مئات الإصابات في القدس في مواجهات 28 رمضان
مصادر عبرية

اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الإثنين، والوحدات الخاصة ساحات المسجد الأقصى، حيث قامت بقمع الفلسطينيين بشكل عنيف وإطلاق وابل من قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي في باحات الأقصى هذه اللحظة، ما أوقع مئات الإصابات وحالات الاختناق.
وأخلت شرطة الاحتلال باحات  المسجد  الأقصى من المصلين بالقوة، وخاصة في منطقتي المسجد القبلي المسقوف، وصحن قبة الصخرة، وعلى إثر ذلك اندلعت مواجهات بين قوات الشرطة والشبان الذي رفضوا مغادرة ساحات الحرم، واستمرت المواجهات  قبالة المصلى القبلي وعند باب المغاربة وفي ساحة المصلى المرواني وقبة الصخرة.

وقد قامت الوحداث الخاصة الصهيونية وشرطة الاحتلال بقمع وحشي لكل المصلين والصحفيين والمسعفين المتواجدين أمام باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى، ونشرت قوات الاحتلال قناصتها في محيط المسجد، وتعمد قنص الشبان المتواجدين داخل باحات المسجد الأقصى. 
على إثر المواجهات أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة أكثر من 300 فلسطيني خلال اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى، بينها 4 إصابات حرجة جدًا،  و13 إصابة مباشرة بالعين، ونقل من المصابين 153 إصابة للمستشفيات، وأفادت مصادر محلية أن من بين المصابين المرابطة المقدسية خدية خويص، وقد طالت الاعتداءات والقمع الطواقم الصحفية ومنعتها من توثيق الاعتداءات والأحداث، ما أوقع إصابات بصفوف العديد من الصحافيين عرف منهم: ميساء أبو غزالة، ولواء أبو رميلة، وأسيد عمارنة، ورامي الخطيب، ومحمد سمرين، وساهر غزاوي، ورامي الخطيب، حيث أصيبوا بجروح متفاوتة أثناء تغطيتهم لاعتداءات شرطة الاحتلال في ساحات المسجد الأقصى.
وحسب المقدسيين فإن قوات الاحتلال تتعمد أن تطلق الرصاص المطاطي على المناطق العلوية من الجسد لاسيما الوجه والعين، مما خلف إصابات وحشية في أعين المقدسيين، وإصابات بالغة في صفوف المصلين. 
إلى ذلك، منعت شرطة الاحتلال طواقم جمعية الهلال الأحمر في القدس من الوصول إلى المسجد الأقصى لتغطية الأحداث وتقديم الإسعافات للمصابين، فقد طالبت المرابطة هنادي الحلواني بضرورة حضور الطواقم الطبية للمسجد الأقصى؛ بسبب عدد الإصابات الكبيرة إثر إلقاء قنابل صوت على المرابطين في المسجد، وكشف الصحفي أسيد العمارنة بأن الاحتلال يعتقل كل من يخرج من العيادة الطبية ويمنع وصول طواقم الإسعاف، ووصف ما يحدث في المسجد الأقصى بأنه كارثي. 

وقال طبيب ميداني في مقابلة مع الجزيرة  بأن الأطباء والمسعفون تعرضوا للتهديد قبل طردهم خارج باحات المسجد الأقصى.
وحسب شهود عيان فقد تمكن الشبان الفلسطينييون من كسر غرفة الأذان وإطلاق أصوات التكبيرات ودعوات  الاستغاثة لنصرة المسجد الأقصى، الأمر الذي جعل شرطي "إسرائيلي" يقطع كابلات مكبرات الصوت، بينما يوجد داخل المسجد مئات المحاصرين وعشرات الجرحى الذين لا يمكن إخلائهم حسب هآرتس. 
وقد حولت سلطات الاحتلال القدس القديمة إلى ثكنة عسكرية، حيث استنفرت قواتها إلى داخل الأسوار ونصبت الحواجز الحديدية داخل الأسوار وعلى الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى، ومنعت من المقدسيين من التوجه والدخول لساحات الحرم.
وقام مستوطن بدهس مجموعة من الشبان كانت تقف على الطريق المؤدي إلى باب الأسباط، ما أدى إلى إصابة بجروح متفاوتة.

وزعمت الشرطة الإسرائيلية في بيان، بأن يهودي انحرف عن مسار سفره على الطريق المؤدي لباب الأسباط، وذلك جراء تعرض مركبته للرشق بالحجارة، ما أدى إلى الاصطدام بشاب كان جالسا على جانب الطريق، وادعت الشرطة في بيان أن السائق تعرض لاعتداء من قبل شبان فلسطينيين.

وقال شرطة الاحتلال في بيان مقتضب إن 9 من عناصرها أصيبو بجروح طفيفة خلال المواجهات مع الشبان بالأقصى.
وكانت منظمات الهيكل تخطط لاقتحام الأقصى من جهة باب المغاربة عند الساعة السابعة صباحا، بيد أن شرطة الاحتلال قررت منع ذلك، وقامت بعد نحو ساعة من قرارها باقتحام ساحات الأقصى بقوات معززة.

وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إن "الاحتلال هاجم المسجد الأقصى بشكل همجي وغير مسبوق ومبيت مسبقا". وأضاف الكسواني، أن "الاحتلال اقتحم أيضا المصلى القبلي من المسجد واعتدى على المعتكفين".

وسبق هذا الاقتحام والاعتداء على الفلسطينيين بالأقصى، إعلان شرطة الاحتلال منع اقتحامات المستوطنين الجماعية، موقتًا، للمسجد الأقصى التي كانت مقررة صباح اليوم ضمن مسيرات اليمين بمناسبة ما يسمى ذكرى "توحيد القدس"، فيما اعتكف عشرات آلاف من الفلسطينيين في ساحات الحرم لمنع الاقتحامات.

وذكرت تقارير أولية لوسائل الإعلام الإسرائيلية عن قرار للقائد العام للشرطة، كوبي شبتاي، بمنع المستوطنين بشكل مؤقت صباح اليوم من اقتحام جماعي للمسجد الأقصى ضمن مسيرات اليمين التي ستبقى قائمة ضمن البرنامج المعلن، حيث من المتوقع أن تنطلق لاحقا عصر اليوم على أن تطوف بجولة استفزازية بمنطقة أسوار القدس القديمة وتصل إلى منطقة باب العامود.
وأصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الأحد، توجيهات لتعزيز قوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلّة، بثلاث كتائب إضافية؛ "بهدف تكثيف الاستعداد في الفترة القريبة، مع التركيز على تعزيز الجهود الدفاعية في منطقة التماس".
وتحسبا لأي طارئ، بقي آلاف من الفلسطينيين في ساحات الحرم وذلك رغم قرار شرطة الاحتلال بمنع اقتحام المستوطنين للمسجد، فيما دفعت شرطة الاحتلال بقوات معززة عند الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى، وقامت بإغلاق باب السلسلة.







جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023