التقارب بين الأردن وسوريا

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات


الأردن يقترب من سوريا مرة أخرى، الأسبوع الماضي زار وفد من الحكومة السورية الأردن وبحث مع رئيس الوزراء الأردني بشار الخصاونة ووزرائه حول قضايا الاقتصاد والتجارة الخارجية والزراعة والمياه.
ذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) أن الرئيس السوري بشار الأسد اتصل بالملك عبد الله الثاني في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهي أول مكالمة هاتفية من نوعها منذ بدء الأزمة مع سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد في عام 2011.

وتناولت الدعوة "العلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون بينهما"، وشدد العاهل الأردني، بحسب البيان، على "دعم بلاده لجهود الحفاظ على سيادة سوريا واستقرارها وسلامة أراضيها".
وجاءت المكالمة الهاتفية بين الزعيمين تتويجا للتقارب بين سوريا والأردن، زارت الأردن في الأسابيع الأخيرة وفود أمنية واقتصادية رفيعة المستوى من بينها رئيس الأركان السوري علي أيوب بدعوة من الأردن لرئيس الأركان الأردني يوسف الحنطي.

ومن جملة ما تم الاتفاق على إعادة فتح معبر جابر - ناصيف الحدودي بين سوريا والأردن واستئناف الرحلات المباشرة بين مطار دمشق الدولي ومطار الملكة علياء في الأردن، حيث أغلق معبر جابر الحدودي من قبل الأردنيين منتصف عام 2015 بعد أن احتله مقاتلو المعارضة السورية، وأعيد فتحه في تشرين الأول 2018، لكنه أغلق مرة أخرى في أيلول 2020 بعد وباء كورونا.
وأعيد الأسبوع الماضي فتح أبوابه أمام حركة الأشخاص والبضائع.

إن التقارب الأردني شجع السوريين ويعتبرونه خطوة نحو عودة سوريا إلى الوطن العربي وجامعة الدول العربية.
 وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 قررت الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا إثر أعمال العنف في البلاد ودعت بشار الأسد الى الكف عن قتل المدنيين، كما قررت فرض عقوبات سياسية واقتصادية على حكومة الأسد.

قلق أردني من الأوضاع الأمنية في منطقة درعا

وكان العاهل الأردني الملك عبد الله يعمل في الأشهر الأخيرة على تنظيم العلاقات مع سوريا ويناقش الأمر خلال زيارته لواشنطن وموسكو بشكل أساسي؛ بسبب قلقه من الأوضاع الأمنية في جنوب سوريا بالقرب من الحدود مع الأردن.
 إن الوجود العسكري الإيراني في جنوب سوريا هو الذي يقلق ملك الأردن، حيث منطقة درعا على الحدود الشمالية للأردن وفيها قوات النظام السوري بشار الأسد ومليشيات محلية ومليشيات إيرانية.

الصراعات العنيفة في هذه المنطقة لا تتوقف، كان هذا هو السبب الرئيسي لزيارة رئيس الأركان السوري علي أيوب إلى الأردن ولقائه برئيس الأركان الأردني يوسف الحنطي. وناقشا ضرورة التنسيق للحفاظ على الحدود بين البلدين ومكافحة الإرهاب. 
ويبدو أن الأردن توصل إلى أنه يجب التعاون مع النظام السوري بشأن الوضع الأمني​​، خاصة في جنوب سوريا على حدوده الشمالية خوفًا من وجود ميليشيات إيرانية على الحدود معه.

كما ذكرنا، زار الملك عبد الله روسيا في آب الماضي والتقى بالرئيس بوتين، وأعرب عن قلقه من وجود الميليشيات الإيرانية بالقرب من الحدود الأردنية السورية، وأبدى بوتين تفهماً ونصحه ببحث الموضوع مع الرئيس بشار الأسد لأن سوريا هي الوحيدة فقط التي يمكنها معالجة المشكلة.
في تموز الماضي، استؤنف التصعيد العسكري في منطقة درعا بين قوات الجيش السوري ومجموعات محلية مسلحة، تزعم مصادر في المعارضة السورية أن الميليشيات الإيرانية تخطط للوصول إلى الحدود مع الأردن على غرار ميليشيات "الحشد الشعبي" في العراق. 
يسود هدوء نسبي على مدى السنوات الثلاث الماضية منطقة درعا بعد إبرام اتفاق أمني بين المعارضة السورية والنظام السوري بوساطة روسية، لكن قوات حـــــ زب الله والمليشيات الإيرانية بدأت بالتسلل إلى منطقة درعا.
كما يهدد وصول القوات الإيرانية إلى هذه المنطقة "إسرائيل"، وهناك تخوف من أن تطلق هذه القوات طائرات بدون طيار من هذه المنطقة لمهاجمة أهداف في "إسرائيل".

كشف العاهل الأردني الملك عبد الله في مقابلة مع شبكة سي إن إن في يوليو الماضي أن الأردن تعرض لهجمات عدة مرات في العام الماضي من قبل طائرات بدون طيار إيرانية تديرها مليشيات شيعية في جنوب سوريا.
أعرب الأردن عن قلقه بشأن الطائرات الإيرانية بدون طيار في محادثات الملك عبد الله بزيارته الأخيرة لواشنطن ووعدت الولايات المتحدة بتزويد الأردن بطائرات مسيرة متطورة.

في السنوات الأخيرة، اعترضت "إسرائيل" العديد من الطائرات بدون طيار الإيرانية التي أقلعت من سوريا ووصلت عبر الأردن، بما في ذلك طائرة بدون طيار تم اعتراضها خلال جولة القتال الأخير مع غزة.
وفي كلتا الحالتين، فإن الملك عبد الله يلقي الآن اهتمامه في تحسين علاقات المملكة الهاشمية مع سوريا على أمل أن يساعد ذلك في تقليل الخطر على الأردن من وجود الميليشيات الإيرانية في جنوب سوريا بالقرب من الحدود مع الأردن. 
كما يخشى الأردن من تهريب أسلحة وإرهابيين إلى أراضيه من جنوب سوريا من قبل الميليشيات الإيرانية لتنفيذ هجمات على أهداف أردنية وإسرائيلية وأمريكية.

يتضامن الأردن مع سوريا ويسعى إلى تخفيف العقوبات المفروضة عليها بموجب "قانون قيصر" الذي سنته إدارة ترامب بالتنسيق مع إدارة بايدن لتقليل الخسائر على الاقتصاد الأردني.
 الملك عبد الله يعطي الشرعية مرة أخرى لاستمرار الرئيس بشار الأسد على أمل أن يساعده ذلك على تحسين الوضع الأمني ​​على الحدود الأردنية السورية.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023