التداعيات الخطيرة لجريمة الاحتلال "الإسرائيلي" في مخيم النصيرات تُضاعف الأزمة الإنسانية وتكشف نواياه المبيتة بارتكاب مجزرة تاريخية فظيعة وغير مسبوقة
المكتب الإعلامي الحكومي - غزة

في إطار استمرار التداعيات الخطيرة للجريمة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أمس السبت في مخيم النصيرات (وسط قطاع غزة)، واستهدافه لعشرات آلاف المدنيين والأطفال والنساء بشكل مباشر في مجزرة تاريخية تُسجّل في التاريخ الأسود لأحقر وأقذر احتلال عرفته البشرية، فإننا نود الإشارة إلى ما يلي: 

لقد بلغ عدد الشهداء نتيجة جريمة الاحتلال "الإسرائيلي" بحق المدنيين في مجزرة النصيرات يوم أمس 274 شهيداً بينهم 64 طفلاً و57 امرأة و37 مسناً، فيما بلغ عدد الإصابات 698 مصاباً بينهم 153 طفلاً و161 امرأة و54 مسناً، والباقي من المدنيين الذين كانوا يتواجدون في سوق النصيرات ومحيطه وفي المنازل المجاورة. أفادت التقارير الميدانية أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" استخدم في مجزرة النصيرات سيارتين مدنيتين، الأولى سيارة مدنية صغيرة، والثانية سيارة نقل تحمل أغراض وفراش ومساعدات، وقد بدى ذلك واضحاً في مقاطع الفيديو التي تداولتها وسائل الإعلام، إضافة إلى أن الجنود المشاركين في المجزرة تقمّصوا شخصيات وكأنهم نازحين ويلبسون ملابس مدنية، في إطار التخطيط لارتكاب مجزرة مروّعة ضد المدنيين والأطفال والنساء، وهذا الأمر تكرر في مرات سابقة عندما ارتكب الاحتلال مجزرة قبل شهور في منطقة المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات، عندما اقتحم جيش الاحتلال المخيم الجديد بلباس مدني في سيارات إسعاف عليها إشارات طبية وصحية، وهذا الأسلوب الإجرامي يخالف تماماً كل القوانين الدولية التي تُجرّم هذه الأساليب، حيث قتل جيش الاحتلال حينذاك أكثر من 14 شهيداً في الجريمة السابقة بالمخيم الجديد. 

أفادت التقارير الميدانية أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قام بقصف 89 منزلاً ومبنىً سكنياً مأهولاً بالسكان في منطقة النصيرات خلال ساعات ارتكاب المجزرة المُروّعة، حيث تم قصف العديد من المنازل فوق رؤوس ساكنيها وبدون سابق إنذار، وهذا يؤكد أن الاحتلال لديه نية مُبيّتة لارتكاب هذه المجزرة ولإيقاع هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المدنيين الآمنين وضد الأطفال والنساء والمارَّة. أ

فادت التقارير الميدانية أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب هذه المجزرة بمشاركة عشرات الطائرات الحربية والطائرات المسيرة من نوع "كواد كابتر" والطائرات المروحية والطائرات المسيرة ذات الأغراض التجسسية والاستخباراتية والدبابات في أكثر من أربعة محاور واتجاهات، وأن هذه القوة العسكرية غير المسبوقة المستخدمة ضد المدنيين قامت بتنفيذ أكثر من 250 غارة في مخيم النصيرات وفي مناطق المحافظة الوسطى بشكل متزامن. في إطار الرد على وسائل الإعلام التي وجهت لنا أسئلة متتالية منذ أمس؛ فإننا لم نتأكد بعد من أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" استعان بجنود من دول معادية لشعبنا الفلسطيني في هذه الجريمة النكراء، وكذلك لم نتأكد من التقارير التي تتحدث عن استخدام الرصيف المائي العائم في هذه المجزرة الوحشية ضد المدنيين والنازحين والأطفال والنساء، وإننا سنعلن عن ذلك وقتما توفرت المعلومات بهذا الخصوص وفي الوقت المناسب. 

وإزاء ما سبق فإننا نود التأكيد على ما يلي:

* أولاً: نكرر استنكارنا وإدانتنا الشديدة لجريمة الاحتلال "الإسرائيلي" في مجزرة مخيم النصيرات، وندين هذا العدوان ضد المدنيين والنازحين والأطفال والنساء وضد المنازل السكنية الآمنة، وندعو كل دول العالم والمنظمات الدولية إلى إدانة هذه الجريمة البشعة ضد الإنسانية. 

ثانياً: نحمل الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الكارثية التي أريقت فيها دماء مئات الأبرياء المدنيين والأطفال والنساء والنازحين، ونطالب الإدارة الأمريكية بوقف إمداد الاحتلال بالصواريخ والقنابل لقتل المدنيين والأطفال والنساء. 

ثالثاً: نطالب المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية بالضغط على الاحتلال لوقف هذا العدوان الوحشي ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" للشهر التاسع على التوالي دون توقف، ودون جهود حقيقية تبذل في وقف هذا القتل المستمر. رابعاً: إن جريمة الإبادة الجماعية التاريخية التي تجري هنا في فلسطين المحتلة، تؤكد على المبدأ الاستئصالي والتطهير العرقي الذي يتم تنفيذه ضد شعبنا الفلسطيني بشكل واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، ويؤكد على انخراط الإدارة الأمريكية في هذه الجريمة ومعها مجموعة من دول أوروبا ودول أخرى، تمد الاحتلال بالسلاح وتدعمه وتُشجّعه على الاستمرار في الإبادة، وأن الأجيال لا يمكن أن تنسى هذه الجرائم على مدار التاريخ، وأن نهاية هذه الجرائم التاريخية سيكون التحرير والخلاص من الاحتلال "الإسرائيلي" الأمريكي على غرار ما جرى

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023