بقلم أيمن عبد المجيد
استجابت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لنداءات المصلين في الأقصى وأهالي الشيخ جراح، فأخذت زمام المبادرة واستهدفت مواقع استيطانية في القدس المحتلة برشقات صاروخية في تمام الساعة السادسة مساءا ً بعد انتهاء المدة الزمنية التي حددها الناطق العسكري للمقاومة أبو عبيدة؛ فكان الرد في قلب مدينة القدس المحتلة.
لا أحد حتى اللحظة يستطيع التنبؤ بشكل دقيق إلى أي مدى ستتطور الأمور وما درجة تصاعدها، ومتى ستنتهي هذه الجولة؟ مع أنّ التقديرات الأولية تشير الى احتمالية التوصل وقف النار في الساعات القريبة، فالساعات والأيام القادمة قد تحمل الكثير من الأحداث والتطورات غير المتوقعة فحركة المقاومة الإسلامية ومن اليوم الأول لهذه الجولة استطاعت تحقيق العديد من القضايا والمكاسب ومن أهمها:
1.تغيير قواعد الاشتباك وأخذ زمام المبادرة والتحول من حالة الدفاع عن غزة وحدها إلى حالة الدفاع عن مناطق أخرى تشمل القدس ومقدساتها وأحيائها وفرض معادلة جديدة من قبل المقاومة.
2. ترجمة التصريحات والتهديدات التي أطلقتها القيادات السياسية والعسكرية فعلياً على أرض الواقع، ما يعني أن لا مراهنة على المصداقية التي تحظى بها المقاومة.
3. سقوط وانهيار منظومة الردع الإسرائيلي التي تتغنى بها الحكومات الإسرائيلية ليل نهار أمام ضربات المقاومة، والتي كان آخرها ضرب مستوطنات القدس المحتلة؛ حيث تفاجأت إسرائيل من ذلك فلم يكونوا قد توقعوا حدوث ذلك رغم أنهم يأخذون تهديدات قائد أركان المقاومة الضيف على محمل الجد.
4. التأكيد على الثوابت الفلسطينية وعدم التنازل عن حق الشعب الفلسطيني وأنّ المقاومة مستعدة للدفاع عنها مهما كلف ذلك من ثمن، وأن الخيار العسكري الذي لجأت إليه المقاومة في إطار الدفاع عن ما يحصل من اعتداءات على الأقصى و حي الشيخ جراح من قبل الحكومة الإسرائيلية وقطعان المستوطنين.
5. استطاعت المقاومة أن تعيد الاعتبار لقضية الشعب الفلسطيني وحقوقه وأن تضعها على طاولة المجتمع العربي والإسلامي والدولي وتحميلهم المسؤولية الأخلاقية والسياسية لما يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عقود.
6. استطاعت المقاومة تحديد بوصلة وعنوان المرحلة وهي القدس وما تتعرض له من تهويد ومصادرة لحقوق الشعب الفلسطيني ومحاولة فرض وقائع جديدة على الأرض من تهجير لأهالي حي الشيخ جراح و محاولة تقسيم الحرم المقدسي الشريف زماناً ومكاناً.
7. كما نجحت المقاومة وتحديداً الفلسطينيين في القدس باستنهاض الضفة الغربية و الداخل المحتل للدفاع عن قضيتهم الأولى من خلال إدخالهم على خط المواجهة والاشتباك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في كل المدن الفلسطينية، فرغم التنسيق الأمني ورغم كل ما تعرضت له من محاولة كيّ الوعي خلال عقدين من الزمن إلا أنّ الشعب الفلسطيني أثبت أنه الحاضنة للمقاومة، وأنه جاهز ليدافع عن ثوابته وحقوقه الوطنية والإسلامية، وأن كل الرهانات من قبل الإسرائيلي المحتل وفريق التنسيق الأمني في رام الله ستتحطم على صخرة الوحدة الوطنية والمقاومة الفلسطينية.
8. أفشلت المقاومة مقولة رؤساء الكيان الإسرائيلي أنّ القدس موحدة وفرضت المقاومة على الحكومة الإسرائيلية إلغاء المسيرات الاستفزازية التي يقوم بها قطعان المستوطنين في يوم القدس، والتي تجول أحياء البلدة القديمة للمدينة المقدسة والتحضير لاقتحام المسجد الأقصى من قبل قطعان المستوطنين.
هكذا أظهر الشعب الفلسطيني المقاوم أنه قادر على حماية حقوقه ومقدساته رغماً عن الاحتلال ورغماً عن صعوبة الظروف وتآمر القاصي والداني عليه.