جيران الإمارات يشعرون بالخجل والعار
معاريف

معاريف - ترجمة حضارات
يشعرون بالخجل والعار

كثيرون هم من يكرهون صديقتنا الإمارات في هذا العالم، خاصة بين جيرانها. بينهم فلسطينيون غاضبون من التقرب من إسرائيل بدلاً من محاربتها، ويمنيون اختبروا ضربات ذراعها الجوية في الهجمات شبه العمياء ضد التحالف، وقطريون يرونها جارة باردة وحليفة لأمريكا واسرائيل وليبيون تتحرك في أراضيهم.

اكتسبت أبو ظبي الكثير من هذا بصدق، في هذا الجزء من العالم، يتعرض الجميع لتهديد وجودي من عدو حقيقي أو متخيل، والشعور بالبقاء هو الذي يملي سياساتهم إلى حد كبير. 
غالبًا ما يكون خلع الأظافر أو الضربات الاستباقية أو التحالفات مع الآخرين إجراءات دفاعية، حتى لو بدا أنها عدوانية.
 من نواحٍ عديدة، حافظ ميزان القوى بين العواصم الخليجية على الواقع الذي خدم هناك في العصور القديمة. 
الحروب القبلية التي ينتصر فيها القوي، ويبحث الضعيف فيها عن رعاية بكل الطرق.

في ظل هذه الخلفية، كان من الغريب مشاهدة أكوام السخرية التي هبطت على الإمارات العربية المتحدة مع دخول مسبارهم الفضائي إلى مدار المريخ.
 وهذا إنجاز كبير على المستوى الدولي وضع أبوظبي على خريطة التكنولوجيا العالمية.
إنها أول دولة عربية تصل إلى هناك بهذه الطريقة، والخامسة في العالم. 
مصدر السخرية بين كارهيها، أنهم سلطوا الضوء على حقيقة أن العلماء المسؤولين عن المشروع هم من الأجانب، ومعظمهم من اليابانيين.

يتكرر هذا ضدهم عدة مرات. والغرض منه حرمان الإمارات من أسس الإنجاز. وليظهروا أنهم لم يخترعوا شيئاً بل اشتروا ووضعوا بصمتهم عليه.
 تشتري القوى العاملة والطعام والأن غزت المريخ، وكذلك المفاعل النووي الذي شيدته لتوليد الكهرباء، وقد تم الحصول على المعرفة من علماء من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

النكتة تدور حول من ضحك، هو الذي يجب أن يحمر من العار. 
على الرغم من أن الإمارات استثمرت المليارات في المركبة الفضائية وخصصتها لنفسها، إلا أن هذه مجرد البداية. 
في غضون ذلك، أوضحت لسكانها أن كل شيء ممكن، وأن التعلم نهايته النجاح، وأن مستقبل البشرية في العلم. 
أطفال اليوم، الذين شاهدوا المسبار الفضائي بعيون متلألئة وبراقة، سيذهبون إلى أفضل جامعات العالم، وسيعودون إلى وطنهم، ويكونوا علماء الغد، هذه هي الطريقة التي تضع بها أسس التميز.

إسرائيل أيضًا، حتى وصلت إلى طليعة التكنولوجيا العالمية بمفردها، قامت بتربية أجيال على ركب مفاعل ديمونا النووي، الذي كان عمومًا من إنتاج فرنسي. السباق إلى القمة لا ينتهي في يوم واحد، سيكون هناك دائمًا مستهزئون على جانب الطريق، ولكن في معظم الأحيان يُتركون في الوراء.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023