قطعت السلطات الهندية خدمات الإنترنت عن عدد من المناطق المحيطة بنيودلهي اليوم السبت، بعد أن بدأ مزارعون إضرابا عن الطعام لمدة يوم واحد احتجاجا على قوانين زراعية جديدة، وذلك في أعقاب اشتباكات مع قوات الأمن استمرت أسبوعا وخلّفت قتيلا ومئات الجرحى.
ويعتصم عشرات الآلاف من المزارعين في مواقع احتجاج على مشارف العاصمة نيودلهي منذ أكثر من شهرين، رفضا للقوانين الجديدة التي يرون أنها تخدم مصالح كبار المشترين من القطاع الخاص على حساب المنتجين.
ويسمح القانون الجديد للمزارعين ببيع منتجاتهم في السوق المفتوح بعدما كانوا يبيعونها إلى هيئات تديرها الدولة، ويشير المزارعون إلى أن التغيير سيفضي إلى استحواذ الشركات الكبرى على قطاع الزراعة بالكامل.
وطغى العنف على مظاهرة بالجرارات كانت مزمعة يوم الثلاثاء الذي وافق يوم الجمهورية عندما خرج مزارعون عن المسار المتفق عليه وتخطوا حواجز واشتبكوا مع الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والعصي في محاولة لتفريقهم.
وساهم في ارتفاع منسوب التوتر تحوّل المسيرة الحاشدة على متن الجرارات إلى أعمال فوضى اجتاحت العاصمة، حيث قتل شخص وأصيب المئات بجروح في الاشتباكات.
وقالت وزارة الداخلية الهندية اليوم السبت، إنه تم تعليق خدمات الإنترنت حتى مساء يوم غد الأحد في 3 مواقع تشهد مظاهرات على مشارف نيودلهي، "حفاظا على السلامة العامة".
وفي موقع الاحتجاج الرئيسي القريب من قرية سينجو على المشارف الشمالية للمدينة، انتشرت الشرطة بكثافة اليوم السبت في حين قدمت مئات الجرارات من ولاية هاريانا، وهي إحدى ولايتين تشهدان أغلب الاحتجاجات.
وقالت قيادة من المحتجين إن الإضراب عن الطعام الذي يتزامن مع ذكرى وفاة المهاتما غاندي، زعيم الاستقلال الهندي، اليوم السبت سيظهر أن الاحتجاجات سلمية بوجه عام.
ويعمل بالقطاع الزراعي بالهند نحو نصف سكان البلاد البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة، وتعتبر الاضطرابات بين ما يقدر بنحو 150 مليونا من المزارعين المالكين لأراض من أكبر التحديات أمام حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي منذ توليه السلطة في 2014.
وفشلت 11 جولة من المحادثات بين النقابات الزراعية والحكومة في حل الأزمة، وعرضت الحكومة تعليق القوانين 18 شهرا، لكن المزارعين يقولون إنهم سيواصلون الاحتجاج إلى أن يتقرر إلغاؤها تماما.