الناطق بلسان نتنياهو “عودتهم عودة لحماس”.. وأهالي “المخطوفين”: لا نريد المزيد من رون أراد

 أسرة التحرير

 هآرتس  

أخرج الناطق بلسان رئيس الوزراء الأرنب من الكيس وكشف أمام كل من يستمع النوايا الحقيقية لسيده للتخلي عن المخطوفين، بعضهم على الأقل. قال الناطق، عومر دوستري في “التق الصحافة” السبت، إنه لن يكون ممكناً إعادة كل المخطوفين في صفقة واحدة. أسمع كل أنواع “صفقة واحدة، أعيدوهم”، قال. “في هذه اللحظة، لا يمكن عقد صفقة واحدة كون حماس لا تقول تعالوا خذوا المخطوفين، وهذا هو. بل تطلب إنهاء الحرب والخروج من غزة”.

مثل سيده، فناطقه يحب أيضاً التسلية بألعاب الكلمات: “في اللحظة التي نعيد فيها الجميع، نعيد حماس”، قال.

لا يدور الحديث عن ناطق بلسان رئيس الوزراء يتحدث من بواطن قلبه. فنتنياهو نفسه قال بكلماته المسجلة – كما يناسب الجبان، أقوالاً بالروح ذاتها؛ فقد اعترف بأن حماس تطرح شروطاً لصفقة شاملة – إنهاء الحرب، وإبقاء المنظمة في الحكم، وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة – وأوضح، بأن لا نية له للاستجابة لها.

دون أي وعي ذاتي، قال نتنياهو إنه إذا وافق على شروط حماس فإننا بذلك ننقل رسالة إلى أعداء إسرائيل تفيد بأنه يمكن إنزالها على ركبتيها، وكأن شيئاً مهيناً أكثر من دولة تتخلى عن أبنائها وبناتها الذين اختطفوا من أسرتهم لأن منظومة الدفاع الإسرائيلية كلها كانت مصنوعة من كلمات وكرتون.

لا يمكن محو الإهانة التي أوقعها نتنياهو على دولة إسرائيل بقيادته العليلة. الطريق الوحيد لاستعادة إسرائيل شرفها هو إعادة كل المخطوفين إلى الديار، والاستقالة للسماح للدولة بأن تبني منظوماتها مجدداً – هذه المرة انطلاقاً من التفكير باحتياجات الجمهور والدولة وحصانتها ومستقبلها، وليس انطلاقا من منظومة مصالحه الشوهاء ومصالح الحكومة التي يترأسها.

كفى للأكاذيب ولنزعة القوة التي ليست سوى ضعف متخف. يجب إعادة كل المخطوفين حتى بثمن وقف الحرب.

هذا بالطبع لم يمنع نتنياهو من خداع حماس وأبناء عائلات المخطوفين وعموم الجمهور، والتوقيع على صفقة لإعادة المخطوفين دون نية لتحقيقها. “لماذا خدعت شعباً كاملاً؟”، هكذا سألت عيناب تسنغاوكر عن حق عظيم، وزادت: “لم لم تضع مبادرة إسرائيلية لإعادة الجميع دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب؟”.

لشدة المأساة، الجميع يعرف الجواب. نتنياهو لن يخاطر بحكومته لأجل البقاء في الحكم. لقد سألت تسنغاوكر: “هل تعتزم إعادة أعزائنا أم سيصبحون جميعاً رون أراد؟”. هذا بالضبط ما سيحصل، إلا إذا نهض الجمهور وأوضح لنتنياهو بأن لا مفر أمامه غير إعادة كل المخطوفين.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023