موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
أصبحت مدينة جنين ومخيم اللاجئين المجاور لها في الأشهر الأخيرة مركزًا لنشاط حركة حمــــ اس والجهـــ اد الإسلامي؛ مما يثير القلق بين كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. في عام 2002، خلال عملية الدرع الواقي، أعاد الجيش الإسرائيلي احتـــ لال مخيم جنين للاجئين، واضطر الجيش الإسرائيلي خلال العملية إلى استخدام الجرافات ودمر حوالي 170 منزلاً للتغلب على الأفخاخ المتفجرة التي أعدها الفلسطينيون، وانتهت المعركة بمقتل 23 جنديًا إسرائيليًا و 52 فلسطينيًا.
يبدو أن مدينة جنين تريد العودة إلى أيام الانتفاضة الثانية، حيث تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن المخيم نفسه به عدة آلاف من الأسلحة الكبيرة والذخيرة.
منذ انتهاء جولة القتال الأخيرة، استشهــــ د 10 فلسطينيين في مدينة جنين. ومنذ انتهاء الحرب في قطاع غزة، وقعت عشرات حوادث إطلاق النار ضد جنود الجيش الإسرائيلي، في هذا الأسبوع، في 16 أغسطس، دخلت قوة سرية خاصة من شرطة حرس الحدود مخيم جنين للاجئين لاعتقال مطلوب من حمـــ اس كان يخطط لتنفيذ عمليات في "إسرائيل"، المطلوب هو محمد سمير أبو زينة، 26 عاما، ذو الخلفية الأمنية، اعتقل في عملية متطورة من قبل القوة السرية الإسرائيلية، لكن اثناء الاعتقال اندلع تبادل حي للنيران بين القوة الإسرائيلية ومسلحين في المخيم؛ حيث استشهــــ د أربعة اشخاص، وأعلن إضراب عام في مدينة تعج بزيارات التجارة والتسوق من قبل عرب "إسرائيل".
عززت جولة القتال الأخيرة من شجاعة جيل الشباب في جنين، الذين يعانون من الفقر والبطالة، وتتحدى الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن الفلسطينية من خلال الهجمات، في الأسبوع الماضي، أطلق مسلحون من المخيم النار على مبنى المقاطعة في جنين، زاعمين أن السلطة الفلسطينية صادرت سيارة المسلح جميل العموري، الذي استشهـــ د في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي.
وتحاول السلطة منع نشاط المسلحين من خلال مصادرة المركبات التي يستخدمونها على أساس أنها غير قانونية وغير مرخصة من قبل السلطة الفلسطينية.
استسلم بعض المسلحين في مدينة جنين لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بعد إصابتهم بنيران الجيش الإسرائيلي أو خوفهم من أن تقتلهم القوات الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي، إلا أن "نواة صلبة" من المسلحين يخططون لهجمات ضد "إسرائيل".
جنين هي المدينة الوحيدة في السلطة الفلسطينية التي توفر اللجوء للمطلوبين لـ"إسرائيل" والسلطة الفلسطينية. كل دخول للجيش الإسرائيلي إلى المدينة بغرض اعتقال مطلوبين يتحول إلى تبادل لإطلاق النار بالذخيرة الحية يستمر لساعات، ويقول مسؤولون أمنيون كبار إن الوقت قد حان للقضاء على "عش الدبابير" في جنين الذي يعرض حكم السلطة الفلسطينية للخطر. اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين للاجئين واعتقاله عشرات المطلوبين وتطهير المخيم من أعشاش الدبابير وجمع الأسلحة يتطلب عملية عسكرية كبيرة ومعقدة.
في النهاية، لن يكون أمام الجيش الإسرائيلي خيار سوى تنفيذ العملية بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، مصادر في جنين تقول إن عملية "سيف القدس" التي شنتها حمـــ اس أعطت الكثير من الثقة للمخيمين، فهم غير مستعدين لتلقي تعليمات من أحد، وهم يشعرون بالدوار من نجاح حمــــ اس وتعزيز قوتها في الشارع الفلسطيني وهم واقتناعا منهم بأنهم سيهزمون الجيش الإسرائيلي إذا حاول دخول جنين، فإن الخطر يكمن في أن مخيم جنين للاجئين على وشك البدء في إرسال عناصر لتنفيذ عمليات داخل "الأراضي الإسرائيلية" بتوجيه من حمــــ اس والجهــــ اد الإسلامي من قطاع غزة؛ لذلك، يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى التقدم والعمل.