القدس ليست سبباً لتأجيل الانتخابات


بقلم أيمن عبد المجيد 


من المقرر أن ينعقد اليوم جلسة خاصة للقيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس لمناقشة موضوع الانتخابات التشريعية الفلسطينية وعدم سماح قوات الاحتلال لأهل القدس بممارسة حقهم الشرعي في اختيار ممثليهم وقيادتهم الوطنية.
من خلال التصريحات المتتالية باتت واضحًا  أن الاتجاه العام نحو تأجيل الانتخابات بحجة عدم السماح للمقدسيين بالترشح والترشيح، المقدسيين الذين أثبتوا مرة تلو الأخرى قدرتهم فرض معادلات على الكيان الإسرائيلي وتثبيت هويتهم وانتزاع حقوقهم الوطنية والدينية سواء في العام 2017، حين أجبر رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو على التراجع عن قراره السياسي في تنفيذ البوابات الإلكترونية، وكذلك هبة باب العمود التي فرضت على الأجهزة الأمنية إزالة الحواجز التي وضعتها في باب العمود، ولو ترك موضوع الانتخابات للمقدسيين لاستطاعوا إيجاد الحلول المناسبة لانتزاع حقهم الانتخابي.
إن فتح التي تعاني من انقسامات داخلية والتي تُرجمت على أرض الواقع بنزول ثلاثة قوائم للانتخابات وهذا الانقسام كان واضحًا  في توجهين رئيسيين في اللجنة المركزية، الأول يمثله معظم أعضاء المركزية كحسين الشيخ ويطالبون بتأجيل الانتخابات خوفاً من نتائج الانتخابات التي تعطي حماس نسبة قد تصل إلى 40 % من مقاعد المجلس التشريعي.
التوجه الثاني أبو مازن وجبريل الرجوب والذي يعتبر أن تأجيل الانتخابات سيؤدي إلى تآكل شعبية فتح الشرعية والسياسية، حركة فتح التي خسرت الانتخابات قبل خوضها هي أمام تحديات وسيناريوهات أحلاها مرّ، إما الإبقاء على سير المسيرة الانتخابية وتحمل نتائجها الصعبة، أو الانقلاب على الحقوق الوطنية والشرعية والسياسية، وإدارة الظهر للشعب الفلسطيني وتعطشه لممارسة حقه الانتخابي من جهة ومحاولة التغيير السياسي من جهة أخرى.
حركة حماس ومعظم القوائم المستقلة وشخصيات وطنية كثيرة أعلنوا موقفهم الواضح ضد تأجيل الانتخابات ومصادرة حق الشعب الفلسطيني من قبل فصيل حاكم، والسؤال هنا ما هي الأدوات التي يمكن من خلالها الضغط على فتح والسلطة الفلسطينية للتراجع عن قرار تأجيل الانتخابات وهل سينجح ذلك؟ وهل ستنجح توجهات الرأي العام الفلسطيني الكبيرة والواسعة في ثني الرئيس عباس عن التأجيل؟ والسؤال الأكبر هو فتح إلى أين؟ هل ستمضي فتح في خوض الانتخابات والتسليم بنتائجها ومن ثم العمل على لملمة صفوفها ورأب الصدع وترتيب بيتها الداخلي؟ أم أننا سنشهد المزيد من الانقسامات والانشقاقات بين صفوف فتح على حساب القضايا الوطنية وعلى رأسها قضية القدس الشريف.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023