خلافًا للسياسات: تم نقل زكريا الزبيدي إلى غرفة مع خمسة أسرى من الجهاد الإسلامي بناء على طلبه


معــاريــف

تــال ليــف رام

ترجمة حضارات


كان الأمر متوقعاً: هرب ستة معتقلين أمنيين من حركة الجهاد الإسلامي، من بينهم زكريا زبيدي، في منتصف الليل من سجن جلبوع في الشمال.

تمكن الستة من التسلل عبر نفق حفر وامتد خارج جدران السجن، وهو أحد أكثر السجون أمناً في إسرائيل، وتمكنوا من الهروب.


علمت "معاريف" صباح اليوم، أنه قبل سبع سنوات، قام أسرى الجهاد الإسلامي الذين كانوا يقضون عقوبة السجن بحفر نفقًا تحت المرحاض في نفس القسم، إلا أنه تم اكتشافه وتم إيقاف أعمال الحفر فيه في مرحلة مبكرة، ثم تم فحص الموضوع واستخلاص العبر، و غير الإجراءات الأمنية، تلقت مصلحة السجون مقترحات لتركيب نظام كشف بسيط في زنازين الاحتجاز، ولكن على مر السنين تم نسيان المناقشات وعادت الحوادث المؤسفة.


ادعى مسؤولون سابقون في مصلحة السجون أن السجن كان به نظام لحجب الاتصالات الخلوية (الهواتف المحمولة) تكلفته الملايين قبل أكثر من عام، إلا أن النظام لم يتم تفعيله، حسب قولهم، في ظل الخوف من أن يتسبب ذلك في أعمال شغب داخل السجن.

 كما يزعم المسؤولون أن ثلاثة من السجناء الهاربين وُصفوا بأنهم " خطرون جداً للهروب " وكان لا بد من عزلهم، وهو إجراء لم يتم تنفيذه على الأرض في نهاية المطاف.


علمت معاريف كذلك أنه حتى في سجن شطة القريب، كانت هناك محاولة في السنوات الأخيرة لتجهيز نفق هروب، قبل نحو عام ونصف، استكملت إدارة السجن تجهيز قسم أمني خاص بميزانية ضخمة تقدر بعشرات الملايين من الشواقل، هذا قسم غني بالتكنولوجيات المتقدمة، ونظام تمويه خلوي خاص والمزيد.


كان الجمهور المستهدف هو النواة الصلبة للسجناء الأمنيين، ومنهم حماس والجهاد الإسلامي والقيادات "الثقيلة" ممن يوجهون السجناء وأصحاب القرار. كانت الفكرة هي عزلهم عن سجن جلبوع والسجون الأخرى في جميع أنحاء البلاد، ونُقل زكريا زبيدي، الذي فر من جلبوع الليلة الماضية، إلى القسم المذكور في شطة، ولكن بعد أن تولى المفوض الجديد منصبه، تم حل الجناح الخاص و عاد كل شيء إلى سابق عهده.


وقد أعيد الأسرى الأمنيون، وهم نفس القيادات الثقيلة من سجن جلبوع، إليه، وتم تفريق الباقين إلى مراكز احتجاز أخرى، الإجراء المتبع في السجون الأمنية هو نقل جميع نزلاء الجناح مرة كل ستة أشهر إلى جناح آخر، في ظل عمليات الحفر السابقة التي جرت في شطة وجلبوع.


الزبيدي، الذي لا يُعرف بأنه عضو في حركة الجهاد الإسلامي، كان هو من أراد الانتقال إلى غرفة تضم خمسة من التنظيم، في حين أن سياسة مصلحة السجون عادة أن لا تخلط بين التنظيمات، لم يشغل هذا الأمر الضوء الأحمر لأي شخص، على الرغم من حفر نفق سابقًا في نفس الجناح.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023