المعركة على حرية العمل في الأجواء اللبنانية


أمير بوحبوط
المعركة على حرية العمل في الأجواء اللبنانية
ترجمة حضارات

(1) تحدث رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي قبل حوالي أسبوع ونصف أن كل منزل في الجنوب هو تقريبا موقع عسكري لحزب الله ( نقطة استخبارات، مركز مضاد للدبابات، موقع إطلاق أو مستودع ذخيرة وصواريخ). تستند هذه المعلومات إلى جهود جمع لا تتوقف للمعلومات، ومن ضمنها، أنشطة الطائرات المسيرة التي تحلق في سماء لبنان.

(2) حزب الله يفهم هذا جيدا. منذ عام وشهرين، حاولوا اسقاط طائرة بدون طيار باستخدام نظام SA-8، وهو نظام صاروخي أرض- جو تكتيكي محمول (مركبة ذات ست عجلات)، مصمم للمديات القصيرة ويستهدف الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض أو الطائرات بدون طيار.

(3) تحدث الأمين العام لحزب الله مرارًا عن الأضرار التي لحقت بالمجال الجوي اللبناني مؤخرًا، وقد أبلغ الجيش اللبناني مرارًا عن انتهاكات للمجال الجوي. 

من جهة أخرى، تؤكد المنظومة الأمنية أنه ما دام حزب الله يقوم بنشاط إرهابي وتأسيس وتكثيف في جنوب لبنان، يجب ألا يتوقف الجهد. في النهاية، يمكن رؤية الاحتكاك في إسقاط المسيرات الإسرائيلية على الحدود أو إدخال المسيرات إلى الأراضي الإسرائيلية.

[4) نتاج عملية الجمع هذه عبارة عن بنك ضخم من الأهداف التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي، إذا اندلعت الحرب لا سمح الله، فستكون أهدافًا للهجوم، كما قال كوخافي منذ أسبوع ونصف.

(5) فماذا حدث هذا الأسبوع؟ أطلق حزب الله صاروخ جو - أرض بهدف إصابة طائرة بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي كانت في مهمة جوية على ارتفاع 5 كيلومترات فوق صيدا. 

على الرغم من إطلاق الصاروخ، أنهت الطائرة مهمتها وعادت إلى إسرائيل بلا اصابة.

(6) الجيش الإسرائيلي مقتنع بأن حزب الله لديه نية واضحة لإسقاط طائرة بدون طيار دون أي صلة بالانتقام لمقتل عنصره في صيف 2020 في سوريا، وهو عمل ينسبه نصر الله الى سلاح الجو الإسرائيلي.

(7) يمكن تقدير أنه لو اسقط حزب الله هذه الطائرة، لكان الجيش الإسرائيلي على الأقل سيفكر في الرد بقوة على أهداف حزب الله. هذه معركة مستمرة وليست حدثًا واحدًا؛ لذلك ينشأ الانطباع بفتح السجل الإسرائيلي وتسجيل الحدث أو كما كان نصرالله يقول: حساب مفتوح.

(8) الآن نحن بحاجة لفحص لماذا أطلقوا الصاروخ الآن؟ ماذا حدث حتى اختاروا هذا التوقيت لإطلاق الصاروخ.

 هل حددوا نقطة ضعف؟ هل هو ضغط إيراني؟ هل تعرضوا لضربة قاسية في مكان آخر وهل هذا هو رد الفعل؟ وهل خطاب كوخافي الذي تحدث أيضا عن مهاجمة محطات الكهرباء، قد عرض عدد من كبار المسؤولين في بيروت للضغط؟

(9) هذه معركة وحرب أدمغة. 

حزب الله منهمك في تمويه جميع أنشطته على الأرض، رغم وجود قوات اليونيفيل التي يفترض أن تعمل على نزع السلاح والنشاط في جنوب لبنان، فيما ينشغل الجيش الإسرائيلي والموساد في فك الألغاز والأنشطة الروتينية. 

تنشغل إسرائيل باستمرار بسد الفجوة الاستخباراتية التي يشكلها الحرص الكبير في المنظمة الشيعية وهذا يشكل تحديًا كبيرًا.

(10) الضربة الأخيرة التي وجهها الجيش الإسرائيلي إلى التنظيم تمت باستخدام آلات حفر وجرافات وكثير من الإسمنت، مما أدى إلى تعرية وإغلاق جميع الأنفاق التي تم حفرها تحت الحدود الإسرائيلية اللبنانية. لا شك في أن حزب الله يعد مفاجآت لإسرائيل، باستثناء مخططات احتلال مستوطنات قرب السياج الحدودي.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023