إسرائيل هيوم-شاحر كليمان
ترجمة حضارات
وابل من الصواريخ خلال الليل مرة أخرى أنه على الرغم من تدفق عشرات الملايين من الدولارات من قطر، والتقدم في مشروع ربط محطة الكهرباء في قطاع غزة بالغاز وزيادة مساحة الصيد، فإن "إسرائيل" تفشل في تحقيق الهدوء التام في قطاع غزة. ذكّرتنا التحذيرات و صافرات الإنذار وهجمات الجيش مرة أخرى بأن المنظمات الفلسطينية، بقيادة حمـــ اس، لا تكتفي بتواجدها وتمترسها في قطاع غزة، وتراقب رام الله والقدس كل يوم.
أصدرت الغرفة المشتركة للتنظيمات الفلسطينية، أمس، بيانًا لا لبس فيه، جاء فيه أن الغرفة المشتركة تتابع المواجهات في القدس وأكدت أن "إسرائيل" "تفتح أبواب الجحيم بنفسها"، بعد بضع ساعات، حوالي الساعة 11:00 مساءً، انطلقت صافرات الإنذار.
وقال المتحدث باسم إسماعيل هنية أن رئيس المكتب السياسي أصدر تعليمات لجميع الأطراف بـ "دعم" المتظاهرين في القدس.
ازدادت وتيرة المواجهات في القدس الشرقية أيضًا على خلفية الانتخابات البرلمانية الفلسطينية التي قد تجري في 22 مايو.
تجدر الإشارة إلى أن المحيطين بأبي مازن يميلون إلى تأجيل الانتخابات خوفًا من هزيمة ساحقة أمام حمــ اس وربما حتى لقائمتين من أعضاء فتح - قائمة الأسير الأمني مروان البرغوثي وقائمة محمد دحلان.
يمكن أن تؤدي الخسارة إلى "انهيار" تاريخي في حركة فتح، وتسمح لحمـــ اس بإقامة موطئ قدم لها في الضفة الغربية.
وبحسب تقارير فلسطينية، فقد تم مؤخراً اعتقال بعض المرشحين على قائمة حمـــ اس "القدس موعدنا" من قبل الجيش الإسرائيلي.
على الرغم من أن "إسرائيل" لم تستجب حتى الآن لطلب السلطة الفلسطينية للسماح بإجراء انتخابات في القدس الشرقية، لكن هذه الإجراءات توحي بشكل أكبر بالمزاج السائد في "إسرائيل". لا ترغب "إسرائيل" بأن تقدم السلطة الفلسطينية البرلمان إلى حمــ اس على طبق من فضة، وبالتالي، فإن الأحداث الأخيرة تهدف إلى الضغط على "إسرائيل" للسماح بإجراء الانتخابات. ظاهريا، ألقى مكتب أبو مازن باللوم فقط على "إسرائيل" في التدهور، لكن المقربين من رئيس السلطة الفلسطينية أشادوا في الواقع بالمتظاهرين.
إن المواجهات في القدس وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة هما رسالة الى السلطة الفلسطينية. وقال مصدر مقرب من حمـــ اس أمس، أن الاضطرابات دليل على أن من يطبع العلاقات مع "إسرائيل" أو يحافظ على التنسيق مع أجهزتها الأمنية سيسقط معها.
بمعنى آخر، اشتم التنظيم (حماس) رائحة محاولة أبو مازن التهرب من الانتخابات ببعض الأعذار، ووضع مسدسه على الطاولة، وهذه المرة أيضاً على فتح.