موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ملاحظة: المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب فقط
حمـــ ــاس تغازل الأردن
زار رئيس المكتب السياسي لحركة حمــــ اس إسماعيل هنية وزعيم الحركة حمـــ اس في الخارج خالد مشعل الأردن في وقت سابق من هذا الأسبوع بإذن خاص من الملك عبد الله الثاني لحضور جنازة القيادي البارز في حمــــ اس إبراهيم غوش.
تقول السلطات الأردنية إن الزيارة تمت الموافقة عليها لأسباب إنسانية، ومن المحتمل جدًا ألا يتجاهل الملك عبد الله عملية تعزيز حمــــ اس في الشارع الفلسطيني بعد الحرب الأخيرة في قطاع غزة، لكن حمــــ اس تحاول استغلال الزيارة لمحاولة اقترب أكثر من البيت الملكي الأردني مرة أخرى.
كان إبراهيم غوش أحد المهندسين المعروفين في المملكة الهاشمية الذين ساعدوا في بناء العديد من المشاريع، وكانت لقيادة حمــــ اس المخضرمة علاقة جيدة بالملك حسين بن طلال، والد الملك الحالي عبد الله الثاني. في الأشهر الأخيرة، كثف رئيس المكتب السياسي لحركة حمـــ اس إسماعيل هنية من تدفق الطلبات للحضور إلى عمان والقبول في لقاء سياسي مع الملك عبد الله، لكن تم رفضها مرارًا وتكرارًا، لم يكن راغبًا في التنازل والموافقة على لقاء مع رئيس الوزراء الأردني بشار الخصاونة، وأراد أن يكتسب الاحترام الذي يحظى به رؤساء الدول في القصر الملكي الهاشمي.
ولم تقيد المخابرات الأردنية تحركات إسماعيل هنية وخالد مشعل خلال زيارتهما للأردن، فباستثناء حضور جنازة إبراهيم غوش، عقدوا لقاءات مع ناشطين سياسيين من جماعة الإخــــ وان المسلمين في الأردن وتم استقبالهم، كما زاروا مستشفى في عمان حيث تم نقل أطفال من قطاع غزة أصيبوا خلال الحرب الأخيرة إلى المستشفى.
الزيارة إلى المستشفى غطت على نطاق واسع بالصور في وسائل الإعلام التابعة لحمـــــ اس.
تنعكس المغازلة السياسية للنظام الملكي الأردني في سلسلة من التصريحات التي أدلى بها رئيس المكتب السياسي لحركة حمــــ اس إسماعيل هنية لصالح الأردن. وشدد إسماعيل هنية على أن "الأردن ليس وطنًا بديلًا للفلسطينيين، فالأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين".
تعيد حمـــــ اس فتح مغازلة الأردن للسماح لها بإعادة فتح مكاتبها في عمان بعد توقف دام 20 عامًا. صعّد نواب أردنيون من جماعة الإخــــ وان المسلمين ضغطهم على الحكومة الأردنية، عقب الحرب الأخيرة في قطاع غزة، لتوثيق العلاقات مع حمـــــ اس، دعا النائب يانيل فرحات الحكومة الأردنية صراحة إلى تجديد العلاقات مع حمــــ اس. خلال جولة القتال الاخيرة، كانت هناك مظاهرات ضخمة في الأردن للتضامن مع حمـــــ اس وقطاع غزة، وسمحت الحكومة الأردنية لهم بالقيام، ليس فقط بمظاهرات للفلسطينيين، ولكن أيضًا من قبل القبائل البدوية.
يحافظ رئيس المخابرات الأردنية، اللواء أحمد حسني، على اتصال منتظم مع رئيس المكتب السياسي لحركة حمــــ اس إسماعيل هنية، وقد عبر الأردن علانية عن رغبته في مساعدة سكان قطاع غزة قدر الإمكان خلال الحرب الأخيرة.
لكن الملك عبد الله يدرك جيدًا خطورة إعادة حمــــ اس إلى الأردن، خاصة في ظل الموقف الأمريكي لحكومة بايدن التي تعتبر حمـــــ اس منظمة "إرهابية"، وموقف السلطة التي تنظر إلى حمــــ اس على أنها منظمة تسعى للإطاحة بحكم محمود عباس والسيطرة على الضفة الغربية، وموقف "إسرائيل" التي تعتبرها فرعًا لإيران.
بعد فشل الموساد الإسرائيلي عام 1996 في محاولته لاغتيال زعيم حمـــ اس خالد مشعل في الأردن، اتخذ الملك عبد الله قرارًا استراتيجيًا في عام 1998 بإغلاق مكاتب حمـــــ اس في الأردن، في ضوء معلومات استخبارية أردنية عن أنشطة للتنظيم داخل المملكة.، وترحيل 5 من قادة التنظيم إلى الدوحة في قطر التي توفر المأوى لجميع قادة التنظيمات السنية في الشرق الأوسط.
استمر الخلاف بين الأردن وحركة حمــــ اس حتى عام 2012، بعد وصول الإخــــ وان المسلمين إلى السلطة في مصر وانتخاب ممثلها محمد مرسي رئيساً، وبذلك أنهت محاولة إعادة العلاقات مع دولتهم السابقة.
يحافظ قادة حمــــ اس على احترام الملك عبد الله ولا يترددوا في التقرب من النظام الملكي الهاشمي، بعد جولة القتال الاخيرة، تعزز مكانة حمــــاس كعامل إقليمي مهم وتحاول مرة أخرى استكشاف إمكانية إعادة تأسيس نفسها في الأراضي الأردنية.
لكن العاهل الأردني حذر للغاية، قبل بضعة أشهر فقط، تمكنت المخابرات الأردنية من إحباط اتصال الأخ غير الشقيق للأمير حمزة للملك للتعاون والمشاركة بعض زعماء القبائل البدوية وشخصيتين أردنيتين بارزتين مرتبطتين بالسعودية، لزعزعة استقرار النظام الأردني.
بما أن الملك عبد الله يعاني من نوع من الصدمة حول أي شيء يمكن أن يقوض استقرار حكمه، فمن المقدر في الأردن أن الملك سيجد أفضل طريقة لرفض مغازلة قيادة حمـــــ اس بعده بأدب.
يبدو أن الموقف الأردني التقليدي لن يتغير، ولا ينبغي السماح لحمـــــ اس بأي نشاط سياسي من أي نوع على الأراضي الأردنية ولا التواجد الفعلي للمكاتب أو المقرات.
