أصدر 103 من الضباط والجنرالات المتقاعدين من الجيش التركي (غالبيتهم من البحرية) بياناً استهدف الحكومة التركية بداية من رفض مشروع قناة إسطنبول المائية، محذرين من المساس باتفاقية مونترو التي ساهمت في بقاء تركيا بموقع حيادي في الحرب العالمية الثانية وحافظت على استقلال وسيادة الدولة.
كما دعا البيان إلى المحافظة على هيبة القوات المسلحة التركية ومبادئ مؤسس الدولة مصطفى كمال أتاتورك وحمايتها من الممارسات التي تشهدها البلاد، مدينا خروج القوات المسلحة عن هذه المبادئ.
وأشار البيان إلى أن الخروج عن هذه المبادئ يعرض الجمهورية التركية للخطر والقلاقل.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي العدد من الهاشتاغات وعشرات آلاف التغريدات التي أدانت هذا البيان وتحدوا الجنرالات بتنفيذ ما يتوعدون به، معتبرين أن هذا البيان هو تلويح بتنفيذ انقلاب عسكري على الحكومة برئاسة أردوغان وحكومته المنتخبة من الشعب وتهديدا لأسس الديمقراطية في البلاد.
تصريحات رسمية رفيعة المستوى استنكرت البيان العسكري على رأسها وزارة الدفاع والقوات المسلحة والمسؤول الإعلامي في رئاسة الجمهورية ووزراء حاليين وسابقين ونشطاء سياسيين.
ودعا رئيس الحركة القومية دولت بهتشلي إلى نزع الرتب العسكرية لمن يقف وراء هذا البيان.
وفتح المدعي العام تحقيقا بحق الضباط والجنرالات المتقاعدين بتهمة التلويح بانقلاب عسكري.
نقاط مهمّة حول البيان الذي أصدره ضباط أتراك متقاعدون حول اتفاقية منترو
كتب الصحفي التركي محمد أونالمش على حسابه الشخصي في تويتر ما يلي:
-اتفاقية منترو هي اتفاقية وقعتها تركيا بعد الحرب العالمية، تنظّم مرور السفن المدنية والعسكرية من مضيق إسطنبول، ومن أهم بنودها منع السفن التي يزيد وزنها عن 15 ألف طن من السفن الأجنبية مرور مضيق إسطنبول.
-كما تسمح الاتفاقية لسفن دول حوض الأسود من عبور مضيق إسطنبول ان كان وزن سفنهم لا يزيد عن 45 ألف طن.
أي أن الاتفاقية تحمي دول حوض الأسود بحرياً بشكل تامٍ تقريباً، وتمنع أمريكا والناتو من التواجد بقوات كبيرة في البحر الأسود.
-خلفية جميع الادميرالات الموقّعين على الاتفاقية من "اليسار الأتاتوركي"، الجناح المقرّب من روسيا ومن الصين، وبالتالي فإن الدفاع الأهم لتوقيت هذا البيان هو التطورات الموجودة في أوكرانيا والتوتر بين روسيا والناتو.
-جناح "اليسار الأتاتوركي" أو "الأوراسي" قوي جداً في الجيش وفي الخارجية التركية، ولكنّه ضعيف في السياسة وفي أجهزة الدولة الأخرى.
ودائماً ما يعمل هذا الجناح على إبعاد تركيا من الناتو والعمل على إنشاء تحالفات مع روسيا والشرق.
وبتأثير من هذا الجناح جرى توقيع صفقة "اس-400".
-البيان ليس دعوة للإنقلاب، ولكن الجنرالات يعبّرون عن انزعاجهم من تناول اتفاقية "مونترو"، وهذا الجدال كان أشعله رئيس البرلمان التركي "مصطفى شينتوب" في الأيام الماضية.
-إعادة النظر في الاتفاقية تفيد الناتو، وتضر روسيا، إذ ستسمح لحاملات الطائرات الأمريكية من دخول البحر الأسود.
-النيابة العامة التركية فتحت تحقيقاً في الأمر، حول الضباط الذين أصدروا البيان، "والجهات الأخرى ذات العلاقة" إن وجدت!
كما قالت وزارة الدفاع ان هذا البيان يضرّ ولا ينفع، ويؤثر على معنويات الجيش التركي.