حمـــاس تريد الهاربين الستة

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم

ملاحظة: المقال يعبر عن رأي الكاتب فقط

تريد حمـــاس الهاربين الستة 


أظهر استطلاع للرأي نشره مركز الدراسات السياسية في رام الله أمس (الثلاثاء) في الأراضي المحتلة ، أن 81٪ من الفلسطينيين يعتقدون أن حمــــ اس ستنجح قريباً في عقد صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع "إسرائيل". 
ومع ذلك، فإن التقييم في نظام الدفاع الإسرائيلي مختلف، لا يوجد اختراق في المفاوضات غير المباشرة مع حمـــ اس.

 لا يزال الطريق إلى اتفاق جديد طويلًا ، على الرغم من أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت أثار القضية خلال اجتماعه في شرم الشيخ مع الرئيس المصري السيسي.

قضية هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع واعتقالهم بسرعة من قبل الجيش الإسرائيلي، لن تؤدي إلا إلى تعقيد الاتصالات غير المباشرة بين "إسرائيل" وحمـــاس، من خلال المخابرات المصرية، من أجل الوصول إلى صفقة تبادل أسرى جديدة يتم في اطارها استعادة الأسرى الإسرائيليون المأسورين لدى حمــــاس .

تعهدت حمـــ اس علنا   بإطلاق سراح الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع كجزء من صفقة تبادل الأسرى القادمة مع "إسرائيل". 

هؤلاء ستة "قتلة خطرين" لا تستطيع "إسرائيل" الموافقة على إطلاق سراحهم. مثل هذا الإفراج سيبعث برسالة إلى سكان الضفة الغربية بأن "إسرائيل" قد استسلمت للـ"إرهاب" وسيزيد من تمجيد أسطورة النضال والمقـــــاومة التي كان نظام الدعاية الفلسطينية يبنيها حول الأسرى الستة.

تلزم حمـــ اس نفسها وتهيئ الأرضية لمطالبة "إسرائيل" بالإفراج عن الأسرى الستة. 

المفاوضات معقدة وصعبة على أي حال ، وهي الآن مهيأة لأن تصبح أكثر صعوبة بسبب مطلب حمــــاس الجديد.

كما ذكرنا، حتى الآن لم تحدث انفراجة في المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى جديدة، ويبدو أن زعيم حمـــ اس يحيى السنوار يعمل على إطلاق سراح 1111 أسيراً، في صفقة تبادل أكبر من صفقة "شاليط" مقابل صفقة تبادل الأسرى الأربعة الإسرائيليين الذين بيديه، وهناك يحاول توجيه المفاوضات.

في 31 مايو من هذا العام، بعد اجتماع في مدينة غزة مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، قال يحيى السنوار إن قضية تبادل الأسرى لا تتعلق برفع الحصار والعقوبات المفروضة على البناء في قطاع غزة. 

ولفت السنوار إلى أن "المساران لا يتعارضان في نفس الوقت بغض النظر عن العلاقة بينهما"، مؤكدا أن حمـــ اس مستعدة لمفاوضات فورية "اكتبوا الرقم 1111. في وقت لاحق سوف تفهم ما يعنيه ذلك ".


وبالفعل، فقد تراجعت "إسرائيل" بشرط أن تربط إعادة إعمار قطاع غزة على عودة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين الأربعة من أسر حمـــ اس. 

قبل نحو أسبوعين، وافقت على إدخال كميات كبيرة من الإسمنت والحديد للبناء، على الرغم من التقديرات الاستخباراتية بأن بعض هذه المعدات ستصل إلى الجناح العسكري لحركة حمــــ اس وتستخدم لإعادة تأهيل مجموعة الأنفاق التي تضررت خلال جولة القتال الأخيرة.


وضعت حمــــ اس "خارطة طريق" للاتفاق

كشفت صحيفة حمـــ اس في 20 سبتمبر من مصادر حمـــ اس أن حمـــ اس وضعت "خارطة طريق" لصفقة تبادل الأسرى التي تحاول إملائها على "إسرائيل". 

وتم نقل خارطة الطريق إلى المخابرات المصرية التي تعتبر الوسيط الرئيسي في قضية الأسرى والمفقودين.

 يعرض المخطط الذي وضعته قيادة حمـــ اس لإسرائيل تنفيذ صفقة التبادل في خيارين:-

1 . صفقة تبادل أسرى واسعة النطاق ستفرج بموجبها "إسرائيل" عن عشرات من أسرى "صفقة شليط"، الذين اعتقلوا. 

كما سيتم إطلاق سراح النساء والقصر والأسرى المرضى. كما سيتم إطلاق سراح عدة مئات من الأسرى "الملطخة أيديهم بالدماء".


2 . صفقة تبادل أسرى على مرحلتين كما في صفقة شاليط عام 2011.
 أولاً، إطلاق سراح أسرى صفقة شاليط، نساء وقصر ومرضى، ومقابل هذا الإفراج ستتلقى "إسرائيل" معلومات دقيقة عن مصير الأربعة أسرى والمفقودون الإسرائيليون. في المرحلة الثانية، سيتم إطلاق سراح آلاف الأسرى مقابل عودة الأربعة.

ورفضت حمـــ اس مطلب "إسرائيل" بفصل المفاوضات وفصل المفاوضات بشأن جثتي الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول عن مفاوضات الإفراج عن أبرا منغيستو وهشام السيد اللذين ما زالا على قيد الحياة.

وقال زاهر جبارين، عضو المكتب السياسي لحركة حمـــ اس، إن حركته زودت الوسطاء بـ "خارطة طريق" واضحة لإتمام صفقة التبادل، وأكد أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي.  

وبحسب جبارين، فإن "قيادة حمـــ اس تتابع قضية الأسرى منذ سنوات، والذراع العسكري للحركة يوليها اهتماما خاصا، وهي أولوية قصوى".  

وأشار إلى أن "إسرائيل" حاولت أكثر من مرة بعد الحرب الأخيرة في قطاع غزة جعل إعادة إعمار القطاع مشروطة بعودة الأسرى والمفقودين الأربعة، لكنها باءت بالفشل".

لا تزال الفجوات في مواقف "إسرائيل" وحمـــ اس كما هي على الرغم من جولة القتال الأخيرة. كل جانب تمسك بمواقفه. 

"إسرائيل" ليست مستعدة لإطلاق رموز  مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبد الله البرغوثي. 

حكومة بينيت، مثل سابقتها، لم تنفذ توصيات مجلس الوزراء الأمني   بالضغط على حمـــ اس بخصوص الأسرى المفقودين، ولم تتبنى استنتاجات لجنة شمغار.

في هذا الوضع، عندما تعمل حكومة بينيت - لابيد - غانتس على المخطط الأمريكي المصري لاحتواء الوضع على حدود قطاع غزة وتجنب المواجهة العسكرية، فإن فرص إتمام صفقة تبادل الأسرى في القريب العاجل ضئيلة.

 حمـــ اس تتحلى بالصبر وهي واثقة من أنها ستكون قادرة على إملاء شروط الصفقة على "إسرائيل"، إنها مسألة وقت فقط.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023