كان
جيلي كوهين
ترجمة حضارات
عندما تناقش إسرائيل مسألة الرد على البالونات الحارقة والمتفجرة، ويحاول المصريون عقد قمة في القاهرة، فإن السؤال الوحيد الذي يجب أن يحوم في القاعة هو سؤال واحد: بعد جولة أخرى من القتال، هل اقتربت إسرائيل أم ابتعدت من المبادئ الخاصة التي حددتها لنفسها فيما يتعلق بغزة؟
لقد استمر القتال في غزة 11 يومًا، ويبدو أنه انتهى في نفس النقطة التي كنا فيها قبل الجولة العنيفة الأخيرة. "الهدوء يقابله الهدوء" أصبح الشعار الذي يرافق النقاشات في الأستديوهات، والحقيقة، كذلك في نقاشات أصحاب القرار.
في الأيام الماضية، جرت سلسلة من النقاشات الداخلية، في الجيش، المؤسسة الأمنية، وفي مقر الأمن القومي، مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع حول السؤال - ماذا سيحدث بعد الأن؟
إحدى الموضوعات الرئيسية المطروحة على الطاولة هو السؤال عما ستكون عليه سياسة الرد الإسرائيلي في أي حالة من حالات إطلاق النار - سواء كان إطلاق صواريخ أو بالونات حارقة أو أي مواجهه أخرى مع غزة.
وفقًا لبيانات الجيش التي تم رفعها للمستوى السياسي، لم يتم التعرف على إطلاق بالونات حارقة حتى الآن منذ وقف إطلاق النار. سكان المنطقة يفكرون بشكل مختلف، كذلك على خلفية إطلاق بعض البالونات والحرائق التي اندلعت في الحقول المحيطة دون تفسير، لكن الرسالة التي تنتقل حاليًا من القيادة الإسرائيلية هي - "هدوء، إننا نتناقش".
ومن المتوقع أن تتوسع هذه المناقشات في المستقبل القريب. المصريون، يتنقلون بين غزة وتل أبيب، في محاولة لبلورة المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
وكما نشرنا في كان بالأمس، بالنسبة لمصر، فإن وقف إطلاق النار ليس سوى الخطوة الأولى على طريق لمبادرة أوسع، لعقد نوع من القمة في القاهرة، مع ممثلين عن حماس وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، لمناقشة هدوء طويل الأمد.
يقود المبادرة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، الذراع اليمنى للرئيس السيسي ورئيس مكتبه السابق، والرجل الذي وقع بالفعل على عدة نجاحات في اتفاقات وقف إطلاق نار ودية في السنوات الأخيرة. وبعد وصول جنرال مصري إلى إسرائيل يوم الجمعة الماضي، من المتوقع أن تستأنف جولة المحادثات في الأيام المقبلة، مع وصول مصدر مصري إلى إسرائيل ووفد إسرائيلي آخر برئاسة وزير الخارجية جابي أشكنازي. ومن المتوقع أيضا أن تغادر إلى مصر.
الشرط الإسرائيلي لإجراء المحادثات هو أن يجري كل طرف محادثات منفصلة، حتى لا يكون أعضاء حماس وكبار المسؤولين الإسرائيليين جنبًا إلى جنب.
لكن الاستعداد الإسرائيلي لإجراء محادثات وساطة موجود. المصلحة، كما عُرضت على أعضاء الحكومة خلال مناقشة وقف إطلاق النار، هي إبقاء حماس "مقيدة، ورأسها فوق الماء قليلاً". هذا يعني، حتى في هذا الوقت - أنه ستكون هناك أشياء أساسية في غزة إلى حد ما - الماء والكهرباء والغذاء، ونعم، المال أيضًا.
هذه هي بالضبط المشكلة التي واجهتها إسرائيل في 2014 و 2018 والآن.
أين يمر الخط الفاصل بين ضمان عدم حدوث أزمة إنسانية في قطاع غزة، مما قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية في حد ذاته (كما حذر رئيس الأركان السابق، غادي آيزنكوت، في يونيو 2018) - وبين الحفاظ على المصلحة الإسرائيلية كما حددها مجلس الوزراء فيما يتعلق بوضع حماس الضعيف نسبيًا؟
يضاف إلى هذه المعضلة قضية الأسرى والمفقودين في غزة. تطالب إسرائيل، على سبيل المثال ،في إطار قمة القاهرة التي لم يحدد موعدًا لها بعد أن يتم مناقشة قضية عودة الجنود هدار غولدين وأورون شاؤول والمدنيين المحتجزين في غزة لدى أفرا منغستو وهشام السيد.
الحقيقة هي أن هذا المطلب قد أثير خلال السنوات القليلة الماضية. على سبيل المثال، في ملخص وقف المظاهرات عند السياج الحدودي واطلاق البالونات الحارقة نهاية عام 2019، تم تحديد بوساطة مصرية "حلول لمشاكل أساسية" مثل البنية التحتية، في غزة مقابل الأسرى والمفقودين.
وعلى الرغم من الجهود ومجموعة من محاولات الوساطة من قبل مختلف الهيئات الدولية، لم يتم تسجيل أي اختراق حقيقي في الموضوع.
في الأشهر الماضية، كانت هناك عدة تقارير فلسطينية تفيد بأن حماس قامت بتجميع قائمة السجناء المقرر إطلاق سراحهم، وسلمتها إلى إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق.
يمكن تقدير أنه لو كانت هناك موافقة إسرائيلية على مثل هذه القائمة، وقد تم بالفعل تسجيل تقدم في هذه القضية؛ لذلك، فإن الأشياء التي قالها يحيى السنوار أمس، والذي أطلق سراحه في صفقة شاليط، وبالتالي يرى نفسه أكثر التزامًا بإطلاق سراح من جلسوا معه في نفس الزنزانة وما زالوا مسجونين في إسرائيل، يجب رؤيتها بوضوح.
قال زعيم حماس في غزة يحيى السنوار "نحن مستعدون للتعامل مع القضية بجدية ونريد إعادة سجناءنا في اتفاق قريب"، بعبارة أخرى، يحاول السنوار الآن دحرجة الكرة إلى إسرائيل، وربما حتى الى الجمهور الإسرائيلي، فيما يتعلق بثمن مثل هذه الصفقة.
عندما تناقش إسرائيل مسألة الرد على طائرة ورقية، أو بالون حارق ويحاول المصريون عقد قمة في القاهرة، فإن السؤال الذي يجب طرحه في القاعات هو واحد: هل الآن، بعد جولة أخرى من القتال، اقتربت إسرائيل أو ابتعدت عن المبادئ التي وضعتها لنفسها بخصوص غزة؟