معهد دراسات الأمن القومي
كوبي ميخائيل
ترجمة حضارات
تلاعبات حمـــ اس تقلل من فرصة صفقة تبادل الأسرى وتزيد من فرصة التصعيد
بالأمس نشرت حمـــاس مقاطع فيديو وصور من فترة أسر جلعاد شاليط وتسجيلات صوتية منسوبة إلى "أحد الإسرائيليين المحتجزين لدى المنظمة"، ويرافق هذا التحرك سلسلة من التصريحات المتغطرسة والمتعجرفة من قبل يحيى السنوار، الذي يواصل إظهار إنجازات حمــاس في الجولة الأخيرة.
تسلسل تصريحات حمـــاس، التي هي جزء من جهد الوعي، مقلد جزئيًا لنموذج نصر الله وحــزب الله، موجه إلى ثلاث فئات رئيسية مستهدفة:
1. للجمهور الإسرائيلي وصناع القرار في "إسرائيل"، والغرض منه هو ممارسة الضغط العام من خلال التلاعب العاطفي واستغلال حساسية المجتمع الإسرائيلي العالية للحياة البشرية بشكل عام والجنود بشكل خاص.
2. إلى الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة، بهدف "صرف الخطاب عن انتقاد" حمــ اس؛ لما لحق بالقطاع وسكانه من أضرار جسيمة.
تسعى حمـــ اس إلى تحقيق هذا الهدف من خلال تمجيد إنجازاتها من جهة، ومن جهة أخرى محاولة تقزيم إنجازات "إسرائيل" وإحراجها وإذلالها والتأكيد على الارتباط بين إنجازات حمـــ اس في المعركة والكفاح العنيد لتحرير أعداد كبيرة من الاسرى الأمنيين لدى" إسرائيل".
3. لقيادة السلطة الفلسطينية وفتح؛ بهدف إحراجهما على إنجازات حمــ اس ومساهمتها في النضال الوطني الفلسطيني في مواجهة فشل القيادة الفلسطينية القائمة وترسيخ مكانة حمــ اس باعتبارها البديل الحكومي وقيادي على الساحة الفلسطينية.
في جهد واعٍ أمام هذه الجماهير الثلاثة المستهدفة، تحاول حمــ اس أيضًا التأثير على الساحة الإقليمية والدولية والاستفادة من إمكانات إنجازاتها، من وجهة نظرها؛ من أجل تجنيد لاعبين إقليميين ودوليين للضغط على "إسرائيل" للتقدم عملية إعادة إعمار قطاع غزة.
لكن الجهد الواعي، الذي يُنظر إليه على أنه حملة منظمة وفعالة، يؤثر أيضًا على قيادة حمــ اس والتنظيم نفسه.
تقع قيادة المنظمة ونشطاءها في حب الخطاب المتغطرس وعمليات الاقتناع الذاتي الفعالة للغاية، وهم مقتنعون حقًا بأنهم "على قمة العالم".
تعمق هذه العمليات الانفصال عن صورة الواقع من ناحية وتزيد بشكل كبير من الالتزام بالعمل في أعقاب كل ما يعتبره قادة حمـــ اس "انتهاكًا للوضع الراهن في القدس الشرقية".؛ لذلك، يمكن ترجمة هذا الالتزام إلى عمل عدائي بعد أي عمل من أعمال الحماقة من قبل أي جهة إسرائيلية في القدس الشرقية، وهذا يعني أنه في نهاية المطاف، فإن عمليات الاقتناع الذاتية ستقلل بشكل كبير من فرص صفقة تبادل الأسرى، وتؤخر عملية إعادة إعمار القطاع مع تكثيف المعاناة الإنسانية لأهالي القطاع، تآكل صبر مصر وخاصة أنه يزيد من فرصة شن حملة عسكرية أخرى أكثر صعوبة.
في حملة عسكرية أخرى، من المحتمل أن يكون هناك ضرر أكبر للجبهة الداخلية الإسرائيلية وأضرار أكبر لجنود الجيش الإسرائيلي، لكن نتيجة الحملة العسكرية القادمة ستكون أيضًا أكثر خطورة على حمـــ اس ومستقبل غزة قطاع غزة: من المرجح أن تكون الحملة العسكرية القادمة أطول وأكثر عنفا وأن تتضمن عنصر مناورة برية وهدفها الاستراتيجي من وجهة نظر "إسرائيل" سيكون انهيار الذراع العسكرية لحمـــ اس.