يحيى السنوار يهدد بالتصعيد خلال الأعياد

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات


*ملاحظة: المقال يعبر عن رأي الكاتب فقط.



يحيى السنوار، القيادي في حمــــ اس في قطاع غزة، يهدد مجددًا بشن حرب على "إسرائيل" من قطاع غزة؛ حيث خرج في الأسابيع الأخيرة وأدلى بتصريح في 2 أيلول / سبتمبر لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، التي تعتبر منبرا لحمـــــ اس وحــــ زب الله، والموجهة ضد "إسرائيل". 
يدرك السنوار جيداً أن أجهزة المخابرات والإعلام في "إسرائيل" تتابع المنشورات على موقع الصحيفة وتستخدمها لإيصال الرسائل إلى "إسرائيل".

كرر السنوار مناورته عشية جولة القتال الأخيرة وأرسل مرة أخرى تهديدًا باسم محمد ضيف، رئيس أركان حمـــ اس والمطلوب الأول لـ"إسرائيل".


كانت رسالة السنوار قصيرة:-

"محمد الضيف لديه ما يقوله في الحرب المقبلة، قطاع غزة جاهز لمواجهة عسكرية أخرى وستكون في اللحظة الأخيرة إذا فشلت كل الجهود التي نبذلها الآن".


الاستخدام المتكرر لاسم محمد ضيف والتهديد بشن حرب جديدة يهدف إلى التوضيح لـ"إسرائيل" أن حمــــ اس جادة بشأن تهديداتها، ومحمد ضيف معروف بأنه رجل خطير يحافظ على كلمته ولا يخشى مواجهة عسكرية جديدة مع "إسرائيل" التي تمكنت خلال جولة القتال الأخيرة من اغتيال بعض من كبار مساعديه، لكنها فشلت في محاولة إيذائه ويحيى السنوار.


جاء بيان يحيى السنوار بعد وقت قصير من الاجتماع الثلاثي بين الرئيس المصري السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والذي تناول تشكيل موقف موحد بشأن تجديد العملية السياسية وإعادة إعمار قطاع غزة.

قال متحدث باسم الرئاسة المصرية في نهاية الأسبوع أنه في الأيام المقبلة، ستبدأ أعمال البناء في قطاع غزة بعد استكمال أعمال الهدم للمنازل التي دمرت في الحرب.

تصريحات يحيى السنوار ورسائله لـ"إسرائيل" مدروسة جيداً، ويشير السنوار إلى أن منظمته لن تتنازل عن مطلب إعادة الوضع في قطاع غزة إلى حالته السابقة، بما في ذلك قضية جلب الأموال القطرية، إلى الوضع في مايو الماضي جولة القتال الأخيرة في غزة.

استراتيجيته هي استراتيجية "السير حتى النهاية"؛ بسبب تآكل إنجازات منظمته في الحرب الأخيرة وتدهور الوضع الاقتصادي والإنساني في قطاع غزة.

يتواصل النشاط الشعبي الفلسطيني على حدود قطاع غزة مع "إسرائيل" بشكل مكثف دون أن تظهر مؤشرات على أنه سيتم إيقافه قريباً على الرغم من سلسلة التسهيلات التي أعلنتها "إسرائيل" في قطاع غزة، بما في ذلك بدء إدخال مواد البناء (الأسمنت والحديد، إلخ. ) للقطاع الخاص.

وأرسلت حمـــــ اس، الليلة الماضية، بالونات تحذيرية خالية من المواد الحارقة والمتفجرات إلى غلاف غزة، وقالت مصادر في حمـــ اس، إن عمليات إطلاق البالونات الحارقة ستستأنف هذا الأسبوع بالتوازي مع نشاط وحدات "الارباك الليلي" على السياج الحدودي.

وتنوي حمــــ اس تصعيد الموقف على الحدود خلال الأعياد لإجبار "إسرائيل" على الانصياع لمطالبها.

تتجاهل حمــــ اس جهود المخابرات المصرية لتحقيق الهدوء، وتحافظ "إسرائيل" على ضبط النفس وتواصل التسهيلات لسكان غزة قبل الاجتماع المرتقب في شرم الشيخ بين رئيس الوزراء بينيت والرئيس السيسي، ولإظهار ذلك لإدارة بايدن أنها تبذل قصارى جهدها لمنع التصعيد على حدود غزة.

قام الجيش الإسرائيلي بتفريق المتظاهرين عبر الحدود باستخدام الطائرات المسيرة والغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية، واستشهــــ د أحمد صالح البالغ من العمر 26 عامًا من مخيم جباليا للاجئين في مظاهرات في نهاية الأسبوع.

وأوضح المتحدث باسم حمـــــ اس، عبد اللطيف قانوع، استراتيجية الحركة في 3 سبتمبر / أيلول:-


"الشعب الفلسطيني مصمم على كسر الحصار عن القطاع، ولن نتلقى تسهيلات تدريجية من إسرائيل"، وأعمال كسر الحصار مستمرة بشتى الوسائل طالما لم يكن هناك اختراق واسع فيما يتعلق بالقطاع".


في أعقاب الحرب الأخيرة، تستمد حمــــ اس التشجيع من نجاحاتها العسكرية، وتستغل حقيقة أن الإدارة الأمريكية تتغير وتشكل حكومة جديدة في "إسرائيل"، يداها مقيدتان بسبب موقعها الائتلافي الهش، وتتحرك نحو سياسة قوية إعطاء إنذار لـ"إسرائيل"، تشير التطورات الأخيرة على حدود غزة، بما في ذلك مقتل الجندي من حرس الحدود بارئيل شمولي، إلى تآكل كبير في الردع الإسرائيلي والحاجة إلى التعافي السريع.

وتقول مصادر في حمــــ اس إن "إسرائيل" لا تفهم إلا لغة القوة، ويحيى السنوار يفهم المجتمع والسياسة في "إسرائيل" جيداً وبالتالي فهو يتبع هذا الخط".

يأخذ قطاع غزة بالقوة التسهيلات الإسرائيلية التي سحبت منه بعد جولة القتال الأخيرة، في معادلة أعلنها وزير الدفاع بني غانتس بأنه لن يكون هناك إعادة إعمار للقطاع دون عودة الأسرى الإسرائيليين الأربعة والمفقودين من حمـــ اس.
 بدأت "إسرائيل" تدريجياً في ادخال معظم الضائع إلى قطاع غزة، وقد وصل المبعوث القطري محمد العمادي إلى قطاع غزة قبل توزيع المنحة القطرية، لكن نشب خلاف بالفعل بعد اعتراض حمـــ اس على تدخل جهاز الأمن العام في قائمة العائلات التي تتلقى أموال قطرية وحذف عدة آلاف من الأسماء يعتقد انها لها صلة بحركة حمـــ اس، تمت زيادة مساحة الصيد إلى 15 ميلاً، وزاد عدد عمال غزة العاملين في "إسرائيل" إلى 7000 عامل، كما تمت زيادة حصة المياه التي يحصل عليها قطاع غزة من "إسرائيل".


تحاول "إسرائيل" شراء الهدوء على حدود غزة من خلال التسهيلات بينما تتواصل المحادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حمـــ اس، لكن بحسب مسؤول حمـــ اس البارز صالح العاروري، لا يزالون في طريق مسدود.


الأولوية الأمنية القصوى لـ"إسرائيل" الآن هي التركيز على الخطر الإيراني، لذلك فهي تحتوي الوضع على حدود غزة، سواء قبل اجتماع رئيس الوزراء بينيت مع الرئيس المصري السيسي قريبًا في شرم الشيخ والحفاظ على التنسيق مع إدارة بايدن، من دون فتح جبهة على الحدود الجنوبية، يعرف يحيى السنوار ذلك ويستغلها لاحتياجاته.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023