مروان البرغوثي يتحدى السلطة من سجنه

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات



القائد في حركة فتح مروان البرغوثي, المهندس للانتفاضة الثانية، الذي حُكم عليه بخمسة أحكام بالسجن المؤبد لقتل مدنيين إسرائيليين، يتحدى السلطة الفلسطينية من السجن الإسرائيلي،  بقيادة منافسه اللدود محمود عباس، ويقول إنها على وشك الانهيار و"إسرائيل" تقوى عسكريا وتشكل تحالفات جديدة.

وتأتي تصريحاته في الوقت الذي يحتفل فيه الفلسطينيون بمرور 21 عاما على الانتفاضة الثانية.

لم يتضح كيف سمحت مصلحة السجون الإسرائيلية لما قاله مروان البرغوثي داخل السجن الإسرائيلي بالخروج ونشره على المواقع الفلسطينية، خاصة بعد اعتقال الأسرى الستة الذين هربوا من سجن جلبوع. 
على أية حال، بحسب مصادر فلسطينية، جاءت تصريحات مروان البرغوثي خلال ندوة أقيمت داخل السجن نظمها معهد الأبحاث الفلسطيني تحت عنوان "ندوة حركة الأسرى" ووصلت إلى وسائل الإعلام الفلسطينية.


فيما يلي أهم نقاط تصريحات مروان البرغوثي:-


 أصبحت السلطة الفلسطينية سلطة بدون سلطة وإمبريالية بلا ثمن.

مشروع الإمبريالية (إسرائيل) بكل شهادته وأحزابه وتياراته السياسية لا يقبل بالحد الأدنى منه، والتيار السائد في منظمة التحرير الفلسطينية يتفق على أساس التسوية.

لكن بعد عقود من المفاوضات ومحاولات التوصل إلى اتفاق، فشل "المشروع الأجنبي" فشلا ذريعا.


 النظام السياسي الفلسطيني الذي تشكل في السنوات الأخيرة على وشك الانهيار، وفشلت كل مكوناته.


 الفلسطينيون مستمرون في مقــــ اومة (إسرائيل) ولا يتراجعون، رغم التطهير العرقي والمجازر والقتل والاعتقالات والتعذيب والترحيل والتجويع والحصار، فهم لا يتخلون عن الحرية وحق العودة والاستقلال.


وصلت قدرات "إسرائيل" العسكرية إلى مرحلة غير مسبوقة، و"إسرائيل" لديها قدرات عسكرية لا تقل عن القدرات العسكرية لبريطانيا وفرنسا، وتواصل "إسرائيل" بناء تحالف غير مسبوق في التاريخ الحديث مع الولايات المتحدة ومع روسيا والصين والهند.


 كشفت الحرب الأخيرة في قطاع غزة عن فشل النظام السياسي الفلسطيني وضعفه، وأكدت أن الفلسطينيين بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إقامة نظام سياسي جديد، والعودة إلى الشعب وإجراء انتخابات عامة على 3 مراحل، البديل عن هذا هو الأسوأ.


 دعوة للمقــــ اومة الشاملة ضد "المشروع الصهـــــ يوني"، أثبتت الحرب الأخيرة في قطاع غزة أن الشعب الفلسطيني لديه "مخزون من النضال" لا ينضب.


يعود مروان البرغوثي إلى واجهة الساحة السياسية الفلسطينية في ظل أوضاع السلطة الفلسطينية الصعبة وضعف موقفها في الشارع الفلسطيني، وقبل احتمال عقد صفقة تبادل أسرى بين "إسرائيل" وحمــــ اس، البرغوثي لديه وعد من حركة حمــــ اس بأنها ستطالب بالإفراج عنه كجزء من الصفقة بعد أن نسف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إطلاق سراحه كجزء من "صفقة شاليط" في عام 2011.


وبحسب مصادر فتح، عمل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورفاقه ماجد فرج وحسين الشيخ خلال العام الماضي لصالح الشاباك الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية لمنع الإفراج عن مروان البرغوثي في ​​إطار صفقة تبادل الأسرى الجديدة بين "إسرائيل" وحمــــ اس على أساس أنه يخطط للإضرار بالتعاون الأمني ​​بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية.


قبل بضعة أشهر ألغى رئيس السلطة الفلسطينية الانتخابات البرلمانية والرئاسية خشية أن تخسر حركة فتح أمام حمــــ اس في الانتخابات النيابية وأن يخسر هو نفسه أمام مروان البرغوثي في ​​الانتخابات الرئاسية، والسبب الرسمي هو أن "إسرائيل" لا تسمح لسكان القدس الشرقية بالمشاركة.


غير أن رئيس السلطة امتنع عن طرد مروان البرغوثي من حركة فتح كما فعل مع الدكتور ناصر القدوة الذي قرر الترشح لقائمة مستقلة في الانتخابات النيابية، خشي رد فعل غاضب من الشارع الفلسطيني، وشعبية البرغوثي على الشارع الفلسطيني أعلى بكثير من محمود عباس.

ويعتبر البرغوثي "بطلا قوميا" في الضفة الغربية ولقب "الفلسطيني نيلسون مانديلا". بالنسبة للعديد من الفلسطينيين، يرمز البرغوثي إلى الروح الحقيقية لحركة فتح، وهي "الأيدي النظيفة"، بينما ينظر الكثيرون إلى محمود عباس في الشارع الفلسطيني على أنه رمز للفساد والاستسلام لإملاءات "إسرائيل" والولايات المتحدة.


فتح والسلطة الفلسطينية في وضع صعب سياسيًا وفي الرأي العام، أصبحت مكانة حمــــ اس والجهــــ اد الإسلامي قوية جدًا في الشارع الفلسطيني، ومروان البرغوثي يحاول مرة أخرى وضع نفسه في مكانة مستحقة لخلافة محمود عباس، حسب تقديرات مساعديه أنه لم يتفوه بعد بكلته الأخيرة عن وريث عباس في فتح وسيسمع منه المزيد قريباً.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023