بيان صادر عن اللجنة التحضيرية لليوم العالمي لنصرة غزة والأسرى
هيئة شؤون الأسرى والمحررين

إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في فلسطين والشتات وإلى أحرار العالم

نتوجه إليكم وكلنا أمل بقوتنا وقوتكم، ووفاءً لشهدائنا وأسرانا، وبوفائكم لنا، ولأجل فلسطين الحرّة تقرّر يوم الثالث من آب 2024 يوما وطنياً وعالمياً نصرة لغزة وللأسرى، وعلى قاعدة أنّ غزة والأسرى هما أصل وحدتنا وطريق انتصارنا، وعلى أن يكون هذا اليوم، يوماً مؤسساً لما بعده عبر حركة شعبية مستمرة ومتواصلة، تحملنا لمرحلة جديدة فيها يكون الميدان هو حيزنا للتعبير، ومن خلاله نحمل إرادتنا وإيماننا بقضيتنا العادلة، من خلال تفعيل كل الأدوات المتاحة لإجبار هذا العالم -وبدعم الأحرار والشرفاء- على اتخاذ خطوات حاسمة وجادة لوقف الإبادة المستمرة منذ عشرة شهور بحقّ شعبنا في غزة، وإنقاذ أسرانا من وجه الإبادة الآخر. 

لقد فاقت جرائم (دولة) الاحتلال حدود الخيال والتّصور منذ بدء حرب الإبادة التي تُنفّذ ببث حي ومباشر، فيها الجندي المحتل يوثق مشاهد إجرامه ويتفاخر فيها ويروج لها، ويحمل أوامر وزرائه المجرمين الذين يتفاخرون بقتلنا، ويصرحون بذلك أمام عدسات الكاميرا غير آبهين بالإنسانية كلها، ويتعاملون على اعتبار أنهم فوق القانون ويتمتعون بحصانة استثنائية وفرّها لهم (الفيتو) الأمريكي الحاضر في مواجهة أي قرار يحمل مضموناً عملياً، وهم المستثنون من العقاب، ونحن المستثنون من الحياة، ومن شكل الموت الطبيعي. 

لم تبدأ الإبادة بعد تاريخ السابع من أكتوبر، فالإبادة المستمرة اليوم، ما هي إلا امتداد لنكبات متواصلة بحقّ الشعب الفلسطينيّ، وعلى مدار عقود عجز فيها العالم (الإنسانيّ)، عن إحقاقّ الحقّ، وتحقيق العدالة والحرية لشعبنا، وأخيرا عجز العالم عن وقف إبادة الأطفال، والنساء، والشيوخ، والأجنة في أرحام أمهاتهم، وكل ذلك كان بدعم من قوى كبرى في العالم، تتسابق لحماية وجود (دولة) الاحتلال، حيث يتسابق وزراؤها على من يكون قادراً على ابتكار أدوات وسياسات جديدة لمحو وجود الشعب الفلسطينيّ، ومن يتفنن أكثر بقتلنا وملاحقتنا وإحكام السّيطرة على حياتنا. 

ومع ذلك فإنّنا نحمل الامتنان لكل الأحرار الذين أثبتوا روح ومعنى الحرية تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً، وقد شكّلت خطوة دولة جنوب إفريقيا رسالة الأحرار الحقيقية، والنموذج لحالة التكامل الإنسانية العابرة للحدود، إلى جانب كل الدول التي دعمت واتخذت خطوات واضحة ومهمة لدعم حقنا في تقرير مصيرنا، وفي مقدمتها الدول التي بادرت بالاعتراف بدولة فلسطين. 

وكذلك الموقف الاستشاري الذي صدر عن أعلى هيئة قضائية في العالم وهي محكمة العدل الدولية، الذي جاء محملا كذلك بصوت أحرار العالم المؤمنين بعدالة قضيتنا وحقّنا بالحرّيّة والاستقلال، وعلى طريق ترجمة هذا الموقف الأخلاقيّ إلى واقع يقضي بتقرير مصير شعبنا وحريته وإنهاء الاحتلال. 

وحتّى وقف الإبادة المستمرة بحقّ شعبنا، وحرّيّة أسرانا، وحتى حرّيّة فلسطين، فإننا نتوجه مجدداً لأبناء شعبنا ولكل الأحرار في العالم وكواجب وطنيّ وأخلاقيّ بنداء للخروج للميادين تحت عنوان الانتصار لغزة ولأبطالها وأبنائنا من الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال. 

فلنخرج بإيمان وقوة وإصرار، نكسر في هذا اليوم مفردة العجز والصمت، ويكون الغضب شعارنا. *مطالبنا لأحرار العالم:* -فرض حظر عسكري شامل على إسرائيل على الفور، يشمل تصدير واستيراد ونقل الأسلحة والمعدات العسكرية والعناصر ذات الاستخدام المزدوج، وكذلك إنهاء جميع أشكال التعاون العسكري الأخرى (التدريب، الأبحاث المشتركة، الاستثمارات، إلخ). 

-فرض عقوبات مستهدفة قانونية على إسرائيل تشمل العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية والمالية. -إنهاء جميع أشكال التواطؤ الأخرى مع الاحتلال العسكري غير القانوني لإسرائيل، وإبادة غزة الأكثر وحشية، والجذر الأساسي لكل هذا: نظام إسرائيل الاستعماري الاستيطاني والفصل العنصري الذي دام 76 عامًا. -إعادة تفعيل اللجنة الخاصة للأمم المتحدة لمناهضة الفصل العنصري للمساعدة في القضاء على نظام الفصل العنصري في إسرائيل ومحاسبة المسؤولين عنه. 

-تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة وتجريدها من حقوق الامتياز والعضوية، كما حدث مع جنوب أفريقيا في فترة الفصل العنصري. -تعليق مشاركة إسرائيل في الأولمبياد، والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وجميع المنتديات والأحداث الدولية والإقليمية المماثلة. 

-على الاتحاد الأوروبي تعليق اتفاقية (شنغن) والتي تستفيد منها أيضا مليشيات المستوطنين الإرهابية وقيادات سياسيه وعسكريه وأمنيه شاركت في الإبادة الجماعية وفي قتل وتعذيب واغتصاب الأسرى.

 *حتّى حرّيّة فلسطين* 

*كونوا على الموعد* *الثالث من آب 2024* *النصر لشعب فلسطين* 

*وتحية محملة بالأمل من الشعب الفلسطينيّ لأحرار العالم* *

الرحمة لشهداء فلسطين وكل الشهداء الذين ارتقوا من أجلها* 

*والحرّيّة لأسرى الحرّيّة*

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023