"تفاهم محتمل بين سوريا وإسرائيل يشمل تنسيقًا أمنيًا واقتصاديًا وترامب يوقّع على رفع العقوبات عن دمشق
ترجمة حضارات

N12

 إيهود يعاري

 ترامب يوقع أمرًا برفع العقوبات عن سوريا – في خطوة تعيدها إلى حضن المجتمع الدولي: "بدافع الرغبة في تحقيق الاستقرار والسلام" ​​​​​​​ منذ عملية "شعب كالاسد" ، انشغل المستوى السياسي بشكل مكثف بإمكانية توسيع اتفاقيات أبراهام. وقد قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي: "النصر في إيران يفتح أمامنا فرصة لتوسيع كبير في اتفاقيات السلام." وصرّح المبعوث الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، أيضًا: "نأمل في توسيع اتفاقيات أبراهام – قريبًا." أما الدولة المرشحة الأبرز للانضمام حاليًا، فليست السعودية، بل سوريا – التي كانت لسنوات عديدة عدوًا مريرًا لدولة إسرائيل. فكيف سيبدو هذا التفاهم؟ وعلى عكس ما قد يريده البعض – من غير المؤكد أنه في العام القادم سنكون قادرين على قضاء عطلة على ضفاف نهر الفرات أو تناول الحمص في دمشق. المحادثات الجارية حاليًا – في هذه المرحلة تجري بشكل رئيسي بين السوريين والأمريكيين – تتناول اتفاق "عدم حرب". فحوى الاتفاق المحتمل: في المرحلة الأولى، يُتوقع تشكيل ترتيبات أمنية جديدة على الحدود في هضبة الجولان، في ما يُعد "تحديثًا" لاتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، بعد حرب يوم الغفران (أكتوبر).

 كما يتضمن التفاهم تنسيقًا استخباراتيًا وأمنيًا في إطار الكفاح المشترك بين الدولتين ضد حزب الله وإيران، اللذين لا يزالان يحاولان زعزعة استقرار سوريا وإدخال خلايا إرهابية إلى جنوب البلاد. إلى جانب التعاون الأمني، من المتوقع أن تعترف إسرائيل بمزارع شبعا كأرض سورية – وهي خطوة قد تُغضب تنظيم حزب الله، الذي يستند إلى النزاع على هذه الأرض كأحد مبرراته لمواصلة محاربة إسرائيل. 

التعاون الاقتصادي: يُتوقع أيضًا تعاون اقتصادي، من خلال بحث إمكانية تصدير الغاز الإسرائيلي إلى سوريا. وهناك حديث عن تنسيق بين إسرائيل، سوريا، والأردن بشأن إدارة المياه في حوض نهر اليرموك. 

كذلك، يُحتمل أن يتم اعتراف غير رسمي من النظام السوري بقيادة أحمد الشرع بالعلاقات الطبيعية بين إسرائيل وقرابة 500 ألف درزي يعيشون في جنوب سوريا. حتى أن هناك أحاديث عن تحويل جبل الشيخ (جبل حرمون)، على جانبيه، إلى موقع تزلج مشترك كبير. لا يمكن في هذه المرحلة معرفة إلى أين ستقود هذه المحادثات – لكن يبدو أن الإنجاز الرئيسي هو مجرد وجود حوار من هذا النوع، الذي قبل عدة أشهر كان يبدو خياليًا تمامًا. ترامب يوقّع على أمر برفع العقوبات عن سوريا: الدولة التي بدأت سوريا بإعادة علاقاتها معها – وخطوة إضافية في طريق التطبيع تحصل اليوم – هي الولايات المتحدة. 

وقد أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين لويت، أن الرئيس ترامب سيوقع اليوم على أمر يرفع العقوبات المفروضة على سوريا، "في مسعى لدعم الدولة نحو الوصول إلى الاستقرار والسلام." علامات التطبيع بدأت بالفعل: أولى الإشارات إلى هذا ظهرت في اللقاء التاريخي بين ترامب والشرع خلال زيارته الرسمية للسعودية في شهر مايو. 

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023