ترجمة حضارات
بدأ تجار المخدرات العاملون في المجتمع البدوي في النقب بحفر أربعة أنفاق كبيرة من أجل عبور السياج الحدودي مع مصر وتهريب المخدرات منه إلى "إسرائيل".
وإن هذه الأنفاق تمتد على طول مئات الأمتار وبعضها وصل بالفعل إلى المنطقة القريبة من السياج الحدودي.
وقال تاجر مخدرات يعيش في النقب: "نحفر عدة أنفاق في نفس الوقت وبعون الله سنصل أيضًا إلى سيناء. لقد خسرنا الكثير من الأموال في السنوات الأخيرة، مليارات الشواكل، لكن الأنفاق التي تعلمنا بناءها من حمــــ اس ستُعيد لنا الأموال".
وتشير التقديرات إلى أن تكلفة حفر نفق طويل من هذا النوع تتراوح ما بين خمسة إلى عشرة ملايين شيكل، وأثناء الحفر يتم تبطين الأنفاق بالمواد الخرسانية والحديدية لمنعها من الانهيار، ويتم تزويدها بالإنارة من بدايتها إلى نهايتها".
وقال أحد المهربين: "نعمل 12 ساعة في اليوم، معظمها في المساء والليل، ونتعمد الحفر في عدة أماكن حتى لا تحدد الشرطة والجيش الإسرائيلي جميع الأنفاق، هدفنا النجاح في الحفر تحت السياج الحدودي مع مصر".
وأضاف: "هناك الكثير من العقبات، لكن الأمر سيكون على ما يرام. حتى يومنا هذا تعرضنا لمطاردة من قبل الجيش وشرطة حرس الحدود، وتسلقنا الأسوار وأطلقوا النار علينا، لكن الأمر سينتهي قريبًا. لن يتمكنوا من معرفة أين نقوم بالتهريب".
وأشار أحد المهربين الذي أُطلق عليه اسم "س" إلى أن شرطة حرس الحدود الإسرائيلية تمكنت من العثور على نفقٍ واحد فقط من الأنفاق الأربعة.
ووفقًا للبيانات التي حصلت عليها القناة 12 العبرية، نُفذت 300 عملية تهريب مخدرات العام الماضي من الحدود المصرية، تم إحباط حوالي 70 منها من قبل شرطة الحدود السرية ووحدة الاستخبارات ووحدات الجيش.
ويُشار إلى إن الأشهر الأخيرة جعلت من الصعب على قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية تحديد أماكن التهريب، على الرغم من بناء السياج بطريقة يصعب الحفر تحته، وعلى دراية جيدة بمسار التضاريس.
وبيّن أحد المهربين أن الأنفاق تبدأ على بعد حوالي ميل واحد من الحدود "حتى نتمكن من إخفاء المخدرات التي قمنا بتهريبها دون الوصول إلى مكانها بالسيارات والمركبات ذات الدفع الرباعي"، على حد قوله.
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه بدأ المهربون من الجانب المصري بحفر عدة أنفاق إلى داخل "إسرائيل" بهدف تهريب المخدرات دون أن تهددهم قوات الجيش من الجانبين المصري والإسرائيلي، وتجنب صعود السلالم على السياج.