لماذا يصمت أبو مازن عن العنف؟

إسرائيل هيوم-نجاة السعيد
السبت 1 مايو 2021 
ترجمة حضارات


موجة التفاؤل التي أطلقتها "إسرائيل"، والتي أتاحت للعالم أجمع لمحة عن الحياة بعد الكورونا، طغت عليها موجة من العنف من القدس.

 أثار مقطع فيديو موقوت يظهر شبان فلسطينيين يهاجمون اليهود الأرثوذكس المتطرفين في القطار الخفيف رد فعل عنيف وبدأت ديناميكيات التصعيد.

 واتهم الفلسطينيون الشرطة بإقامة حواجز لمنعهم من التجمع خارج باب العامود للإفطار.

 اشتباكات مع الشرطة والمزيد من الاعتداءات على المارة وتدمير الممتلكات مثل الكاميرات الأمنية في مواجهة ردود الفعل المضادة من المتطرفين من الجانب اليهودي.

وندد رئيس بلدية القدس موشيه ليون بالعنف ولم يفلت من إدانة نشطاء اليمين المتطرف. 

كما وصفت نائبة رئيس البلدية فلور حسن ناحوم نشطاء ليهافا بأنهم وتروا الأجواء في الجانب اليهودي، وطالبت "عصابة من المتطرفين" بمعاملة المهاجمين من الجانبين بنفس الطريقة من قبل الشرطة. دعا رئيس الوزراء نتنياهو إلى إنهاء العنف وإنفاذ القانون في جميع أنحاء المدينة.

كانت ردود أفعال الفلسطينيين مختلفة. لم يكتف قطاع غزة بإدانة الهجمات "الوحشية" على المدنيين اليهود في القدس، بل بدأ نشطاء فلسطينيون بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة على "إسرائيل"، مما دفع سلاح الجو الإسرائيلي إلى الرد. لم يكن رد فعل محمود عباس أفضل.

من المؤكد أن رئيس السلطة الفلسطينية مسموح له بالتعبير عن المطالب الفلسطينية بالقدس الشرقية، ولكن من المتوقع أيضا أن يدين العنف ضد المدنيين الأبرياء واستفزاز الشرطة والتخريب وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة، في الواقع، للتمييز بينه وبين فتح من حمـــــ اس، أدان أيضا الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة على "إسرائيل" تحت أعين حمــــ اس الساهرة.

 كيف يجب فهم هذا السلوك؟ هل هو متعلق بالسياسة الداخلية وتأجيل الانتخابات، أم أن الاحتراز يهدف إلى تأجيل أو تخريب زيارة رئيس الأركان الفريق أفيف كوخافي لواشنطن لإجراء محادثات حول التهديد الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني على المنطقة بأسرها. ؟

أبو مازن يطمح لأن يتم قبوله في العالم كزعيم وأن ينال الاعتراف به كرئيس دولة مستقلة - لكن هذا الادعاء يجب أن يكون مصحوباً بالمسؤولية.

 في مقتطف تم تسريبه إلى وسائل الإعلام من اجتماع للجنة المركزية لفتح في 19 أبريل / نيسان، سُمع رئيس السلطة الفلسطينية يشتم عدة دول بعبارات فاحشة وصارخة، لا تحترم أحداً، وشتم الصين التي تبرعت بمائة ألف جرعة لقاح للشعب الفلسطيني، ألقى كلمات قاسية على الولايات المتحدة، رغم أنها تدعم حكومته الفاشلة بمبالغ طائلة، ولا يتوانى عن الكلام ضد الدول العربية، رغم تحويلها بالمليارات لدعم السلطة الفلسطينية.

يقاس القادة بسلوكهم في أوقات الأزمات ، وهذه بالتأكيد فرصة لفحص سلوك حمـــــ اس وفتح في مواجهة التصعيد الحالي، هل يمكن الوثوق بهم، على سبيل المثال، في الحفاظ على الأمن والروتين في القدس الشرقية، أو حتى حماية شعبهم؟ الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي الأسبق لدى الولايات المتحدة، في مقابلة مع قناة العربية في أكتوبر 2020: "نحن ندرك استقامة الهدف الوطني الفلسطيني - لكن محامي الدفاع فيها يفشلون".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023