محمود عباس يهدد بمسدس فارغ من الرصاص

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجم حضارات


كان لدى كبار مسؤولي فتح الذين التقوا مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الأيام الأخيرة انطباع بأنه عاجز سياسياً في مواجهة رفض إدارة بايدن الضغط على "إسرائيل" لبحث حل الدولتين، وطرح الموضوع مرة أخرى في لقاء مع المبعوث الأمريكي هادي عمرو في المقاطعة برام الله تناول في الغالب موضوع تعزيز الاقتصاد الفلسطيني.

ومع ذلك، من المشكوك فيه بشدة أن هذا سيساعد، فقد قررت إدارة بايدن، في هذه المرحلة، الانخراط في إدارة الصراع مع التركيز على تحسين الاقتصاد الفلسطيني بدلاً من محاولة حل الصراع؛ بسبب محنته السياسية، بدأ رئيس السلطة الفلسطينية في تهديد "إسرائيل"، في اجتماع مع شخصيات من بيت لحم والخليل عقد في المقاطعة برام الله في 2 أكتوبر، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن حقيقة أن "إسرائيل" ترفض حل الدولتين أجبرت ان يذهب الفلسطينيون إلى خيارات أخرى: المطالبة بقبول قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة، كما يطلق عليه "قرار الجمعية العامة رقم 181"، أو "المطالبة بإقامة دولة ديمقراطية واحدة على أرض فلسطين التاريخية، تمارس فيها الحقوق السياسية والمدنية الكاملة للفلسطينيين وليس على أساس دولة واحدة تقوم على دعم الاحتـــ لال وفرض نظام الفصل العنصري. "

في الأسبوع الماضي، التقى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه مع مجموعة من الصحفيين من عرب "إسرائيل" وأخبرهم أن "إسرائيل" ليست معنية بحل الدولتين أو حل الدولة الواحدة. 
"إذا تم تنفيذ حل الدولتين، فسنعود قريبًا إلى الخانة الأولى التي كانت في عام 1948 وبعد ذلك ستكون هناك قيادة فلسطينية واحدة للشعب الفلسطيني من البحر إلى النهر".

وأضاف: "إسرائيل" ستموت ديموغرافيًا لأن التحدي البشري اليهودي في العالم أصبحت بالفعل سيفًا، والنضال من أجل فلسطين سيحسم بضربة تلو الأخرى، وليس ضربة واحدة، والديمغرافيا عنصر مهم في الصراع لذلك "إسرائيل" تحاول التخلص من غزة ودفعها نحو مصر ".

"لقد كنا بالفعل في هذا الفيلم، وهذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها محمود عباس هذه التهديدات، فهو يلوح بمسدس خالي من الرصاص، منظمة التحرير الفلسطينية استسلمت في عام 1993 عندما وقع اتفاقيات أوسلو بشأن خطة التقسيم لعام 1947 وقبلتها". 
حدود عام 1967، لا توجد إمكانية لإقامة "دولة واحدة" بسبب معارضة "إسرائيل" والانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة والخلافات الصعبة بين فتح وحمـــ اس.

تسيطر "إسرائيل" على الأمن في جميع مناطق الضفة الغربية، في ظل ما حدث في قطاع غزة بعد فك الارتباط، الذي استخدمته حمـــ اس عام 2007 لطرد السلطة الفلسطينية من كل قطاع غزة. 
لا توجد حكومة في "إسرائيل" ستوافق على الانسحاب في الضفة 
الغربية إلى الخطوط 67، ناهيك عن إخلاء المستوطنات، يوجد حاليًا حوالي 700 ألف إسرائيلي يعيشون عبر الخط الأخضر.

محمود عباس يحاول أن يعمي شعبه عندما يطرح هذه الأفكار التي من الواضح أنها غير قابلة للتطبيق وتخفي إخفاقاته السياسية، إن فترة ولايته كرئيس للسلطة الفلسطينية من عام 2005 حتى اليوم هي سلسلة متصلة من الإخفاقات السياسية بسبب تمسكه بـ "الخطوط الحمراء" لمنظمة التحرير الفلسطينية ومحاولته فرضها على "إسرائيل"، وليس لديه أي استعداد لتقديم تسوية تاريخية.

لا يصدق معظم الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وكذلك في الشتات الفلسطيني كلمة تخرج من فم محمود عباس، يُنظر إليه على أنه رمز للفساد ويتمسك بالكرسي لتحقيق مكاسب اقتصادية من أجله وابنائه.

إذا عامله شعبه بهذه الطريقة، فلماذا تأخذ "إسرائيل" تهديداته على محمل الجد؟..

تشير استطلاعات الرأي العام الفلسطيني إلى أن معظم الجمهور الفلسطيني يؤيد المقـــ اومة كوسيلة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وليس من خلال المفاوضات. 
عانى رئيس السلطة الفلسطينية مؤخرًا من بعض الضربات السياسية المهينة، ورفض الرئيس بايدن طلبه بالاجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورفض رئيس الوزراء نفتالي بينيت مقابلته وتجاهل القضية الفلسطينية في خطابه في الأمم المتحدة. 

إن وجود الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وأنشطة جهاز الأمن العام الوقائية هي التي تمنع حمـــ اس من الاستيلاء على أراضي السلطة الفلسطينية.

من بين جميع التهديدات التي أطلقها محمود عباس حتى الآن، هدد بإلغاء اتفاقيات أوسلو واعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بـ"إسرائيل"، وإنهاء التنسيق الأمني ​​مع جهاز الأمن العام والجيش الإسرائيلي، وإلغاء اتفاقيات باريس، والاستقالة من منصب رئيس السلطة الفلسطينية وغيرها، حديثه كالرمل بدون غطاء. 
لذلك يجب ألا تتأثر "إسرائيل" بتهديدات محمود عباس، فحتى حكومة بايدن تتفهم وضعه جيداً وترفض دعوته بالضغط على "إسرائيل"، من الأفضل لمحمود عباس أن يركز على ما تم الاتفاق عليه مع الإدارة حول تحسين الاقتصاد الفلسطيني بمساعدة "إسرائيل" بدلاً من توجيه تهديدات لا أهمية لها.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023