هآرتس
ترجمة حضارات
أعلنت تركيا الليلة الماضية (الثلاثاء) عن الافتتاح الجزئي للبلدة المهجورة في شمال قبرص فاروشا بهدف إعادة التوطين. تنتمي المدينة إلى مقاطعة فاماغوستا، وتعتبر جزءًا من جمهورية شمال قبرص. ويأتي الإعلان تحت انتقادات حادة من قبرص اليونانية، التي تتهم السلطات التركية بمحاولة انتهاك الوضع الراهن في المنطقة. وأدانت دول كثيرة أخرى، من بينها "إسرائيل" والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي هذه الخطوة.
في عام 1974، غزت تركيا قبرص لحماية الأقلية التركية التي تعيش هناك في مواجهة محاولة انقلاب تهدف إلى توحيد الجزيرة مع اليونان. فر السكان اليونانيون في الشمال إلى جنوب البلاد من قوات أنقرة، بينما فر السكان الأتراك في جنوب قبرص إلى الشمال.
الانقسام الداخلي في المنطقة مستمر منذ عقود، في عام 2004، عندما تم قبول قبرص كعضو في الاتحاد الأوروبي، تم استبعاد قبرص الشمالية. تركيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعترف بجمهورية شمال قبرص كدولة منفصلة، وهي أيضًا الداعم الاقتصادي الرئيسي لها.
وزار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان البلدة أمس وقال إن "منطقة جديدة ستبدأ في ماراس بما يعود بالنفع على الجميع". ماراس هو الاسم التركي لمدينة فاروشا.
وصل أردوغان إلى الموقع في نوفمبر الماضي بمناسبة الذكرى 37 لإعلان استقلال جمهورية شمال قبرص، وواجه احتجاجات من قبل السكان المحليين، من أصل تركي.
من ناحية أخرى، أعربت قبرص اليونانية عن قلقها من أن التغيير في وضع المكان يشير إلى نية تركيا الاستيلاء على المنطقة.
ووصف رئيس قبرص نيكوس أناستاسياديس هذه الخطوة بأنها "غير قانونية وغير مقبولة".
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إن إعلان تركيا "غير مقبول" ووصفه بأنه "استفزاز".
وقال إن "الولايات المتحدة تعمل مع شركاء لهم في وجهات النظر المماثلة لإحالة الوضع المقلق إلى مجلس الأمن الدولي والمطالبة برد حاسم".
كما نددت بريطانيا بالخطوة، معربة عن "القلق العميق"، وقالت وزارة الخارجية في بيان إن "بريطانيا تحث جميع الأطراف على عدم اتخاذ أي إجراء من شأنه تقويض عملية التسوية في قبرص أو زيادة التوترات في الجزيرة".
كما أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل عن قلقه إزاء الإعلان، وكتب بوريل في حسابه على تويتر أن "القرار الأحادي الذي اتخذه أردوغان وزعيم القبارصة الأتراك تاتار إرسين يهدد بإثارة التوترات في الجزيرة والعودة إلى المحادثات بشأن التسويات بشأن القضية".
كما أدانت "إسرائيل" تركيا؛ بسبب الإعلان، وقالت وزارة الخارجية "الإسرائيلية" إن "إسرائيل" تتابع بقلق بالغ الخطوات والتصريحات الأحادية الجانب لتركيا بشأن وضع فاروشا.
وأضافت إن "إسرائيل" تجدد تضامنها مع قبرص ودعمها الكامل لها، ونقل وزير الخارجية يائير لابيد رسالة الدعم هذه مباشرة الى وزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليدس.