إسرائيل هيوم-نيتع بار
ترجمة حضارات

في صباح الثاني من مايو 2011، وجه العالم أنظاره نحو ضاحية هادئة في مدينة أبو أباد في باكستان، وهي ساحة غير محتملة لحدث على نطاق دولي وتاريخي.
إلى جانب صور المدنيين المرتبكين، ومجمع سكني واسع وذيل طائرة غير مألوفة، تردد صدى تقارير نهاية الرجل الذي وضع "الإرهاب الإسلامي" على الخريطة. ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما كلمة مقتضبة لكنها قوية أعلن فيها اغتيال الرجل المسؤول عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر وقتل الآلاف من المواطنين الأمريكيين في عملية أطلق عليها اسم "نبتون سبير".

من الناحية العملياتية، كانت العملية تتويجًا لجهد استخباراتي غير مسبوق لتحديد مكان الإرهابيين السعوديين واستخدام أحدث التقنيات في غارة معقدة وخطيرة. 

حقيقة أن بن لادن، الذي تمكن من الهروب من جيش الولايات المتحدة أثناء القتال في أفغانستان، كان موجودًا بالفعل في أراضي حليفة للولايات المتحدة، أدى إلى تعقيد العملية وتداعياتها الدبلوماسية. 

تم العثور على بن لادن في نهاية عملية غير مسبوقة، لم تكن المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى قرار تنفيذ العملية حاسمة، فقد تمت ملاحظة بن لادن جزئيًا فقط للحظات وجيزة، لكن أفراد وكالة المخابرات المركزية كانوا مقتنعين أنه بعد أكثر من عقد من عمليات البحث، أغلقوا كل الطرق على زعيم المنظمة.

كان المجمع الذي كان يقع فيه بن لادن في الواقع عبارة عن سكن واسع، به فناء محاط بسور ومساحة من الأرضيات والغرف. 

القوة المختارة لتنفيذ المهمة كانت الفريق السادس من وحدة أسود البحر التابعة للبحرية الأمريكية، وهي وحدة لها سجل حافل من العمليات السرية. تم نقل عناصر الوحدة، إلى جانب قوة أخرى كان من المفترض أن تقوم بتأمين المنطقة ومنع تدخل الشرطة أو الجيش الباكستاني، في طائرات هليكوبتر خاصة شبحية تم نفي وجودها.

على الرغم من العملية المعقدة، لم يعرف رجال بن لادن شيئًا عن العملية ولم يكن هناك أمن كبير في المكان.

 تمكن فريق "Sea Lions" -أسود البحر- من التسلل إلى المجمع وخاض معركة قصيرة بالأسلحة النارية مع بعض رجال بن لادن، الذين كانوا نائمين قبل الاقتحام. وأدى الاقتحام إلى مقتل نجل زعيم القاعدة وحارسه وإحدى زوجاته والقائد نفسه. 

ولم يتكبد الطاقم الأمريكي أي إصابات لكن إحدى المروحيات الخاصة اصطدمت بجدار وتحطمت. تم تدميره بعد دقائق في غارة جوية، بهدف الحفاظ على سرية الطائرة.
تم نقل جثة بن لادن، التي تعرف عليها الطاقم في المجمع، إلى حاملة طائرات أمريكية وألقي العديد من الجثث في البحر بعد عدة اختبارات جينية. 

لقد كانت نهاية غير متوقعة لواحد من أروع شخصيات "الإرهاب" في عصر العولمة.