ترجمة حضارات
نعومي راحليس
بين واشنطن والدوحة، تدير إسرائيل مسارًا مزدوجًا سيَحسِمُ مستقبل القتال ومصير الأسرى. في الأيام القليلة القادمة سيتضح الأمر: هل هي صفقة إطلاق سراح أم هجوم عسكري واسع النطاق؟
من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غدًا (الاثنين) في البيت الأبيض بالرئيس دونالد ترامب، الذي يُظهر بالفعل علامات نفاد صبره بشأن استمرار الحرب. هدف نتنياهو مزدوج: تحقيق صفقة تتيح إطلاق سراح الأسرى، وفي الوقت ذاته ضمان استمرار "الائتمان الأمريكي" الذي يتيح لإسرائيل تجديد القتال بعد هدنة.
قبل صعوده إلى الطائرة، شدّد نتنياهو على التزامه بثلاثة أهداف للحرب: "إطلاق سراح وإعادة جميع أسرانا، الأحياء منهم والموتى، تدمير قدرات حماس، وضمان ألا تُشَكِّلَ غزة تهديدًا على إسرائيل بعد الآن."
في الكواليس، من المتوقع أن يناقش الاثنان أيضًا الحملة ضد إيران ودفع التطبيع مع الدول العربية، مع تركيز خاص على سوريا. موضوع حساس إضافي يُتوقع أن يُطرَحَ خلف الأبواب المغلقة هو محاكمة نتنياهو وإمكانية فرض عقوبات أمريكية على النظام القضائي الإسرائيلي.
في موازاة ذلك، يعمل فريق التفاوض الإسرائيلي في الدوحة مع الوسطاء القطريين. حماس، التي تلاحظ حماسة إسرائيلية للتوصل إلى صفقة، تفرض مطالب مبالَغًا فيها، تشمل: إدخال عشرات آلاف شاحنات المساعدات، انسحابًا واسعًا لقوات الجيش الإسرائيلي، حتى من المناطق التي تم احتلالها، إضافة إلى ضمانات أمريكية باستمرار المفاوضات حتى بعد 60 يومًا من وقف إطلاق النار، بهدف منع استئناف القتال.
أعرب الرئيس ترامب، في حديث مع الصحفيين، عن تفاؤل حذر بخصوص الصفقة، وقال: "أنا متفائل جدًا"، لكنه أضاف: "لكن كما تعلم، الأمور تتغير من يوم لآخر."
مع نهاية الأسبوع، ومع عودة رئيس الوزراء من واشنطن وفريق التفاوض من الدوحة، قد تجد إسرائيل نفسها في نقطة مختلفة تمامًا عن تلك التي بدأت بها هذا الأسبوع المصيري. تتراوح الاحتمالات بين بداية صفقة أسرى مثيرة ومعقدة، والتركيز على هجوم عسكري قوي على قطاع غزة بهدف حسم حماس. القرارات التي ستُتخذ في الأيام القليلة القادمة ستُشكِّلُ وجه المعركة بأكملها.