أثارتْ إطلالة الأستاذ أبو العبد هنية في كلمته ورسالته ليلة العيد، والتي وجه فيها مشكورًا -كعادته- في المبادرة والتواصل مع الأسرى، وأبناء الشعب الفلسطيني التهنئةَ والتبريكات، بمناسبة عيد الفطر السعيد.
هذه المعايدة والتي افتتحها بقوله: "إنه العيد الأول لي خارج الوطن العزيز" افتتاحيته أثارت شجونًا لدى الأسرى، الذين يكنّون كل الحب والتقدير لشخص ومواقف القائد أبو العبد هنية.
هذه المشاعر الصادقة لامست قلوب الأسرى وفي نفس الوقت قلبّت المواجع وفتحت الجرّاح، وأعادت الذكريات والحنين للأهل والأحبة؛ فالفراق والبعد عن الأهل والوطن موجعٌ للقلب، ومحزنٌ للنفس، كيف لا! والعيد والوطن صنوان يسقى بماءٍ واحدٍ.
هذا شعور وحال من فارق الأهل والديار لعيدٍ واحد! فكيف لمن له ربع قرن من الزمان داخل الأسر في السجون الإسرائيلية، وللأعياد والأفراح والمناسبات مفارق، فماذا يعني ربع قرن من الأسر بلغة الأرقام؟
ربع قرن في لغة الأرقام تعني 25 شهر رمضان أي 750 يوم إفطارٍ بعيدًا عن الأم والأب والزوجة والأهل والديار، وتعني 25 عيد فطرٍ سعيدٍ؛ أي 75 يوم عيد فطر سعيد بعيدًا عن الأهل والديار، وتعني 25 عيد أضحى أي 155 يوم عيد أضحى بعيدًا عن الأهل والوطن. ربع قرن في لغة الأرقام تعني 25 ذكرى عيد زواج، و25 ذكرى عيد ميلاد للزوجة، و25 ذكرى عيد ميلاد للابن، وتعني 25 عام شوق وحنين للقدس والأقصى.
ربع قرن في لغة الأرقام تعني (25) سنة اعتزاز واحتساب. ربع قرن في لغة الأرقام تعني (300) شهر عجاف وامتحان. ربع قرن في لغة الأرقام تعني ( 9000) يوم صبر وابتلاء وفقدان الاهل والأحباب ربع قرن في لغة الأرقام تعني (216000) ساعة صبر ورباط. ربع قرن في لغة الأرقام تعني (12960000) دقيقة قهر وعذاب. ربع قرن في لغة الأرقام تعني (777600000) ثانية انتظار الفرج. ربع قرن في لغة الأرقام تعني ملايين الدموع والأحزان والحسرات والآهات والعذابات والآلام والبعد والمعاناة للزوجة والابن، وليل ليس له صباح. ربع قرن في لغة الأرقام تعني لهفة اللقاء بعد طول انتظار.