08 أكتوبر 2024, الثلاثاء 12:24 ص
بتوقيت القدس المحتلة
المستجدات
خسائر كبيرة في قطاع الكهرباء وانعكاسات خطيرة على الواقع الإنساني بغزة
حضارات

يعد قطاع الكهرباء في غزة من أهم القطاعات التي تعتمد عليه مجمل القطاعات الحيوية الأخرى، وهو المحرك الرئيس لمجمل النشاط الانساني في القطاع.

 ولا يخفى على أحد ما تعرض له ذلك القطاع من دمار هائل طال كافة مكوناته مما كان له بالغ الأثر على الواقع الانساني الهش في غزة. 

بدأت هذه الأزمة يوم السابع من أكتوبر لعام 2023 م حيث تم قطع إمدادات الكهرباء المغذية للقطاع وعددها 10 خطوط بقدرة (120) ميجاوات من داخل الخط الأخضر، وتوقفت محطة التوليد الوحيدة في قطاع غزة عن العمل مجبرة بسبب نفاذ الوقود في يوم 11 اكتوبر من نفس العام وبالتالي لم يتبق أي مصدر كهربائي يمكن الاعتماد عليه في تشغيل آلاف المرافق الحيوية التي ترتبط بحياة 2.3 مليون مواطن ومن أهمها القطاع الصحي وقطاع المياه والآبار وقطاع الصرف الصحي وقطاع الاتصالات وقطاع التعليم وقطاع المطاحن والمخابز، مما كان له آثار سلبية بالغة ساهمت بشكل مباشر في تعميق الأزمة الانسانية في غزة وأدت لوفاة آلاف المصابين والمرضى، من بينهم أطفال ونساء وشيوخ . 

كما أن الدمار الكبير الذي طال البنى التحتية لقطاع الكهرباء وخاصة شبكات توزيع الكهرباء بكافة مكوناتها، وكذلك المنشآت والمباني والمرافق والمخازن والآليات المشغلة لهذا القطاع، يعد من أفدح الخسائر والكوارث التي تسببت تداعياتها في تعميق هذه الأزمة وزيادة الضغط على تلك القطاعات مما أدى لانهيار عدد كبير منها وتوقف خدماتها بشكل كامل. 

لقد أحدثت أزمة الكهرباء مع مرور الوقت تحديات غير مسبوقة ونتائج غير محمودة في قطاع غزة، تمثلت في انتشار للأوبئة والأمراض المعدية كان آخرها ظهور فيروس شلل الأطفال، وإلتهاب السحايا من النوع الخطير، وهي ناتجة عن مستويات كبيرة من التلوث نتيجة عدم توفر المياه النظيفة ووسائل الوقاية المناسبة.

 إن شركة توزيع كهرباء محافظات غزة تضع جميع الأطراف ذات العلاقة في صورة ما يحدث، والتقارير الأممية ذات العلاقة شاهد على تلك التداعيات الخطيرة، وهي تحذر من خطورة هذا الوضع الكارثي الذي يرتبط بتوقف امدادات الكهرباء منذ 300 يوم،  وتناشد الشركة جميع دول العالم والمنظمات الدولية والانسانية بضرورة التدخل العاجل لوقف تمدد تلك الكارثة وتفاقمها قبل فوات الآوان والتي لم تعد تهدد حياة أكثر من 2 مليون مواطن فحسب، وانما باتت تهدد الضمير الحي للعالم الحر بأسره.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023