وإذا المقاومة حذرت 


بقلم أيمن عبد المجيد

​​​​​​​
التصريحات المتتالية لقيادة حركة المقاومة الإسلامية السياسية والتي حذرت فيها الحكومة الإسرائيلية وقطعان مستوطنيهم من اللعب في النار ومحاولة المساس في الأقصى والقدس ومن ثم تصريح قائدها العسكري محمد الضيف وإعلانه أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي جزاء ما يحدث في حي الشيخ جراح، يعد تحولًا كبيرًا في استراتيجية المقاومة العسكرية الدفاعية باتجاه توسيع دائرة الدفاع لتشمل الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية، هذا التصريح حمل في طياته العديد من الرسائل الموجهة للعديد من الجهات ومن أهمها: 
الرسالة الأولى لأهل القدس الصامدين الذين يتعرضون لحملة شرسة وتطهير عرقي وتهجير قصري عن بيوتهم ومقدساتهم والذين سجلوا وضربوا أروع الأمثلة للعزة والتحدي وفرض المعادلة تلو المعادلة على حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية من خلال هباتهم السلمية والشعبية التي كان أخرها هبة باب العامود، المقدسيون الذين أدارت سلطة رام الله لهم الظهر وتخلت عنهم على كل الأصعدة والمستويات الدينية والوطنية، أهل القدس الذين هتفوا للمقاومة والضيف في باب العامود يعلمون علم اليقين أن الرهان هو على المقاومة في غزة والتي كانت لهم سنداً في هبتهم الأخيرة، ومن هنا تأتي أهمية تصريح الضيف في خضم معركة حي الشيخ جراح ليكون عامل دعم وصمود ليس معنويا فقط بل عسكرياً للدفاع عن قضية حي الشيخ جراح التي تعني للمقدسيين معركة بقاء وصمود ودفاع عن حقهم التاريخي في المدينة المقدسة.
أما الرسالة الثانية فهي لحكومة الاحتلال الإسرائيلي بأن المقاومة لن تسمح بنكبة جديدة للشعب الفلسطيني في القدس و أنها ستقف من خلف المقدسيين وستقدم الغالي والنفيس من أجل الدفاع على أحياء القدس وأهلها وأنها لن تقبل بعربدة المستوطنين سواء في باحات الأقصى أو في حي الشيخ جراح أو في غيرها، أما صواريخ التي أطلقتها المقاومة على غلاف غزة في وقت هبة باب العمود عنا ببعيد، وأن معادلة الاشتباك قد تغيرت وأن أي اعتداء على القدس وأهلها ومقدساتها لن يمر مر الكرام.
الرسالة الثالثة فهي لأهلنا في الضفة الغربية بأن المقاومة هي السبيل للتحرير والعزة والكرامة ولردع المحتل ومستوطنيه وأن القدس والاقصى هي معركة ومسؤولية الكل الفلسطيني والباب مفتوح أمام الجميع للمشاركة بكل الطرق المشروعة والمقاومة في غزة مستعدة لحماية ظهرهم ومساندتهم وتوسيع دائرة الدفاع حتى الضفة الغربية إذا اقتضت الحاجة، إن تصريحات قيادات حماس السياسية والعسكرية تأتي في ظل ظروف غاية في الصعوبة على مستوى الحصار في قطاع غزة وعلى مستوى التفرد بالقرار الفلسطيني في الضفة والتنسيق والملاحقة الأمنية للمقاومة وحالة الهرولة للتطبيع مع إسرائيل من قبل بعض الدول العربية مع كل ذلك أظهرت المقاومة أنها مستعدة للدفاع عن القدس والمقدسات والشعب الفلسطيني مهما كلف ذلك من ثمن وبأنها قادرة على فرض معادلة اشتباك جديدة مع الكيان الصهيوني.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023