معركة " الحساب المفتوح " الأهداف وطرق العمل

عبدالله أمين

خبير عسكري وأمني

تقدير موقف

أولاً : أرضية الموقف والخلفيات

شنت المقاومة الفلسطينية في غزة بقيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام في تاريخ 07 10 2023  الساعة 0600 تقريباً ، هجوماً مفاجئاً على قوات العدو المنتشرة على الحافة الأمامية للحدود الشرقية للقطاع ، مما أسفر عن سيطرتها ـ المقاومة ـ على معظم المواقع العسكرية لفرقة غزة ، والمغتصبات المحاذية لمنطقة الحدود ، كما أسرت المقاومة والقوات التي ( اجتاحت ) الحدود ، والمواطنون المدنيون الذين دخلوا بدون تنسيق مع الوحدات العسكرية ، أسرت هذه القوات مع المدنيين ؛ ما لا يقل عن 200 أسير صهيوني ، الأمر ـ الهجوم ـ استطاع العدو امتصاص مفاجأته خلال الساعات الأولى ، محتوياً تداعياته ، بادئاً عملية جوية الهدف منها السيطرة على الموقف ومنع تفاقمه ، والتمهيد لعملية برية تجبي من المقاومة الفلسطينية وبيئتها ثمناً لما قامت به من تعرض عليه . على أثر هذه العملية ؛ بدأت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " في 08 10 2023 هجوماً نارياً تحت عنوان إسناد المقاومة الفلسطينية ودعماً لصمودها ؛ حيث فتحت نار مدفعيتها القوسية والمباشرة على الأهداف العسكرية المعادية في منطقة مزارع شبعا ، الأمر الذي كان يندرج في حينه ضمن قواعد الاشتباك ومعالات الحرب بين "حزب الله "  والعدو الصهيوني ، ثم بدأ الموقف يتطور شكلاً ونوعاً وجغرافيا ؛ الأمر الذي أدى إلى تهجير مئات آلاف المغتصبين من مغتصبات شمال فلسطين المحتلة ، وفرض عدم عودتهم إلى ( منازلهم ) ما لم تتوقف الحرب في غزة . وفي سياق هذا الاشتباك الناري ؛ نفذ العدو الصهيوني مجموعة من العمليات الأمنية ضد قادة ومسؤولين من " حزب الله " شملت كوادر معنيون مباشرة في شؤون جبهة الجنوب ، وآخرين من الصف الأول في المجلس الجهادي  للحزب ، وعلى رأسهم الشهيد السعيد " فؤاد شكر / السيد محسن  "  المعاون الجهادي للأمين العام لـ " حزب الله " السيد حسن نصر الله في 30 07 2024 . وعلى أثر هذا الاستهداف لهذا المسؤول الجهادي الكبير ، والذي تم في قلب الضاحية الجنوبية ، معقل " حزب الله " الرئيسي ، الأمر الذي شكل كسراً لقواعد الاشتباك ، وتجاوزاً لخطوط حمر ؛ تعهد " حزب الله " بالرد على هذه العملية ، فقصف في 25 08 2024 مقر قيادة الوحدة 8200 ملحقاً فيها خسائر بشرية ومادية ، تكتم العدو عن ذكرها ، ليقوم العدو بعد هذه العملية بالرد على بعملية (البيجر) في 17 09 2024 وعملية (أجهزة اللاسلكي) في 18 09 2024 ، ثم استهداف معاون السيد حسن نصر الله لشؤون العمليات ـ ركن العمليات ـ الشهيد السعيد الحج عبد القادر ( أبو محمد ) ومجموعة من أركانه ، في تاريخ 20 09 2024 ؛ في عملية إغتيال أسفرت عن شهادة الحج عبد الله قادر ومجموعة من أركان عمله ، الأمر الذي رد عليه الحزب باستهداف موسع لقواعد ومقرات عسكرية معادية دخيلة بشكل مباشر أو غير مباشر في عمليات استهداف الضاحية الجنوبية واغتيال قيادات وكوادرالحزب . وعلى إثر هذه العملية الموسعة لحزب الله ؛ بدء العدو الصهيوني ظهر ـ تقريباً الساعة 1300 ـ  23 09 2024 عملية جوية موسعة ، طالت كثيراً مما في بنكه من أهداف للمقاومة منتشرة على الحافية الأمامية للقرى اللبنانية وفي عمقه ، وصولاً إلى مقرات الحزب في محافظة البقاع ؛ من غربها إلى شرقها ، حيث يعتقد العدو أن "حزب الله " يحتفظ بأصوله العسكرية الثقيلة المؤثرة في المعركة ، في هذه الجغرافيات والمواقع . الأمر الذي فتح جولة من الاشتباك بين المقاومة الإسلامية " حزب لله " والعدو الصهيوني ، ما زلنا نشهد جولاتها ، ونقلب صفحاتها . إن تقدير الموقف هذا سوف يعنى بالحديث عن أهداف كلا طرفي المعادلة ، وخيارات عملهم ، ثم تقدير مآلات الموقف وتطوراته المستقبلية

ثانياً : أهداف العدو

  • فك الارتباط بين غزة ولبنان ، ووقف دعم ومناصرة  " حزب الله " للمقاومة الفلسطينية . 
  • تحييد وتدمير أكبر كم ممكن من الأصول البشرية والمادية المؤثرة استرتيجياً في معركة العدو مع " حزب الله " . 
  • بناء معادة مهجري شمال فلسطين ، مقابل مهجري جنوب لبنان . 
  • منع عودة قدرات ذات مصداقية للمقاومة الإسلامية إلى الجنوب اللبناني ؛ يمكن أن تشكل تهديداً ذا مصداقية على العدو مستقبلأً . 

ثالثاً : قدرات العدو

  • الفرقة المدرعة 36 . 
  • الفرقتين 91 و 210 . 
  • الفرقة الإقليمية 210 ( فرقة الجولان ) . 
  • الفرقة المدرعة احتياط 319 
  • الفرقة 98 والتي تضم في تشكيلاتها الوحدات التالية : الأولية المظلية 35 و 55 و 551 ، لواء الكماندوز 89 والذي يضم في تشكيلاته وحدات : مغلان 212 ، الدفدفان 217 ، إيغوز 612 ، مدرسة الكماندو  الوحدة المجوقلة 7298 ، وأولية النخبة : جولاني ، جفعاتي ، النحال ، كفير ، كما تضم الفرقة كتيبة اتصالات . ومن ضمن تشكيلاتها اللواء لوجستي 8237 المكون من : كتيبة الصيانة والتكنلوجيا ، سرية نقل ، سرية ذخيرة ، سرية طبية ، فصائل الإمداد ، فرق السيطرة .
  • الفرقة 146 . 
  • سلاح الجوي بمختلف صنوفه المسير والمأهول

رابعاً : تخصيص القدرات

  • تشكل الفرق 36 و 98 و 146 تشكيلات تنفيذ الواجب الرئيسية في حال تطور الموقف نحو عمل بري . 
  • تشكل الفرق 91 و 210 الاحتياط الاستراتيجي للقيادة . 

خامساً : خيارات عمل العدو

الخيار الأول : الاشتباك الناري عبر القصف الجوي والمدفعي بمختلف الصنوف والمديات . 

الخيار الثاني : العمل البري المحدود عبر السيطرة على العوارض الحساسة جنوب الليطاني . 

الخيار الثالث : العمل البري الواسع حتى شمال الليطاني للسيطرة على العوارض الحساسية وتأمين منطقة العمليات جنوب الليطاني ومستعمرات الحافة الأمامية حتى عمق 10 كلم .

الخيار الرابع : الدخول في صفقة سياسية تشمل لبنان وغزة . 

سادساً : مناقشة خيارات عمل العدو :

إن خيارات عمل العدو من التداخل بمكان ، بحيث يطول الحديث عن كل خيار على حدى من حيث الجدوى والاكلاف ، أو الحسنات والسيئات ، الأمر الذي نفضل أن نناقشه على شكل حزمة ، بحيث نسرد متطلبات تنفيذ هذه الخيارات مجتمعة ؛ فإن حازها ـ المتطلبات ـ العدو ؛ قدر على تنفيذ ما يختار منها ، لذلك فمن أجل أن ينفذ العدو أي من خياراته تلك فإنه بحاجة إلى : 

  1. غطاء سياسي دولي وإقليمي يؤمن من خلاله تفهم العالم والمجتمع الدولي لسبب الحرب الحالية ومبرراتها . 
  2. ضمان تحقيق أهداف الحرب في أسرع وقت وبأقل الأكلاف .
  3. ضمان عدم تمدد الحرب زماناً ، ودخوله في حرب استنزاف يطول أمدها وتكثر أكلافها . 
  4. ضمان تحقيق أمن كامل الجبهة الداخلية ؛ من رأس الناقورة إلى أم الرشراش ، وعدم وضعها في معرض مزيد من التهديد والمخاطر .
  5. ضمان استخدام بنى تحتية قتالية رديفة ـ قبرص بشكل رئيسي ـ  تعوض عن خسارة أصول وبنى تحتية مهمة في تنفيذ العمليات في حال استهدافها من قبل المقاومة أو حلفائها . 
  6. ضمان دخول بعض دول المنطقة ـ ولو سراً ـ في جهود تأمين أجواء العدو من الاختراق عبر مسيرات ومقذوفات فصائل المقاومة في العراق ، أوأنصار الله في اليمن ، فضلاً عن إيران ؛ حال قررت تسديد حسابها المفتوح مع العدو .    
  7. قدرات عسكرية مُثبتة الفاعلية للقتال في مثل هذه البيئات الجغرافية والديموغرافية . 
  8. خط إمداد بالسلاح والذخيرة ؛ النوعية والكلاسيكية ، تديم له معركة ستطول ، في بيئة جغرافية وديمغرافية معقدة . 
  9. تقديم شروط مناسبة للمقاومة الفلسطينية في غزة من أجل الدخول في صفقة سياسية ، يضمن فيها العدو عودة أسراه ، كما تضمن هذه الشروط للمقاومة فك الحصار ، وإعادة الاعمار ، والانسحاب الكامل من القطاع ، والإفراج عن أسرى . 
  10. تفهم وتقبل داخلي على مستوى النخب التخصصية ـ العسكري خاصة ـ والمدنية ، بحيث تشكل هذه النخب (آلية) تهدئة الداخل المعادي ، ورص الجبهة الداخلية ، وضمان عدم اعتراضها على إجراءات قياداتها السياسية والعسكرية وتوجهاتها . 

إن التدقيق في متطلبات منح العدو هامش عمل مناسب لتحقيق أهدافه الرئيسية من الحرب ـ تأمين شمال فلسطين ، وعودة المهجرين ، ومنع بناء قدرات للمقاومة تهدده مستقبلا ً  ـيحملنا على الاعتقاد أن مساحة عمل العدو ، و حرية حركته ؛ خاصة في محور الجهد الرئيسي لهذه الحركة ، ألا وهو المحور العسكري ، ليست على أفضل حالها ، كما أنه من المشكوك فيه أن يحقق هذا المحور ـ العسكري ـ  أصل هدفه من هذه الحرب . 

سابعاً : أهداف المقاومة

  • منع العدو من تحقيق أهداف العدو من عمليته العسكرية . 
  • الحاق أكبر كم ممكن من الخسائر في الأصول البشرية والمادية المعادية المؤثرة في عمليات العدو. 
  • بناء معادلة تحمي من خلالها المدنيين ، وتحد من عمليات الإغتيال المركز لكوادرها العسكريين والمدنيين. 
  • استنزاف العدو وجره إلى معركة نارية طويلة الأمد . 

ثامناً : قدرات المقاومة :

  • وحدات مدفعية الميدان . 
  • الوحدات الصاروخية .
  • وحدات الطيران المسير . 
  • وحدات مشاة خاصة ـ قوة الرضوان ـ . 
  • وحدات مشاة كلاسيكية ، تشكل القوات الرئيسية للدفاع عن البقع القتالية في الجنوب . 

تاسعاً : خيارات عمل المقاومة

  • القصف الصاروخي المتدرج ؛ كماً ونوعاً وجغرافيات . 
  • تهديد مستوطنات الشمال عبر القصف المدفعي الثقيل والمتوسط ؛ المباشر والقوسي . 
  • ( خلق ) تهديد ثانوي للعدو لتشتيت قدراته أو تثبيت بعضها عبر فتح جبهة الجولان . 
  • المبادرة باتجاه الداخل الفلسطيني عبر قوة الرضوان ووحدات اسنادها النارية . 
  • قبول العدو بصفقة مع المقاومة الفلسطينية توقف الحرب والعدوان . 

عاشراً : مناقشة خيارت عمل المقاومة

وعلى شاكلة مناقشة خيارات عمل العدو ؛ سنناقش خيارات عمل المقاومة ، من خلال متطلبات تحقيق هذه الخيارات مجتمعة ، مما يعني تحقيقها في حال الضرورة منفردة ، وحتى تحقق المقاومة أهدافها ، عبر خيارات العمل هذه فإنها بحاجة إلى : 

  1. قبول صريح من الحاضنة الشعبية للمقاومة ، وتقبل خياراتها وتوجهاتها .
  2. قدرات بشرية ومادية قادرة على إدامة العمل العسكري والانتقال به من خيار إلى آخر ، ومن صفحة إلى أخرى . 
  3. المؤازرة الفعلية والفاعلة من قبل محور المقاومة للجهود العسكرية ، في مختلف مراحلها وصفحاتها . 
  4. القدرة إلى إدامة التهديد الفاعل لمغتصبات الشمال الفلسطيني حتى عمق ما بعد حيفا . 
  5. القدرة على تشغيل قدرات عسكرية ذات مصداقية تهدد مركز ثقل العدو البشري في " غوش دان" ومحيطها . 
  6. القدرة على تشغيل قدرات عسكرية ذات مصداقية تهدد الأصول العسكرية الفاعلة والمؤثرة في هذه المعركة . 
  7. القدرة على تأمين غطاء ناري مناسب لتمكن قوات الرضوان من اختراق الحدود وتشكيل تهديد حقيقي على مؤخرة قوات العدو وفي عمقه . 
  8. القدرة على تثبيت الفرقتين 91 و 210 في الجولان ومنعهما من تعزيز قوات واجب العدو في باقي الجبهة.
  9. قبول ـ ولو ضمني ـ من باقي شراح المجتمع اللبناني ، بمختلف طوائفة ومذاهبيه لخيارات الحزب وقراراته . 
  10. قبول ومؤازرة شعبية على مستوى الوطن العربي والإسلامي . 
  11. تحييد سلاح الطيران والمدفعية المعادية ، عبر الاشتباك مع العدو ضمن مديات أمن ٍأسلحة العدو بمختلف صنوفها ، أو تشغيل قدرات جو أرض ذات مصداقية . 
  12. قبول العدو بصفقة سياسية ترضي المقاومة الفلسطينية وتلبي شروطها . 

إن التدقيق في هذه المتطلبات الذاتية والموضوعية ، يحملنا على الاعتقاد أن " حزب الله " لديه من هامش المناورة والفعل ، مستفيداً من استثمار هذه المتطلبات ، ما يمكنه أن يديم معركة استنزاف يطول زمنها ، وترتفع أكلفها على العدو ، وصولاً إلى منعه من تحقيق أهم أهدافه من هذه الحرب ، ألا وهي تأمين شمال فلسطين ، وعودة المهجرين ، ومنع بناء قدرات للمقاومة تهدده مستقبلا ً . 

حادي عشر : تقدير الموقف

لا نعتقد ـ حتى هذه اللحظة ـ بتوفر ظروف دولية وإقليمية ومحلية ، فضلاً عن قدرات عسكرية كافية للعدو ، تمكن العدو من تطوير العملية الجوية ، بحيث يصاحبها عمل بري حقيقي ذا مصداقية ، تشارك فيه قوات الواجب المنتشرة في شمال فلسطين ، بحيث تصل قواته إلى شمال الليطاني لتسيطر على كامل المنطقة الواقعة جنوب النهر ، بهدف تأمين مستوطنات الشمال ، ومنع إعادة تشكيل تهديد ذا مصداقية عليه ـ على العدو ـ ، إلى أنه يملك قدرات يستطيع من خلالها شن عمليات اختراق محدودة بقوات خاصة ، بناء على معلومات صلبة لتحييد قدرات بشرية ومادية ذات مصداقية للمقاومة ، ومن ثم الانسحاب إلى خلف الحدود . ولكن في حال قرر العدو تطوير العملية ليصاحبها جهد بري ؛ فإننا نعتقد أنها ستكون على مرحلتين : 

المرحلة الأولى : احتلال العوارض الحساسة في جنوب الليطاني للسيطرة على منطقة العمليات ، ومحاولة (تطهيرها ) من قدرات المقاومة البشرية والمادية . 

المرحلة الثانية : في حال نجاحه ـ الأمر المستبعد ـ في تحقيق أهداف المرحلة الأولى ، سينتقل العدو بعد أن يثبّت نقاط احتلاله جنوب النهر ، وإعادة تنظيم قواته ، لمحاولة احتلال العوارض الحساسة شمال نهر الليطاني ، ومن ثم استكمال ( تطهير ) منطقة العمليات ، وإدامة السيطرة عليها ، ومحاولة استثمار هذه النجاحات في تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية . 

إلّا أن هذا الأمر ـتطوير المناورة الجوية لتدعم مناورة برية ـ  لا نعتقد أنه بهذا السهولة ؛ حيث سيواجه العدو بقدرات المقاومة القتالية المنتشرة في البقع الدفاعية في قرى ومدن الجنوب اللبناني كافة ، حيث سيتكبد العدو خسائر غير قابلة للتحمل ، وستتعثر مناورته وتخرج عن جداولها الزمنية المقرة ، كما أن عمقه القريب والبعيد ، لن يخرج من دائرة التهديد ، حيث ستستمر صواريخ المقاومة وقذائفها ، وبمختلف المديات والأعيرة والصنوف بالسقوط على مغتصبات الحافة الأمامية لمنطقة القتال ، فضلاً عن تهديد العمق الفلسطيني بالكامل ، مضافاً له ما يمكن أن يعزز هذه التهديدات من تهديدات قادمة من ساحة العراق أو اليمن . 

وعليه

لا نعتقد أن العدو ذاهب إلى مناورة برية في المدى المنظور ـ حتى نهاية هذا الأسبوع ـ وسيحاول أن يصل إلى حلول سياسية على جبهتي غزة ولبنان ، بحيث يؤمن أفضل موقف سياسي يمكن أن يحقق من خلاله بعض أهدافه على هاتين الجبهتين . 

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023