يديعوت أحرونوت - هاني المصري
ترجمة حضارات
4 أسباب لموافقة حماس على الانتخابات
أبلغ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس منتصف الشهر الجاري أن الحركة توافق على إجراء انتخابات.
وزعمت حماس أن سبب التغيير هو ضمانات وعدت بها دول عربية وأجنبية، لكن التفسير غير مقبول؛ لأن الفلسطينيين هم من يقرر مصيرهم بأنفسهم، في رأيي يجب البحث عن التفسير في مكان آخر، مثل فتح وحركات أخرى.
تدرك حماس جيدًا أهمية سقوط دونالد ترامب وانتصار جو بايدن، وتسعى للتحضير لدخول الإدارة الجديدة إلى البيت الأبيض وكسب دعم حلفائها، خاصة قطر وتركيا والإخوان المسلمين.
هذا مرتبط بسلسلة من الإجراءات الفلسطينية المصممة لضرب الحديد وهو ساخن.
تريد قيادة السلطة الفلسطينية إقناع بايدن بضرورة إعطاء الأولوية للقضية الفلسطينية؛ لذا فهم في عجلة من أمرهم؛ لأخذ زمام المبادرة سواء في التعبير عن الرغبة في تجديد التنسيق الأمني مع "إسرائيل"، أو في تبني موقف براغماتي بشأن تجديد العلاقات مع الولايات المتحدة، أو بإعلان الاستعداد لاستئناف المفاوضات مع "إسرائيل"؛ لذلك تراهن حماس على تغيير إيجابي في أعقاب تغيير الحكومة في الولايات المتحدة.
الضعف الداخلي لفتح، والذي واجه صعوبات بعد فشل برنامجها السياسي، يعني أن حماس تخاطر على خلفية الشعور بأن منافسها أضعف من أي وقت مضى، وأن صراعات الرقابة الداخلية ستضعفها سياسيًا.
قضية أخرى هي الشرعية، أولوية حماس القصوى هي الحفاظ على سيطرتها في غزة، لكن بعد هذه الفترة الطويلة التي لم تجر فيها انتخابات، فهي بحاجة إلى شرعية من السلطة الفلسطينية، مما يخفف العبء الثقيل عن السيطرة على مليوني مواطن.
سوف تتحقق شرعية الحكومة ليس فقط من خلال التعاون المحتمل مع فتح، ولكن أيضاً من خلال الانتخابات؛ لأنها ستزيل من جدول الأعمال مسألة الانقسام ومسؤولية حماس عن الانقسام.
الاعتبار الرابع الذي يدعم تغيير موقف حماس هو عدم اهتمامها بمواجهة عسكرية مع "إسرائيل" في وقت لا يناسبها.
ومن وجهة نظرها فإن الموقف العربي من الفلسطينيين أصبح الآن ضعيفاً؛ بسبب اتفاقيات التطبيع بين "إسرائيل" وبعض الدول العربية.
بالإضافة إلى ذلك، تشير جميع المؤشرات إلى أن الحكومة القادمة في "إسرائيل" ستكون يمينية، وربما أكثر راديكالية من الحكومة الحالية.
حلفاء حماس، مثل تركيا وإيران، مشغولون الآن باستقبال إدارة بايدن، ولن يتمكنوا من الوقوف إلى جانبها في المواجهة مع "إسرائيل"؛ لذلك فهمت حماس حدود القوة وقررت الموافقة على الانتخابات.
رغم كل هذا فإن الطريق إلى الانتخابات ليس مزينة بالورود، لا يمكن ضمان أن تتوصل حماس وفتح إلى الاتفاقات المطلوبة؛ لإجراء الانتخابات المقررة في أيار (مايو) 2021 (للبرلمان) وتموز (يوليو) 2021 (للرئاسة).
في الواقع، إن فرص مثل هذه الاتفاقات ليست عالية، علاوة على ذلك، يجب على "إسرائيل" نفسها أن تعطي الضوء الأخضر للانتخابات، ولن تفعل ذلك إلا إذا تأكدت من أن الانتخابات ستعطي صلاحية لمكانة السلطة الفلسطينية بموجب اتفاقيات أوسلو، وفقط إذا ساهمت في مزيد من الانقسام وضبط النفس لحركة حماس؛ لذلك ليس من المؤكد على الإطلاق أن الانتخابات ستجرى بالفعل.
ومع ذلك، وبغض النظر عن حالة عدم اليقين هذه، يبدو أن الشعب الفلسطيني فقد عقله في الحديث عن المصالحة والتغيير.
وقد حان الوقت لقول الحقيقة: أي شخص يريد حقًا تحقيق رؤية الدولة الفلسطينية، وإجراء انتخابات حرة وديمقراطية يعترف بنتائجها المجتمع الدولي، يجب أن يزيل الحركات الفلسطينية - بما في ذلك حماس - من قائمة المنظمات "الإرهابية"، وإزالة حق النقض عن هذه المنظمات في المشاركة في الحكومة المقبلة.
في الوقت نفسه، يجب على جميع الحركات المشاركة في الانتخابات التعهد باحترام نتائجها، والموافقة على أن القانون الدولي سيكون البوصلة الوحيدة للحكومة الفلسطينية.
الحل الأسوأ هو الذهاب إلى صناديق الاقتراع دون الاستعداد لقبول نتائجها وعواقبها، مثل هذه الانتخابات لا يمكن إلا أن تديم الوضع الحالي.
وإذا كانت هناك انتخابات لا تحدث تغييرًا جوهريًا، فسيُطلب من أولئك الذين يطالبون بها الآن أن يتذكروا جيدًا أن المسؤولية عن ذلك تقع على عاتقهم.