بعيداً عن القضايا الخلافية الكبرى حول الانتخابات والمصالحة وإذا ما تجاوزنا التحديات والعراقيل التي ستضعها إسرائيل أمام إنجاح المصالحة والمسار الانتخابي، ومع تلمسنا لأهمية التوافق الوطني والبرنامج السياسي المشترك، فإن القضية مثار الاهتمام الفتحاوي والشعبي وحتى العربي والإقليمي تدور حول حركة فتح. قليل هو الجدل والنقاش حول قائمة حماس أو قوائم المستقلين وحول مشاركة أو عدم مشاركة الفصائل في الانتخابات، فالكل يناقش ويترقب ما يجري داخل حركة فتح تحديدا.
هل ستشارك مع حركة حماس بقائمة مشتركة وهي مغامرة غير محمودة العواقب؟
وهل ستدخل الانتخابات بقائمة فتحاوية واحدة أم بعدة قوائم؟ وما إن كان مروان البرغوثي سيكون على رأس القائمة الفتحاوية الموحدة أم ستكون له قائمة خاصة به، وما إن كان سيتحالف مع محمد دخلان أم بدونه، وهل سيتنافس مع الرئيس أبو مازن في الانتخابات الرئاسية أم سيترشح للرئاسية في حالة عدم استنكاف الرئيس أبو مازن عن الترشح.
في اعتقادنا أن مرد هذا الاهتمام بما يجري داخل وحول حركة فتح يؤكد أنها ما زالت محل رهان الشعب وعليها تقع المسؤولية في كل ما يجري، وقلة فقط هم الذين يراهنون أو يتوقعون نظاماً سياسياً أو سلطة أو حكومة بدون أن تكون حركة فتح في المقدمة، ليس لان حركة فتح بدون أخطاء بل لان الساحة الفلسطينية لم تفرز حتى الآن حزباً أو حالة سياسية بديلة قادرة على تحمُل المسؤولية والتمسك بالحد الادنى من الثوابت والحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، كما جرب الشعب حكم وسلطة حماس وما آل إليه الحال في قطاع غزة وعلى المستوى الدولي.
فهل ستكون حركة فتح في مستوى هذا التحدي وتكسب الرهان وتتجاوز كل خلافاتها الداخلية؟ نأمل ذلك.