واي نت
بعد نحو 24 ساعة من انفجار الطائرة المسيّرة قرب المجمع التجاري في إيلات، ومن دون إنذار مسبق، شنّ الجيش هجوما على العاصمة اليمنية صنعاء. من بين الأهداف التي استُهدفت: مقرات جهاز الأمن التابع للحوثيين.
بدون تحذير مسبق، وبعد يوم واحد فقط من إصابة المسيّرة في إيلات التي أسفرت عن أكثر من 20 جريحا، هاجم سلاح الجو بعد ظهر الخميس مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء. وقال الجيش إن عشرات الطائرات والمقاتلات أطلقت أكثر من 65 ذخيرة في الغارة، وهي الأضخم حتى الآن في العاصمة اليمنية. تزامنت التقارير عن الغارة مع بداية الخطاب المسجّل لعبد الملك بدر الدين الحوثي، زعيم الحوثيين في اليمن.
قال مصدر من صنعاء قال لواي نت:"صاروخان أصابا نفس المكان الذي قُتل فيه وزراء الحكومة الحوثية الشهر الماضي. اهتزّ منزلي والناس هنا خائفون. وقعت الغارة بالضبط عند بداية خطاب زعيم الحوثيين". قناة "العربية" السعودية ذكرت وقوع "أكثر من 11 غارة إسرائيلية ضد مواقع الحوثيين"، بينما أفادت قناة "الحدث" نقلاً عن مصادر أن "13 غارة استهدفت مواقع عسكرية في ساحة السبعين وحي باب اليمن".
الجيش أوضح أن هذه الضربة هي الـ15 في اليمن، ونُفذت على بعد نحو 2,200 كلم من الأراضي الإسرائيلية. شارك فيها نحو 20 مقاتلة إلى جانب طائرات أخرى، وتم استخدام أكبر عدد من الذخائر حتى الآن – أكثر من 65. كما ذكر الجيش أن العملية تضمنت تزويدا جويا بالوقود، واستهدفت سبعة مواقع مختلفة – خمس مقرات قيادية ومستودعين للأسلحة.
وجاء في بيان الجيش: "اكتملت موجة واسعة من الغارات ضد أهداف عسكرية تابعة لحكم الحوثيين في صنعاء، بعمق اليمن. وبتوجيه استخباراتي من شعبة الاستخبارات، عشرات الطائرات والمقاتلات استهدفت مقرات جهاز الأمن والاستخبارات وجيش الحوثيين في صنعاء".
وأضاف البيان أن من بين الأهداف التي ضربت مقرات الأمن والاستخبارات الحوثية، مقر شعبة الإعلام العسكري، ومعسكرات عسكرية تم فيها رصد أسلحة ونشطاء. وقال الجيش: "الهجمات جاءت ردا على الهجمات التي يقودها الحوثيون ضد إسرائيل، بما في ذلك إطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ أرض-أرض باتجاه أراضينا".
وأوضح: "جهاز الأمن والاستخبارات هو أحد أجهزة الأمن الداخلي التابعة للحوثيين، يشارك في العمليات ويساهم مباشرة في الأنشطة العسكرية ضد إسرائيل التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط. كما يقوم بقمع المعارضين عبر السجون السياسية والتعذيب. أما المعسكرات فقد استُخدمت لتخزين الأسلحة والتخطيط والتنفيذ لعمليات ضد إسرائيل".
وأشار إلى أن "الحكم الحوثي يعمل بتوجيه وتمويل إيراني لاستهداف إسرائيل وحلفائها، ويستغل المجال البحري لشن هجمات ضد السفن والملاحة العالمية. الجيش سيتحرك بقوة ضد الهجمات الحوثية المتكررة، وسينفذ عمليات هجومية أخرى قريبا، وهو مصمم على ضرب أي تهديد ضد المواطنين الإسرائيليين، مهما كان بعيدا".
قناة "الحدث" السعودية ذكرت أن الهجمات كانت مشتركة – من الجو والبحر، فيما نشرت وسائل إعلام يمنية تقارير مماثلة. كما قيل إن مقرا أمنيا واستخباراتيا للحوثيين في صنعاء استُهدف، بينما ذكرت قناة يمنية موالية للحوثيين أن محطة كهرباء تعرضت للقصف. الدفاع المدني اليمني أصدر بيانا قال فيه إن إسرائيل "تستهدف مدنيين ومنشآت مدنية"، وأن فرق الإنقاذ "تسارع إلى المواقع المستهدفة للقيام بواجبها الإنساني".
وبحسب المصدر الذي تحدث لواي نت، فإن غارة استهدفت منطقة النهدين بصنعاء أصابت القصر الرئاسي هناك. كما استُهدفت منطقة حدة – وهي منطقة راقية تضم فيلات – وضربة أخرى أصابت محطة كهرباء تجارية في شارع الرباط وسط العاصمة، وهو حي مكتظ. مسؤول حوثي تحدث لقناة "الميادين" اللبنانية الموالية لحزب الله، وادعى أن "أنظمة الدفاع الجوي تصدت للطائرات الإسرائيلية التي اضطرت للانسحاب قبل تنفيذ هجوم كامل على صنعاء".
مكتب نتنياهو أصدر بيانا قال فيه: "نتنياهو أمر بالهجوم في اليمن من طائرة ’جناح صهيون’ أثناء رحلته إلى نيويورك، وتلقى لاحقا تقارير ميدانية من وزير الجيش ورئيس الأركان والسكرتير العسكري. الغارة ركزت على مقرات ومستودعات أسلحة الحوثيين في صنعاء".
التحقيق في إصابة المسيّرة في إيلات، وخطاب الزعيم اليمني ضد الحوثيين
جراء انفجار المسيّرة في إيلات أُصيب أكثر من 20 شخصا، بعضهم بجروح خطيرة ومتوسطة. أطلق صاروخين اعتراضيين من القبة الحديدية لاعتراض المسيّرة، لكنهما لم يصيباها. بعد ساعات أُطلق صاروخ من اليمن لكنه سقط في الطريق. عند لحظة سقوط المسيّرة سُمعت هتافات فرح وصفير في مدينة العقبة الأردنية المجاورة لإيلات، حيث هتف البعض: "الله أكبر".
المسيّرة التي أصابت إيلات أمس هي الثالثة خلال أقل من أسبوعين. الأسبوع الماضي أصابت مسيّرة مدخل فندق "جيكوب" في المدينة الجنوبية دون وقوع إصابات. قبل ذلك بأسبوع، أصابت مسيّرة أطلقها الحوثيون صالة الركاب في مطار رامون قرب إيلات، حيث أُصيب اثنان من عمال المطار بجروح طفيفة، وتسبب الهجوم بأضرار مادية.
وقال الجيش اليوم: "من التحقيق الأولي الذي أجراه سلاح الجو، تبين أن المسيّرة تم رصدها في وقت متأخر نسبيا، وإنذارات الجبهة الداخلية فُعّلت كما يجب وفق السياسة المتبعة. تمت محاولات اعتراض باستخدام القبة الحديدية، لكنها فشلت. تم فهم السبب ومعالجته بالفعل. قائد سلاح الجو وجّه لاتخاذ خطوات إضافية لتعزيز قدرات الرصد والاعتراض وتوفير حماية أفضل في المنطقة".
في الساعة 17:00 (بتوقيت إسرائيل)، أي بعد نحو 45 دقيقة من الأنباء الأولى عن الغارة في اليمن، ألقى رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الذي يعمل فعليا كزعيم الحكومة الشرعية في البلاد. وقال: "يجب ألا تبقى اليمن رهينة للميليشيات المدعومة من إيران. لقد أصبحت اليمن اختبارا لمصداقية النظام الدولي. نخشى أن يصبح البحر الأحمر والممرات المائية تحت سيطرة الحوثيين".
ودعا العليمي إلى تشكيل "تحالف دولي فعّال لتحرير اليمن من قبضة الحوثيين". وطالب بـ*"تحرك دولي حاسم، وليس مجرد تصريحات"*. وأضاف: "الحوثيون يسيطرون منذ عقد من الزمن عبر ترسانة إيرانية. هذا التنظيم يدعم أيضا شبكات تهريب المخدرات. حتى الأمم المتحدة لم تتمكن من حماية موظفيها الذين اختطفوا في صنعاء، لذا نحن اليوم لا نطلب فقط من أجل اليمن، بل من أجل العالم كله. يجب ألا تسقط اليمن".