بقلم الأسير: إسحاق طاهر عرفة
بعد أحد عشر يوماً من الحرب استقبل الشعب الفلسطيني السلوك السياسي العالمي وهم يرفعون الحاجبان نحو الأعلى متفاجئين، فالمقاومة تُمدح وتمجّد من ألسنةٍ لطالما أنكرت وجرحت المقاومة واعتبرتها عبثية؛ ليخرج علينا بعض الإعلاميين الذين شنوا حرباً على المقاومة من بين الركام في غزة ويبدي إعجابه بكتائب القسام وبراعتها في الميدان، فهل هذه حقيقة ؟
ليس ذلك وحسب بل تلقت حركة حماس الدعوات من دول عديدة لزيارتها كالمغرب والأردن ومصر وغيرها، حتى شاهدنا نموذج خشبي لصاروخ القسام في بيروت رغم الحالة السياسية والاقتصادية التي يعيشها لبنان هتافات للمقاومة في باريس، وعصبات خضراء على رؤوس أحرار العالم وأموال لإعمار غزة من هنا وهناك، ودعوات حقيقية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعودة إلى قرارات الأمم المتحدة، فهل هذه حقيقة؟
أمّا السلطة الفلسطينية فكانت بحاجة إلى أقل من 280 ساعة من المقاومة والثبات في قطاع غزة لتغير موقفها المحرض على المقاومة وحماس إعلامياً، وطالبوا أن يتم الإعمار من تحت أيديهم عند الساعة 2:05 أي بعد خمس دقائق من وقف إطلاق النار؛ لينزع رئيس الوزراء محمد اشتيه قبعته ويجول دول العالم ويجمع الدعم المالي لأبناء شعبه.
أليس ما حصل من تغييرٍ في المواقف مفاجئاً؟
ألا نفهم أنَّ شيء ما قد تغير وكأنّ الدنيا تقول : أيها الفلسطيني لا أحترمك إلا قوياً.