اكتشف جهاز الأمن الألماني قبل عدة أشهر أن أكثر من 100 سفينة بحرية ألمانية، بما في ذلك أسطولها من الغواصات، لديها نظام ملاحة من صنع شركة ترانساس الروسية.
تأسست شركة ترانساس في عام 1990 في سانت بطرسبرغ وتقوم بتطوير أنظمة القيادة والتحكم والملاحة وأجهزة المحاكاة للأسواق المدنية والعسكرية.
تم شراء وحدة أعمال الشركة التي تواجه السوق المدنية في عام 2018 من قبل شركة Wartsila الفنلندية، بينما ظل التطوير العسكري لروسيا فقط.
من بين العديد من منتجات الشركة الجديدة، القريبة من مجتمع الاستخبارات الروسي ، يمكن الآن العثور على طائرات بدون طيار.
حذر جهاز الأمن الألماني من أن أنظمة الملاحة البحرية الروسية، طراز Navi-Sailor 4100 التي تصنعها شركة ترانساس، هي فرصة محتملة لهجمات إلكترونية تهدف إلى جمع المعلومات الاستخبارية أو التخريب.
ما الذي يمكن أن يحدث بالفعل؟ تزود أنظمة الملاحة البحرية الروسية السفن بمعلومات دقيقة عن الموقع وبيانات أخرى.
تتفاعل أنظمة الملاحة فعليًا مع أنظمة القتال للسفينة وتدفق المعلومات ذات الصلة إلى أنظمة القتال.
إذا قام الروس بتثبيت "باب خلفي" في أنظمة الملاحة، فيُسمح لهم بالوصول عن بُعد، عبر قناة الاتصال، إلى أنظمة الملاحة.
وهذا يعني أن الروس يمكنهم من خلال "الباب الخلفي" تحقيق إنجازين عمليين هامين محتملين.
الأول، هو الحصول على موقع السفن الألمانية، بما في ذلك موقع الغواصات، في أي لحظة تقريبًا.
إذا كانت أنظمة الملاحة الروسية بها جهاز إرسال مخفي ، فيمكنها نقل موقع السفينة إلى أنظمة الأقمار الصناعية الروسية.
عندما يتعلق الأمر بمجموعة الغواصات الألمانية، تكتسب المشكلة أهمية أكبر، حيث يتعين على الغواصات العمل في الخفاء وتفقد ميزتها النسبية عند الكشف عن موقعها.
إذا تم تركيب جهاز إرسال سري في نظام الملاحة الروسي، ففي كل مرة ترتفع الغواصة إلى سطح الماء، هناك إمكانية لنقل موقعها وبالتالي الكشف عن أنشطتها.
الإنجاز الروسي الثاني المحتمل هو أن الروس سيكون لديهم القدرة على إرسال إشارة تحذير إلى نظام الملاحة، مما سيؤدي إلى تشويه بيانات الموقع أو حظرها.
قد يؤدي تعطيل أو حجب بيانات الموقع إلى حدوث أعطال إلى درجة تعطيل قدرات الملاحة للسفينة (وبالتأكيد الغواصات) أو حدوث أعطال وتعطيل أنظمة القتال الخاصة بالسفينة.
خلاصة القول، ليس معروفًا كيف تم إجراء عملية الشراء في ألمانيا والجهات التي أثرت في قرار شراء أنظمة الملاحة الحساسة جدًا من روسيا، لكن دمج الأنظمة الأجنبية في السفن، وخاصة الغواصات، يشكل تهديدًا كبيرًا لقدرة السفن وقدرتها على تنفيذ مهامها بشكل سري وآمن.
إذا تم تثبيت "الأبواب الخلفية" في أنظمة الملاحة الروسية، فإن هذا سيسمح للروس بهجوم كلاسيكي عن بعد عبر سلسلة التوريد، وتحقيق إنجازات تشغيلية واستخباراتية رائعة.