أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، عن اعتقاده أن إيران جادة بشأن مفاوضات فيينا الخاصة ببرنامجها النووي لكن "ليس من الواضح إلى أي مدى"، مؤكداً أن هناك فرقاً بين مدى جديتهم في المحادثات وما هم مستعدون لفعله.
وحين سُئل بايدن في البيت الأبيض، عما إذا كان يعتقد أن إيران جادة بشأن المحادثات التي تجرى في فيينا، أجاب: "نعم، لكن لأي مدى، وما هم على استعداد لفعله أمر مختلف. لكننا ما زلنا نتحاور".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي خلال الإفادة اليومية، الجمعة، إن "مباحثات فيينا مع إيران ستكون طويلة لكن المؤشرات إيجابية وحققناً تقدماً"، مؤكدةً أنه "يمكن رفع العقوبات فقط عندما تعود طهران إلى الإلتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015".
وأضافت: "يعد استمرار المحادثات بين الجانبين مؤشراً جيداً، ولكننا لن نعطي أكثر مما ستعطيه إيران".
وتجتمع إيران والقوى العالمية في فيينا، حيث مقر وكالة الطاقة الذرية، منذ أوائل أبريل الجاري، للتفاوض بشأن الخطوات التي يتعين اتخاذها لإعادة طهران وواشنطن إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي الموقع في 2015، والذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018.
ولم تسفر الجولة الأخيرة من محادثات فيينا عن أي تقدم كبير، وتم تعليقها بسبب حضور العديد من الدبلوماسيين اجتماعات مجموعة السبع.
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد في وقت سابق الجمعة، أن الولايات المتحدة برهنت خلال انخراطها في محادثات فيينا مع شركائها الأوروبيين وروسيا والصين، جديتها في العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بخصوص (الاتفاق النووي).
وحذر بلينكن من أن إيران تقترب الآن أكثر فأكثر من إنتاج المواد الانشطارية اللازمة للأسلحة النووية، مشيراً إلى أن واشنطن لا تعلم ما إذا كانت طهران مستعدة للعودة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي.
وقال في مقابلة مع "راديو بي بي سي 4": "قبل التوصل إلى الاتفاق (النووي) منذ سنوات قليلة، كانت مسألة أسابيع فقط حتى تتمكن إيران من إنتاج مواد انشطارية لتصنيع سلاح نووي، ومن ثم تُرِكنا من دون تحديد وقت لفعل أي شيء تجاه هذا الأمر".
وأضاف، بحسب نص المقابلة الوارد في بيان للخارجية الأميركية: "نظرنا (حينها) إلى جميع السبل الممكنة لوضع قيود على البرنامج النووي الإيراني، وقطع الطريق على إنتاج المواد الانشطارية لصنع الأسلحة النووية، وهذا بالضبط ما فعلناه في الاتفاق (النووي)".
لكن بلينكن قال في مقابلة أخرى مع شبكة "إم إس إن بي سي" الأميركية إن واشنطن لا تعلم ما إذا كانت إيران "مستعدة بالفعل لاتخاذ القرارات الضرورية للالتزام الكامل بالاتفاق النووي".
وأضاف: "لقد استمر الإيرانيون للأسف في اتخاذ خطوات لإعادة تشغيل أجزاء خطيرة من برنامجهم، كان الاتفاق النووي قد أوقفها، ولا نعرف ما إذا كانوا مستعدين للقيام بما هو ضروري".
في المقابل، قال كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، الجمعة، إن الولايات المتحدة عبّرت خلال محادثات فيينا النووية عن "استعدادها لرفع كثير من العقوبات" التي فرضتها على إيران، لكن طهران "تطالب بالمزيد"، وفقاً لما أفادت به وكالة "رويترز".
وأضاف عراقجي في تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني، أن "المعلومات التي وصلتنا من الجانب الأميركي، أنهم أيضاً جادون بشأن العودة للاتفاق النووي، وحتى الآن أعلنوا استعدادهم لرفع جزء كبير من عقوباتهم. لكن هذا ليس كافياً من وجهة نظرنا ومن ثم فإن المباحثات ستستمر حتى تُلبَّى كل مطالبنا".
وتابع: "اليوم، بدأنا مناقشاتنا بطاقة جديدة، وما يمكن استنتاجه من الاجتماع الأول هو جدية جميع الأطراف في الوصول إلى حل وإحياء الاتفاق النووي".
وأكد كبير المفاوضين الإيرانيين، أن "الخلافات ليست صغيرة ويجب مناقشتها والتفاوض بشأنها لإيجاد حلول"، موضحاً أنه "إذا تمت تلبية مطالبنا، فإن طهران ستكون جادة للغاية بشأن العودة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق".
وعن وجود مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، خلال إجراء المحادثات في فيينا، قال عراقجي: "التقيت غروسي في مكتبه ولا أعرف عن بقية لقاءاته، ومن الطبيعي أن تتشاور الوفود معه".
وأضاف: "في مرحلة ما، قد نطلب من السيد غروسي وزملائه حضور الاجتماعات شخصياً والتعبير عن آرائهم فقط".