بأيدينا لا بيد بايدن
بقلم ناصر ناصر
23-1-2021
قد تحتل القضية الفلسطينية المكانة السابعة في أحسن الأحوال في سلم أولويات الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وذلك بعد الكورونا، الأزمة الاقتصادية ، تعديل ما أفسده ترامب الأمر الذي بدأ بتوقيع بايدن 17 أمراً رئاسيا، الصراع مع الصين، إيران؛ لذا فمن المتوقع ألا تركز إدارة بايدن على الموضوع الفلسطيني في سنتها الأولى على الأقل، مع وجود احتمالية عالية لتحرك أمريكي محدود وغير جدي؛ لتحريك ما يسمى مفاوضات السلام، دون ضغط حقيقي على اسرائيل كما حدث في فترة أوباما ونائبه بايدن 2009 .
بناءً على ما سبق فالكرة في الملعب الفلسطيني، إذ أن الشروط الدولية الجديدة الناشئة عن دخول بايدن البيت الأبيض تسمح للفلسطينيين بممارسة المزيد من الضغوطات، أو أن يكون ضغطهم هذا أكثر تأثيرا وفاعلية لفرض القضية الفلسطينية على الأجندة الدولية، ولكن من الصعب جداً القول أنها فرصة لإيجاد حل دائم وعادل وشامل للقضية الفلسطينية، إذ إن ذلك يحتاج لممارسة " الضغوط " الحقيقية ضد المحتل على الأرض وتحديداً في الضفة والقدس وغزة من خلال تعزيز المقاومة الذكية .
قد يكون التوافق الوطني وما تبعه من مراسيم رئاسية لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، هو المؤشر الأبرز في حال نجاحه في تحقيق أهدافه على أخذ الفلسطينيين لزمام المبادرة، التي ستجبر الاحتلال والأمريكان وحلفائهم في المنطقة على الاهتمام بالقضية الفلسطينية، والتي شهدت تراجعا كبيرا في الفترة الأخيرة، كما ظهر ذلك في عمليات "التطبيع المهين "، وفي أجندة الانتخابات الاسرائيلية الأربعة، فتوحيد الشعب الفلسطيني وتحديدا انضمام حماس الطبيعي للشرعية الفلسطينية والعربية والدولية يشكل تغيّراً جدّياً وغير مرحب به في معظم الأوساط المؤثرة في الإقليم، وعلى رأسها حكومة نتنياهو .
الشعب الفلسطيني بوحدته وقدراته الذاتية وبإرادته ومقاومته الباسلة قادر على فرض نفسه وقضيته العادلة على أي نظام إقليميّ ودوليّ وحتى على الإدارة الأمريكية .. " بأيدينا لا بيد أحد غيرنا " .