أقر تاجر في دمشق وعضو في غرفة تجارة دمشق بالانهيار الخطير للقطاع الاقتصادي في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد في سوريا، مبررًا احتكار المرتبطين بالنظام المتهمين بتهجير الصناعيين والتجار والمستثمرين عمداً من البلاد.
وقال عضو المكتب ياسر كريم في تصريحات لإذاعة ميلودي أمس الاثنين، أثناء حديثه عن احتكار استيراد الأقمشة: "نحن في مرحلة شبه انهيار اقتصادي؛ بسبب الاحتكار؛ لذا نسعى للعودة إلى الإنتاج وتحويل العجلة الاقتصادية."
كما اشتكى كريم من الاحتكار الاقتصادي لدى فئة معينة من الناس في مناطق سيطرة الأسد دون الكشف عن أسمائهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنع الواردات وتحسين الصناعة المحلية، خاصة في صناعة الملابس، والحاجة إلى أسواق يمكن من خلالها استيراد أقمشة التريكو.
ويكشف أن هذه الصناعة "يسيطر عليها بعض الصناعيين" الذين يديرون الاقتصاد، باعتبار أن "الواردات تشجع التنافسية وتخفض الأسعار في الأسواق".
تصريحات التاجر من دمشق تكشف أكثر عن مدى الأزمة الاقتصادية التي عصفت بمناطق سيطرة نظام الأسد، والتي وصلت إلى مرحلة كارثية في الأسابيع الأخيرة، في وقت يحاول فيه النظام إخفاء الكارثة وغير قادر على إيجاد بدائل خاصة في النفط والصناعة في البلاد.
كما أن نظام الأسد يقضي عمدًا على بقية الصناعيين والتجار والمستثمرين بإثقال كاهلهم بالضرائب، مقابل إفساح المجال للمافيا الإقتصادية التقليدية من جهة، وتسليم زمام الأمور لحلفائه الإيرانيين والروس، بينما يقترب التجار والمصنعون السوريون في مناطق سيطرتها إلى حافة الهاوية الحقيقية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن الصناعي هشام الدهماني، إغلاق مصنعه أمام صناعة البلاستيك، بعد أن فرضت عليه حكومة الأسد ضرائب إيرادات بمليارات الدولارات، ومنذ ذلك الحين تتفاوض معهم لتقليل مقدار الضرائب المفروضة عليه.
عبّر فارس الشهابي، رئيس المكاتب الصناعية في نظام الأسد، ولويس نحلاوي، رئيس المكتب المركزي للجنة التصدير المركزية لرابطة الصناعيين، في شباط / فبراير الماضي، عن استيائهم الشديد من فساد الأسد، الأمر الذي أدى لاحقًا إلى التهديد بإغلاق مصانعهم.
كشف المحامي فواز الحجة، عن استخدام وزارة المالية في حكومة الأسد للمعارض الاقتصادية كطعم لجذب المستثمرين والتجار وفرض ضرائب باهظة عليهم ، كما كتب على فيسبوك: "لكن الشيء الغريب هو الجولات من المسؤولين الماليين يتجولون في أسواق دمشق ويسألون جميع المشاركين في معرض عن عمله ونطاق وطبيعة عمله."
وتساءل الحجة، مخاطباً وزير المالية السوري: "سيدي صاحب الخزينة العامة، هل هناك جهد لفرض ضرائب باهظة لإفراغ السوق أو إفقار الناس أو القضاء على النشاط الاقتصادي في البلاد؟"
وانتقد الوزارة قائلا إن "هذه المعارض الاقتصادية تهدف إلى تشجيع الاستثمار والبناء وإعادة الأمن إلى نفوس الناس، وعدم إظهار عضلات المسؤولين الماليين الذين يهددون بعرقلة طريق النمو".