تهدئة في قطاع غزة وتصعيد في الضفة الغربية

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

تهدئة في قطاع غزة وتصعيد في الضفة الغربية


وصل وفد كبير من حمــــ اس إلى القاهرة بدعوة من المخابرات المصرية لإجراء محادثات حول قضايا رئيسية مثل تثبيت التهدئة وإعادة إعمار قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى مع "إسرائيل"، وكذلك عقد الاجتماع الأول للمكتب السياسي الجديد بمشاركة 19 شخصا.

انتهت عملية الانتخابات الداخلية في حمـــ اس وتم اختيار الشخصيات المألوفة: إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي، وخالد مشعل رئيسا لحركة حمــــاس في الخارج، وصالح العاروري نائبا لرئيس المكتب وقيادي حمـــ اس في الضفة الغربية. ويحيى السنوار قائد حمـــاس في قطاع غزة، وستعقد حمـــ اس سلسلة لقاءات مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل.

أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية في 4 أكتوبر من مصادر في حمـــ اس أن مصر تجري مفاوضات مع حمـــ اس بالتنسيق مع إدارة بايدن من أجل تثبيت وقف إطلاق النار مع "إسرائيل" بعد جولة القتال الأخيرة.

تضع الإدارة الأمريكية هذا كشرط أول لإعادة إعمار القطاع وتحسين الاقتصاد والظروف المعيشية لسكان غزة.

ربما هذا ما جاء في لقاء الرئيس المصري السيسي ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، يبذل مستشار الأمن القومي الأمريكي، الرئيس المصري، جهودًا جبارة منذ انتهاء جولة القتال الأخيرة لتحقيق الاستقرار في الوضع الأمني على حدود غزة بناءً على طلب شخصي من الرئيس بايدن وقبل زيارة السيسي للبيت الأبيض. وادعى حازم قاسم، المتحدث باسم حمـــاس في قطاع غزة، أن مباحثات وفد حمـــ اس في القاهرة تركزت على العلاقات الثنائية مع مصر، وتحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، وتخفيف الحصار الإسرائيلي، وإعادة إعمار القطاع.

بالتوازي مع زيارة وفد حمـــ اس، الذي جاء معظمه من قطاع غزة، يقوم وفد من رجال الأعمال الفلسطينيين من قطاع غزة بزيارة القاهرة في إطار زيارة مخطط لها مسبقًا، والتي تم تأجيلها بسبب انتخابات اتحاد المقاولين الفلسطينيين.

ويضم الوفد 15 شخصية من مختلف القطاعات سيلتقون مع المسؤولين عن حقيبة إعادة الإعمار وممثلين عن الحقيبة الفلسطينية في المخابرات المصرية. وسيناقش بعض أعضاء الوفد القضايا المتعلقة بالسلع المسموح بدخولها إلى غزة، وزيادة التجارة، بما في ذلك الصادرات من قطاع غزة إلى مصر، فضلاً عن القضايا الاقتصادية التي تهدف إلى تحسين حياة سكان غزة.


استراتيجية حمــــاس

زيارة وفد حماس للقاهرة في غاية الأهمية بالنسبة لاستمرار الهدوء في قطاع غزة ومصير صفقة تبادل الأسرى مع "إسرائيل"، وتقدر مصادر في قطاع غزة أن استدعاء المكتب السياسي لحمـــ اس بالكامل إلى القاهرة يشير إلى أن المخابرات المصرية ستقدم لقيادة حمـــ اس مقترحات مهمة وتطالب بإجابات فورية حتى يمكن المضي في المحادثات مع "إسرائيل".

تأتي زيارة وفد حمـــ اس إلى القاهرة في وقت كانت حدود غزة مع "إسرائيل" هادئة نسبيًا منذ عدة أيام، وضبطت حمــــ اس ردة الفعل على استشهــــاد ثلاثة فلسطينيين الأسبوع الماضي ومنعت حركة الجهـــــاد الإسلامي من الرد عسكريا على "إسرائيل" حتى لا تفسد الزيارة لمصر.

من ناحية أخرى، تواصل حمـــ اس جهودها الكبيرة لإخراج عمليات قتل واختطاف إسرائيليين من الضفة الغربية.

تستمر العملية الكبيرة للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام لكشف البنية التحتية الكبيرة لحمـــ اس في الضفة الغربية.

حمــــاس تلعب لعبة مزدوجة ضد لاعبين إقليميين ودوليين، فمن جهة تقدم نفسها على أنها تريد العودة إلى التهدئة، والحصول على المنحة القطرية الشهرية، وإعادة إعمار القطاع من أضرار جولة القتال الأخيرة، ولكن على من ناحية أخرى، فهي تحاول إشعال الضفة الغربية بإنشاء بنية تحتية عسكرية لتنفيذ هجمات ضد "إسرائيل" وزعزعة حكم محمود عباس.

تعمل حمـــاس على تحويل أراضي السلطة الفلسطينية إلى ساحة قتال لمنع أي دخول للجيش الإسرائيلي إلى المدن والقرى في المنطقة "أ" ولخلق وضع يواجه فيه أي دخول من هذا القبيل مقــــاومة فلسطينية بالنيران الحية، لذا فهي تضخ الأموال الى عناصرها من أجل شراء المزيد من الأسلحة وتجنيد نشطاء جدد في جميع أنحاء الضفة الغربية. وقال حسام بدران، القيادي في حمـــاس، مطلع الأسبوع الماضي، إن "الضفة الغربية تتجه نحو مواجهة شاملة مع الاحتـــلال ولديها ما يكفي من المقاتلين رغم التنسيق الأمني   وملاحقة الاحتــــلال".

أفادت مصادر أمنية في "إسرائيل" أن عناصر البنية التحتية التابعة لحمـــــ اس الذين تم اعتقالهم وبعضهم استشهــــاد على يد الجيش الإسرائيلي والشاباك، خططوا لتنفيذ سلسلة من العمليات  وعمليات الخطف للإسرائيليين في وسط البلاد، في القدس ومدن أخرى. 

وكشف جهاز الأمن العام عن كمية كبيرة من المتفجرات مخبأة في بئر ماء بالقرية في يده حيث خطط عناصر البنية التحتية لتنفيذ عدة هجمات.

يبدو أن حمـــ اس تحاول مرة أخرى اختطاف مدنيين وجنود إسرائيليين من أجل تكديس المزيد من أوراق المساومة وتسريع المفاوضات بينها وبين "إسرائيل" بشأن صفقة جديدة لتبادل الأسرى.

صفقة تبادل الأسرى

صفقة تبادل الأسرى الجديدة بين "إسرائيل" وحمـــ اس عنصر مهم في استقرار التهدئة، على الرغم من المنشورات المختلفة في وسائل الإعلام العربية، إلا أن هذه القضية ما زالت عالقة.

نفى زاهر جبارين، نائب رئيس حركة حمــــ اس في الضفة الغربية والمسؤول عن ملف الأسرى  الإسرائيليين لدى حمــــ اس، ونفى التقرير الذي أذاعته قناة العربية في 3 تشرين الأول (أكتوبر)، بأن هناك انفراجة قد تحققت في الاتصالات لصفقة تبادل أسرى جديدة بين "إسرائيل" وحمـــ اس.

في مقابلة مع زاهر جبارين نهاية الأسبوع الماضي على موقع عرب 21 المحسوب على جماعة الإخـــ وان المسلمين، كشف عن أسماء العديد من الأسرى الذين تطالب بهم حمــــ اس من "إسرائيل" كجزء من صفقة تبادل الأسرى الجديدة. 

هذه أسماء إضافية لأسماء الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع والذي أعلن المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حمــــ اس، أبو عبيدة، قبل أسبوعين أن إطلاق سراحهم سيكون على رأس قائمة مطالب حمـــــ اس من "إسرائيل".


  • مروان البرغوثي: قيادي في حركة فتح ومهندس الانتفاضة الثانية، حكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بقتل مدنيين إسرائيليين.

كان من المفترض أن يُطلق سراحه في "صفقة شاليط" عام 2011 لكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أعاق إطلاق سراحه ووفقًا لمصادر فتح لا يزال يعمل على منع إطلاق سراحه كجزء من الصفقة الجديدة؛ لأنه يعتبر خصمه السياسي الأكبر الذي ينوي خوض الانتخابات الرئاسية.

  • أحمد سعدات: أمين عام الجبهة الشعبية في الأراضي المحتـــلة، في كانون الأول / ديسمبر 2008، حكمت عليه محكمة عسكرية إسرائيلية بالسجن 30 عامًا بسبب الأعمال التي قام بها والتخطيط لاغتيال الوزير رحبعام زئيفي.
  • عباس السيد: رئيس الجناح العسكري لحركة حمــــ اس في الضفة الغربية، الذي حكم عليه بالسجن المؤبد لقتل إسرائيليين، حيث خطط لمجزرة في فندق بارك في نتانيا ليلة عيد الفصح، وطالبت حمـــ اس بالإفراج عنه في "صفقة شليط" لكن "إسرائيل" عارضت بشدة. 
  • عبد الناصر عيسى: عضو بارز في الجناح العسكري لحركة حمـــاس في الضفة الغربية محكوم عليه بالسجن المؤبد لارتكابه عمليات ضد إسرائيليين، كان يعمل مع يحيى عياش "المهندس" الذي قتله جهاز الأمن العام.
  • عثمان بلال: عضو بارز في الجناح العسكري لحركة حمــــ اس في الضفة الغربية، والذي حُكم عليه بالسجن المؤبد لارتكابه هجمات على إسرائيليين، تم ترحيل شقيقه المحرر إلى تركيا في عام 2011 كجزء من "صفقة شاليط".
  • جمال أبو الهيجا: عضو بارز في الجناح العسكري لحركة حمــــ اس في الضفة الغربية من منطقة جنين، حكم عليه بالسجن المؤبد عدة مرات. ويعتبر خليفة قياديي حمـــ اس قيس عدوان وحسام بدران. 

وبحسب معلومات في أجهزة الأمن، فقد شارك هو ومساعده إسلام جرار في تخطيط وتنفيذ الهجوم على الحافلة عند مفرق ميرون، وكذلك في الهجوم على مطعم "ماتساح" في حيفا.

المسؤولون عن الاعتداء على مطعم سبارو في القدس وتفجير سيارة مفخخة في الخضيرة وعملية استشهــــ ادية في نهاريا.

  • محمد عرمان: القيادي البارز في الجناح العسكري لحركة حمـــ اس هو رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حمـــاس في السجون الإسرائيلية، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة طويلة لتورطه في إرسال استشهــــــاديين إلى "إسرائيل".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023