مقتل لقمان سليم أثار العالم العربي

نيوز 1- يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


يشهد العالم العربي حالة من الاضطراب في أعقاب اغتيال لقمان سليم، 58 عامًا، الصحفي والباحث اللبناني من أصل شيعي في 4 شباط / فبراير، وأحد أكبر المعارضين لحزب الله وسوريا وإيران.

يمكن رؤية تعبير واسع عن هذا في وسائل الإعلام العربية وعلى الشبكات الاجتماعية؛ حيث عُثر على لقمان سليم وهو مصاب برصاصة في سيارته بعد اختطافه في جنوب لبنان، في منطقة يسيطر عليها حزب الله بشكل كامل، السيارة التي عُثر فيها على جثته في منطقة قرية العدوسية جنوب صيدا، أطلق عليه أربع رصاصات في الرأس ومرة ​​في الخلف مع ما يبدو أنه "إعدام"، وتم العثور على هاتفه الخلوي ملقيًا على جانب الطريق وسرقت بندقيته وبطاقة هويته.

وبحسب مصادر لبنانية، أصدر لقمان قبل نحو عام بيانا حذر فيه من أن حياته في خطر وأنه إذا قتل فإن المسؤولية تقع على عاتق حزب الله أو أمل لأنهما وراء الفعل؛ لسنوات عديدة كانت هناك تهديدات على حياته وكان ضحية تحريض مستمر من قبل منظمة حزب الله.

قبل حوالي 20 يومًا، أجرى مقابلة تلفزيونية اتهم فيها زعيم حزب الله حسن نصر الله وسوريا بتخزين كميات كبيرة من نترات الأمونيوم في ميناء بيروت لإعداد براميل متفجرة يرميها النظام السوري من الطائرات على المتظاهرين في سوريا. 

فور اختفاء لقمان سليم، غرد جواد نصرالله ، نجل زعيم حزب الله، على حسابه على تويتر كتب فيه: "خسارة بعض (من الناس) مكسب ومتعة غير متوقعة بلا حزن"، بعد أن سقط جثمان لقمان سليم وجد أنه حذف التغريدة من أن بعض وسائل الإعلام العربية وشبكات التواصل الاجتماعي بدأت تتهم منظمة حزب الله بالقضاء عليه.

وبعد ساعات قليلة أصدر حزب الله بيانا يدين اغتيال لقمان سليم ويدعو إلى اعتقال ومعاقبة قاتليه، لكن لا أحد في العالم العربي يصدق هذا الإعلان. 

الرأي السائد في لبنان هو أن حزب الله هو المسؤول عن الاغتيال، فقد نشرت مصادر في حزب الله أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي بأن "إسرائيل" وراء الاغتيال لتشويه سمعة حزب الله.

أيد سليم أسلوب الحياة الديموقراطي في لبنان، ودعا إلى تحرير لبنان من "سطوة حزب الله" ولم يتردد في لقاء المسؤولين الأمريكيين الذين أتوا لزيارة بيروت، واتهم بأنه "عميل أمريكي" وداعم للتطبيع مع "إسرائيل".

وفي كانون الأول / ديسمبر 2019، تظاهر نشطاء حزب الله وحركة أمل الشيعية أمام منزله، ووجهوا تهديدات ضده ولوحوا بملصقات كتب عليها أنه "خائن". 

وذكرت شبكة العربية السعودية أن أنصار حزب الله تركوا أيضا رسالة تهديد لحياته في منزله ومعها رصاصة.

مسؤولون أمنيون لبنانيون يحذرون من أن اغتيال لقمان سليم قد يشير إلى موجة جديدة من الاغتيالات السياسية في لبنان، وربط مسؤولون في لبنان توقيت اغتياله ببيان صادر عن الولايات المتحدة وفرنسا لتسريع نشر التحقيق في العام الماضي في تفجير بيروت.

كما شدد وزيرا الخارجية الأمريكي والفرنسي على الحاجة الملحة لإقامة "حكومة ذات مصداقية" في لبنان، مع حكومة انتقالية بقيادة حسان دياب، وهي المبادرة السياسية للرئيس الفرنسي فور تفجير بيروت لتغيير لبنان وحل قضايا الفساد والاستيلاء على البلاد ومواردها ومصالحها الامر الذي أدى الى بالدولة في مأزق عميق. 

لبنان في ازمة سياسية واقتصادية صعبة للغاية ويواجه صعوبة في الخروج منها اضافة الى الكفاح الصعب ضد وباء الكورونا.

يقدر المعلقون في لبنان أنه من خلال اغتيال لقمان سليم ، يحاول حزب الله توجيه رسالة تحذير إلى الرئيس الجديد جو بايدن والرئيس الفرنسي ماكرون مفادها أنه بإمكانه جر لبنان إلى حمام دم وبدء موجة من الاغتيالات السياسية إذا قامت الحكومة اللبنانية الجديدة بعكس ما يريد حزب الله. وبحسبهم، فإن حسن نصر الله ليس مستعداً للتنازل عن مكانته كحاكم حقيقي للبنان وعن مكانة تنظيمه.

تعكف الإدارة الأمريكية الجديدة حاليًا على إعادة تقييم السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وهي بصدد صياغة السياسة الجديدة للبنان أيضًا. 

كما يخشى حزب الله من نتائج تحقيق في لبنان في ملابسات الانفجار في مرفأ بيروت. لقد تأخر نشر تقرير التحقيق لفترة طويلة، وتضغط الولايات المتحدة وفرنسا لتسريع نشر التقرير، وحزب الله يلمح من خلال اغتيال لقمان سليم بأنه لن يمر بصمت على أي محاولة لإيذائه.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023