ عن وصفها، ولا تفي عبارات الثناء بالوفاء لهم، رغم هول القتل والمجازر المروّعة، وحرب التجويع والتعطيش والقصف الممنهج، واستهداف كلّ مقومات الحياة.  



** إنَّ مشهد أركان الحرب الصهاينة، مع نهايات الشهر الرّابع لعدوانهم النازي ضد قطاع غزَّة، يكشف عن تصدّع وتآكل داخلي وارتباك بين قادته المجرمين، فهم جميعاً على اختلافاتهم السياسية والعسكرية عاجزون عن تحقيق أيَّ هدفٍ من أهدافهم العدوانية.



** إنَّ المقاومة وهي تدير هذه المعركة بكل قوَّة وحكمة واقتدار وتُبلي فيها بلاءً حسناً، وهي تتحكّم في إدارة هذه المعركة، ثأراً لدماء الشهداء، ودفاعاً وحماية لأهلنا، وردّاً للعدوان، وتثبت مجدّداً أنَّها تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق نصر مبين ضدّ هذا الكيان النازي، بإذن الله وقوّته.



** إنَّ صمود شعبنا العظيم في قطاع غزَّة، وثباته على أرضه، وتقديمه التضحيات الجسام، وهو صابرُ مرابطٌ محتسبٌ، على مدار أشهر متتالية، والتفافه حول مقاومته واحتضانها بكل إيمانٍ ويقين، هو الصخرة التي ستتحطم فوقها كل مخططات الاحتلال العدوانية في التهجير والنيل من حقوق شعبنا وكرامته وهُويته.



** إن المجرم الفاشل نتنياهو يتوهّم أنَّه بإصراره على مواصلة عدوانه وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا، سيحقّق شيئاً من أهدافه ومخططاته على أرض غزَّة، لقد خاب وخسر، ولن تكون غزَّة إلا مقبرة لأحلامه وأوهامه ومخططاته. ولجيشه بإذن الله.



** نتنياهو الفاشل يواصل الكذب على جمهوره، ويبيع لهم الوهم، ولا يهتم في هذا السياق لأعداد جنوده القتلى كل يوم، ولا يكترث لأرواح جنوده وضباطه الأسرى عند المقاومة، وإن سياسة المماطلة والغطرسة ستفضي إلى مزيد من الخسائر التي ستعصف بمستقبله السياسي قريباً. بإذن الله.



** إننا وإذ نتعامل بكل جدية مع مقترحات وأفكار الوسطاء حول وقف العدوان الشامل وتبادل الاسرى، نجدد التأكيد أنَّ الفرصة الوحيدة لعوده الجنود الصهاينة الاسرى لدى المقاومة أحياء إلى عائلاتهم لن تكون إلا بعد توقف شامل للعدوان على شعبنا، وان كل تسويف وتأخير في وقف العدوان يعني مزيدا من القتلى في صفوفهم.



** يتحمّل المجرم نتنياهو وأركان حربه والإدارة الأمريكية الشريكة في الجريمة، المسؤولية المباشرة والكاملة عن استمرار حرب الإبادة الجماعية وتداعياتها ونتائجها، التي نجزم أنها ستعصف بمستقبلهم السياسي والعسكري، ولن يجنوا منها سوى الخيبة والخسران، ثمَّ المحاكمة على جرائمهم وعدوانهم.



** تتابع حركة حماس باهتمام بالغ مداولات محكمة العدل الدولية بعد الطلب الذي قدمته مشكورة دولة جنوب أفريقيا إلى المحكمة لوقف الإبادة الجماعية ضد شعبنا وخاصة في غزة، وفي ضوء ذلك تعلن حماس موقفها والذي يقوم على المبادئ الأساسية للمعاملة بالمثل والقانون الدولي.



** في حال صدور القرار عن المحكمة في لاهاي بوقف إطلاق النار فإن حركة حماس سوف تلتزم بوقف إطلاق النار ما التزم العدو بذلك.  



** ستطلق حماس سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها إذا أطلقت دولة الاحتلال سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لديها.  



** يجب على العدو الصهيوني إنهاء حصاره المستمر منذ 18 عاماً على غزة وإدخال كافة المساعدات اللازمة لإغاثة السكان وإعادة الإعمار.  



** ندعو كل الدول والحكومات والهيئات الحقوقية والإنسانية في العالم، إلى مواصلة رفع دعاوى قضائية في محكمة الجنايات الدولية، ضدَّ الاحتلال الصهيوني وقادته السياسيين والعسكريين، لتجريم أفعالهم العدوانية، وتقديمهم للمحاكمة كمجرمي حرب.



** ندعو إلى تكثيف رفع شكاوى جنائية ضد المسؤولين الصهاينة في كل الدول والعواصم التي يزورونها، من أجل ملاحقة قادة هذا الكيان الفاشي وفضحه وتجريم أفعاله العدوانية أمام العالم.



** إنَّ التهجّم المتواصل للمجرم نتنياهو وأركان حكومته النازية من المتطرّفين الصهاينة على دولنا العربية والإسلامية، وآخرها على دولة قطر الشقيقة، يعبّر عن إفلاس وفشل سياسي في مواجهة سيل الانتقادات التي تطالهم دولياً، وتحمّلهم مسؤولية وتداعيات هذه الحرب العدوانية، وتجرّم سلوكهم النازي.



** التهجم على دولة قطر يؤكد عدم اكتراث نتنياهو وحكومته بالدور الحيوي والهام الذي قامت به قطر، ولا زالت تقوم به كوسيط نزيه وفاعل في مفاوضات وقف العدوان وتبادل الأسرى ومحاولة التهرب من جهود إنهاء العدوان بشكل كامل، ويعكس  أزمة جيشه العميقة في الميدان.



** نثمّن موقف جمهورية مصر العربية الشقيقة الرّافض لأيّ مخططات للكيان الصهيوني في احتلال محور فيلادلفيا، وفي تهجير شعبنا من قطاع غزَّة، وندعو دولنا العربية والإسلامية إلى دعم هذه المواقف، والعمل بكل الوسائل لوقف العدوان وإغاثة شعبنا ودعم صموده وثباته على أرضه.وإدخال كل المساعدات التي يحتاجها شعبنا عبر معبر رفح رغم رفض الاحتلال.



** إنَّ ما يعرضه بعض القادة الصهاينة المجرمين للأوربيين من حلول واقتراحات حول مستقبل قطاع غزَّة ، سواء مقترحات وزير خارجية العدو (العبقري - الذي سميناه أذكى الأغبياء) حول إنشاء جزيرة صناعية عائمة لتهجير شعبنا إليها، أو اقتراح وإغراء بعض الدول لاستقبال أبناء شعبنا، يعبّر عن عقلية الكيان الفاشية النازية وأحلامها المريضة  في تهجير شعبنا عن أرضه.



** إن هذه الأحلام والأوهام لن تتحقّق، فشعبنا راسخ في أرضه رسوخ الجبال، والاحتلال  بإذن الله إلى زوال، وسيعود  هؤلاء الغزاة من حيث جاءوا من أطراف الأرض الأربعة.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023