كلمة رئيس الأركان حول إيران: حرفة الفكر استراتيجي

كلمة رئيس الأركان حول إيران: حرفة الفكر استراتيجي
مركز بيغين - السادات للدراسات الاستراتيجية
اللواء (احتياط) غيرشون هاكوهين

ترجمة حضارات

خاطب رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي مجموعة واسعة من الجهات: الجمهور الإسرائيلي، النظام الإسلامي في طهران وقيادة حماس و قيادة حزب الله على الساحة الدولية والبيت الأبيض.

 يجب تفسير معنى الرسائل في الأسباب الخاصة التي قيلت فيها، وفقًا لكل من المستلمين الذين تم توجيه الرسائل إليهم.

لم يكن خطابًا لغرض الدعاية الشخصية، بل كان مكونًا حيويًا في نسيج العمل الاستراتيجي.

بالنسبة للمتلقي الإسرائيلي، كان الخطاب بمثابة تذكير بحقيقة أنه في الوقت الذي تتعامل فيه القيادة والجمهور مع أزمة كورونا والصراعات السياسية، تظهر التهديدات التي تتطلب الاستعداد وبناء الرد المناسب.

 الاهتمام الفوري الذي أثاره الخطاب بين قادة المنطقة يشير إلى أن المستلمين أدركوا أن هذه رسائل لا ينبغي تجاهلها.

مقارنة بخطب رئيس الأركان التي أصبحت خطابات تراثية، مثل نعي موشيه دايان على قبر روي روتبرج (1956)، خطاب كوخافي في المراجعة المهنية، في الانتقال المنهجي من ساحة إلى ساحة.
 تحذير رئيس الأركان من العودة إلى الاتفاق النووي للرئيس أوباما، مصحوبًا بمطالبة ببناء وإعداد الجيش الإسرائيلي للقدرة الهجومية ذات الصلة، قوبل بقلق لا سيما بين كبار الأعضاء السابقين في المؤسسة الدفاعية الذين أيدوا الصفقة النووية للرئيس ترامب.

هذا هو بالضبط المكان الذي تجرأ فيه كوخافي على التأكيد على الرسالة التي مفادها أنه منذ توقيع الاتفاقية النووية السابقة ، حدثت تغييرات كبيرة.

بالنظر إلى التعيينات الجديدة في إدارة بايدن، والتي شارك بعضها في تشكيل سياسة إدارة أوباما في الشرق الأوسط ؛ فإن الرسالة التي وجهها رئيس الأركان لا تدعوهم فقط إلى التعرف على اتجاهات التغيير التي حدثت منذ ذلك الحين واستيعابها، بل يحذر أيضا من استمرار التوقف في يناير 2017 وحدث في غضون ذلك، حتى لو واجهت الإدارة الأمريكية مفاوضات متجددة مع طهران؛ فإن استعداد الجيش الإسرائيلي الجاد لعمل عسكري سيلعب دوراً مفيداً.

ومن القضايا التي لا تقل أهمية في تصريحات رئيس الأركان، التوضيح للجيشين حزب الله وحما؛ بأن اختيارهم للعمل داخل السكان المدنيين لن يثني الجيش الإسرائيلي عن توجيه ضربة قاصمة لهم.

 هناك أربعة متلقين مباشرين لهذا التحذير: 
- أولا وقبل كل شيء قادة حماس وحزب الله. 

- المتلقي الثاني هو المجتمع الدولي. 

- المتلقي الثالث هم السكان المدنيون في غزة ولبنان، الذين يقيمون حتمًا في بيئة أصبحت أهدافًا عسكرية مشروعة للهجوم.

-  والمتلقي الرابع: المجتمع الإسرائيلي التي وجه لها رئيس الأركان إعلان التزام بالعمل بفاعلية لحمايتها من نيران العدو.

إن تعدد الرسائل والمتلقين يجعل الخطاب وثيقة عسكرية تأسيسية تستحق الدراسة المتعمقة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023