بسم الله الرحمن الرحيم
لإن تتعلم من الغزيين
يقول البعض أن صنوف القوة هي من تغير حقائق الأمور، في الكيان الصهيوني يتم تقدير الأمور بحسب نسبة الخطورة وكيفية التعامل مع الحوادث المستجدة في المنطقة، وعليه يبدأ القياس عنما تظهر مكامن القوة لدى طرف ما مصنف على أنع معادٍ للكيان، على أن تكون الأفضلية لقوة الردع الصهيونية على ذلك الطرف.
مؤخرًا بدأ الحديث داخل مصادر صنع القرار الأمني الصهيوني عن آليات وخطط يتم العمل بها من قبل دول الشرق الأوسطـ، تختلف في مضمونها التنفيذي عما يقوم به الاحتلال الصهيوني ميدانيًا، بمعنى أن ميزان القوة الذي يعرفه جمهور المنطقة العربية يختلف عن السياقات الأمنية التنفيذية الصهيونية، وحتى لا نبقى نتحدث ضمن اللسان الصهيوني الغير مفهوم في المنطقة، فعلى سبيل المثال ما قامت به مصر من إغلاق معبر رفح بعد أن تعثرت المباحثات الأخيرة التي قام بها اللواء عباس كامل مع أطراف في الداخل الفلسطيني من جهة، ومن جهة أخرى مع العدو الصهيوني، على اعتبار أن إغلاق المعبر وحجز آلاف من سكان قطاع غزة في الطرف المصري من المعبر قد يشكل ضغط على حركة حماس في القطاع، هذا باعتماد القاعدة التي تقول أن الذي يقف في تفاوض أمام منظمة "إرهابية" عليه أن يتحدث بلسان الشرق الأوسط.
لكن من جديد يقع المقدر الأمني الصهيوني في خطر عندما يفكر بشكل أحادي كأن لا طرف آخر يعد العدة في قطاع غزة والجنوب اللبناني وغيرها من المناطق، وعليه قامت حركة حماس في قطاع غزة بقيادة السنوار بإرسال من يرغب في مواجهة العدو على الشريط الحدودي، وبشكل سلمي تعبيرًا على الرفض القاطع للوضع الاقتصادي القاتم في القطاع، والمفاجأة التي يجب أن يتم التعلم منها خروج شاب بسلاح فردي وإطلاق الرصاص من نقطة صفر، والتي أصابت بشكل مباشر قناص صهيوني من حرس الحدود، والذي أدخله إلى غرفة الإنعاش وما زال فيها.
الدرس المستفاد هنا، أن قيادة حماس لا يتم ابتزازها، ولديها القدرة على تشكيل نقاط ضغط على العدو الصهيوني وحلفائه في المنطقة، وأن شاب يحمل سلاح فردي يغير من طبيعة المعادلة، بحيث تعجز المنظومة الأمنية الصهيونية عن اتخاذ خطوات رادعة لما حصل، وهذا استكمالًا لحالة الفشل في مواجهة نموذج انتفاضة الانفراديين "نسبةً للعمل المقاوم الفردي في الضفة الغربية".
إذًا من جديد أثبت الفعل المقاوم في غزة رأيه الذي يجب أن يُفرض في الميدان، وأن سلطة القوة تذوب أمام ذلك الشاب بسلاحه الفردي.
الأسير/ إسلام حسن حامد
30 آب- 2021م.