تايمز أوف إسرائيل
مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية
وصل قائد القوات الجوية الإماراتية إلى "إسرائيل" هذا الأسبوع في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لمتابعة مناورات “العلم الأزرق” الضخمة التي يجريها الجيش كل سنتين، وهي مناورة جوية دولية تجري هذا الشهر فوق صحراء النقب، بحسب الجيش "الإسرائيلي".
ويعتبر سلاح الجو "الإسرائيلي" التدريبات الجو هذا العام الأكبر والأكثر تقدما التي استضافتها إسرائيل على الإطلاق، مع مشاركة بعض الدول لأول مرة أو بطرق أكثر أهمية من التدريبات الأربعة السابقة.
وقال البريغادير جنرال أمير لازار، رئيس العمليات في سلاح الجو "الإسرائيلي"، الذي نظم التمرين: “لدينا 80 طائرة مقاتلة هنا من أنواع مختلفة، و1500 فرد أجنبي تم إرسالهم إلى هنا، تحت ’مظلة’ فيروس كورونا، وأضاف، على مدار العام الماضي، كنا نعمل على استضافة التمرين وجعله يصل إلى المستوى الذي نتوقعه”.
وأضاف: “نعتقد أن إجراء التمرين له قيمة استراتيجية كبيرة لسلاح الجو الإسرائيلي ودولة إسرائيل. وكجزء من التمرين، ننظم يوما لكبار المسؤولين يوم الثلاثاء، يشارك فيه 11 قائدًا للقوات الجوية من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك – لأول مرة – قائد القوات الجوية الإماراتية”.
وقال بأن الإمارات لن تشارك في التدريبات، لكنها أرسلت قائد سلاحها الجوي، إبراهيم ناصر محمد العلوي، لمتابعة جزء من التمرين، في أول زيارة رسمية للعلوي لإسرائيل منذ توقيع اتفاق التطبيع بين البلدين في إطار “اتفاقيات إبراهيم” في العام الماضي.
في وقت سابق من هذا العام، حلق طيارون إسرائيليون وإماراتيون معا في مناورة استضافتها اليونان، وشاركوا في مناورات للقوات الجوية بقيادة الولايات المتحدة في الماضي.
بالإضافة إلى الدول المشاركة بشكل فعلي في التدريبات، أرسلت عدة دول أخرى أفرادا عسكريين لمراقبة التدريبات.
وإلى جانب الإمارات، سيحضر التمرين ممثلون من اليابان ورومانيا وفنلندا وهولندا وأستراليا وكوريا الجنوبية وكرواتيا.
ويأمل سلاح الجو "الإسرائيلي" في توسيع نطاق المشاركة في تمرين “العلم الأزرق” الذي يُجرى كل سنتين ليشمل دول أخرى في المنطقة في المستقبل.
إلى جانب تمرين “العلم الأزرق”، ستستضيف "إسرائيل" أيضًا مؤتمرًا يوم الثلاثاء لقادة القوات الجوية التي تشغل طائرات مقاتلة من طراز F-35 في قاعدة “نيفاطيم” الجوية، والذي ستقوده الولايات المتحدة.
وقد أرسلت عدة دول أجنبية طائرات مقاتلة للمشاركة في التدريبات هذا العام، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليونان – وجميعها شاركت في تدريبات “العلم الأزرق” السابقة – وكذلك المملكة المتحدة وفرنسا والهند.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تحلق فيها طائرات عسكرية بريطانية فوق "إسرائيل" منذ "تأسيس الدولة" في عام 1948، والمرة الأولى التي يتم فيها إرسال طائرات مقاتلة فرنسية إلى إسرائيل (على الرغم من أن الطائرات الفرنسية شاركت العام الماضي في تمرين لسلاح الجو الإسرائيلي قبالة الساحل الإسرائيلي، إلا أنها عادت إلى حاملة طائرات فرنسية في البحر الأبيض المتوسط بعد كل طلعة جوية).
وشاركت الهند بالفعل في تمرين “العلم الأزرق” لعام 2017، على الرغم من أن نيودلهي أرسلت في هذا التمرين طائرة شحن فقط، بينما شاركت مجموعة من الطائرات المقاتلة هذا العام في التدريبات لأول مرة.
في التمرين، تم وضع القوات الجوية المشاركة، والمعروفة باسم “الفريق الأزرق”، في مواجهة ما يسمى “الفريق الأحمر”، وهي دولة خيالية – “دراغون لاند” – تتمتع بقدرات وميزات لا تختلف عن تلك الموجودة في سوريا، مع أنواع مختلفة من أنظمة وطائرات دفاع صاروخي روسية الصنع، على الرغم من أن مسؤولي سلاح الجو "الإسرائيلي" شددوا على أن “دراغون لاند” لا تمثل عدوًا محددًا، بل عدوًا عامًا.
وقال المقدم (أ) لتايمز أوف إسرائيل على هامش التمرين “هذا ليس تمرينًا ضد دولة واحدة أو في منطقة واحدة، إنه تمرين عام، لذلك نحن نضع المشاركين في مواجهة التحديات العامة، وأضاف لدى دراغون لاند طائرات تحاكي الطائرات الشرقية، وصواريخ أرض-جو تحاكي صواريخ سام الشرقية، وطائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار، و هذه هي قدرات "الدولة”.
(أ)، الذي لا يمكن تحديد هويته لأسباب أمنية إلا من خلال رتبته وأول حرف عبري من اسمه، يرأس سرب “التنين الطائر” رقم 115 لسلاح الجو "الإسرائيلي"، والذي يعمل كقوة جوية معادية في التدريبات "الإسرائيلية".
استخدمت القوات "الإسرائيلية" التي تعمل باسم “دراغون لاند”، والتي سميت على اسم السرب 115، بطاريات الدفاع الصاروخي “باتريوت” وأنظمة أخرى لمحاكاة الدفاعات الجوية الروسية الصنع، مثل SA-2 و SA-6 و SA-3 و SA-8و 22-SA ومقاتلات -22-F و F-16 و F-15 لمحاكاة الطائرات الروسية أو السوفيتية، بالإضافة إلى مختلف طائرات الهليكوبتر الهجومية والطائرات المسيرة.
وقال لازار إن الجنود تمركزوا أيضا على الأرض للعمل كقوات معادية.
في بعض الحالات، تم تكليف “الفريق الأحمر” بتنفيذ ضربات ضد “الفريق الأزرق”، وفي حالات أخرى، كان عليه أن يقاوم هجوم “الفريق الأزرق”.
وقال (أ) “كان للفريق الأزرق مهام والفريق الأحمر كان لديه مهام. بعد كل طلعة جوية، فحصنا أنفسنا، هل أنجزنا مهمتنا؟”
وقال لازار للصحفيين إن التمرين لم يكن يهدف إلى محاكاة ضربة على إيران وأن “دراغون لاند” كان من المفترض بالفعل أن يكون بلدًا خياليًا و ”افتراضيا”، كان هذا تدريبًا متعدد الجنسيات، لكن بنكهة إسرائيلية.
قال لازار: “ركزنا على المهام للدفاع عن سماء البلاد، والدفاع عن الحدود، والتي لا يعرفها الأوروبيون عادة جيدًا، كما أننا نتدرب على الضربات العميقة خلف خطوط العدو، ونقدم المساعدة للقوات البرية ومرافقة طائرات الشحن والمروحيات لإنزال القوات خلف خطوط العدو”.
وشاركت طائرات من الجيلين الرابع والخامس في التمرين جنبًا إلى جنب، مما أتاح للدول المشاركة فرصة لمعرفة كيف يمكن أن يكمل نوعا الطائرات بعضهما البعض.
وحلقت طائرات كل من "إسرائيل" وإيطاليا بمقاتلات الشبح من طراز F-35 من الجيل الخامس – كان من المفترض أيضًا أن تقوم الولايات المتحدة بذلك ولكن لم تتمكن من ذلك؛ بسبب مشاكل لوجستية – بينما حلقت الدول الأخرى بطائرات من الجيل الرابع: حلق الطيارون البريطانيون والألمان في طائرات “يوروفايتر”، وحلق الفرنسيون في طائرات “داسو رافال”، والهنود في طائرات “داسو ميراج”، وحلق الأمريكيون واليونانيون في طائرات F-16. كما طار الطيارون الإسرائيليون في طائرات F-15 وF-16.
بالنسبة "لإسرائيل"، فإن التدريبات التي تُجرى كل سنتين لها أهمية مزدوجة: منح سلاح الجو الإسرائيلي فرصة للتدريب جنبا إلى جنب مع الطيارين الأجانب، وممارسة التعاون الدولي وتعلم أساليبهم وتقنياتهم، بالإضافة إلى العمل بما يشير إليه الجيش باسم “الدبلوماسية الجوية”.
وتولي "إسرائيل" أهمية كبيرة لهذه العلاقات العسكرية، معتقدة أنها تمنح الدولة درجة أكبر من الشرعية الدولية، حيث يمكن للجيوش الأجنبية دعم الجيش "الإسرائيلي" أمام حكوماتها، بعد أن نظرت عن كثب إلى بروتوكولات إسرائيل وأساليبها.
وقال قائد سلاح الجو "الإسرائيلي" عميكام نوركين في بيان: “نحن نحلق في تحالف مشترك، من جناح إلى جناح مع القوات الجوية الشريكة لنا – الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا واليونان والهند وفرنسا، وأكد بأن التهديد الذي تواجهه إسرائيل يأتي من مختلف الساحات، من قطاع غزة إلى سوريا ولبنان وإيران، ويتيح لنا هذا التمرين المشترك التعلم من القوات الجوية المشاركة في التدريبات وإعداد أفراد القوات الجوية لسيناريوهات مختلفة في الوقت الفعلي، بهدف أن نواصل النجاح في مهمتنا: الدفاع عن أمن دولة إسرائيل”.
بالنسبة للبلدان المشاركة في التمرين، ومعظمها من أوروبا، تسمح هذه التدريبات لها بالتحليق في منطقة غير مألوفة فوق الصحراء وفي ظل ظروف مختلفة – ارتفاعات منخفضة وسرعات أعلى مع القدرة على استخدام شعلات ضوئية تمويهية – عن تلك التي تسمح بها بلدانهم الأصلية.
بالنسبة للطيار الألماني ماتياس، طيار “يوروفايتر”، كانت هذه هي المرة الأولى التي يحلق فيها فوق الشرق الأوسط.
وقال ماتياس لتايمز أوف إسرائيل: “لقد تمكنا من الطيران على مستوى أقل وأسرع مما في ألمانيا”.
وردًا على سؤال حول أهمية تحليق الطائرات الألمانية فوق "إسرائيل"، قال ماتياس، الذي ذكر اسمه الأول فقط، إنه “تشرف” بالتجربة، بالنظر إلى المحرقة وتاريخ البلدين.
ولحظة إطلاق التمرين، قامت طائرات "إسرائيلية" وألمانية – بما في ذلك طائرة “يورفايتر” تابع لسلاح الجو الألماني “لوفتفافه” رُسم عليها علمي الدولتين – بالتحليق فوق القدس للاحتفال بالعلاقات الوثيقة بين البلدين.