القناة الـ12
يارون أبراهام
ترجمة حضارات
سبقت الدراما التي أدت إلى إطلاق سراح الزوجين ناتالي وموردي أوكنين سلسلة من الأحداث وراء الكواليس.
كان الهدف الرئيسي هو إنتاج دوائر نفوذ تصل إلى قمة الهرم، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
كان التفاهم هو أنه بمجرد أن تبدأ وسائل الإعلام التركية في التعامل مع القضية بشكل أكثر قوة، لا توجد نافذة واسعة من الفرص ويجب تفعيل جميع سبل التأثير؛ لذلك منذ اللحظة التي صرح فيها وزير الداخلية بأنهم جواسيس تقرر زيادة الضغط.
أصبح الإفراج ممكناً بفضل الاتصالات الهادئة التي أجريت على محورين متوازيين -كما نشرنا سابقا- الموساد، برئاسة رئيس المنظمة ديدي برنيع مقابل نظيره التركي، ووزارة الخارجية.
كما "فتح الرئيس هرتسوغ الأبواب" وأجرى محادثات عديدة مع المسؤولين الأتراك. في النهاية، قرر الأتراك في وقت مبكر من ظهر أمس إطلاق سراح الزوجين.
لم يكن على "إسرائيل" تقديم أي شيء بالمقابل، لكن تشير التقديرات إلى أنه بعد الإيماءة التركية ستكون هناك أيضًا لفتة إسرائيلية.
لم يتضح بعد ما هو الشيء الذي دفع أردوغان لاتخاذ قرار في هذه اللحظة بشأن إطلاق سراحه.
تمت عملية إطلاق سراحهم تحت عباءة كثيفة من السرية، كما تعاونت سلطات السجن والاعتقال في إسطنبول.
المحامي الإسرائيلي "اختفى" ولم يطلع وسائل الإعلام عند مغادرتهم المعتقلات وتوجهوا إلى "إسرائيل" في منتصف الليل.
لم يتم إطلاع العديد من الأطراف المعنية على التطور الدراماتيكي حتى اللحظة التي صعد فيها الزوجان على متن طائرة وزارة الخارجية.
دعا وزير الخارجية لبيد أفراد الأسرة للإعلان عن الخطوة الساعة 4:40 مساءً. كان الخوف من أنه إذا تم نشر تلميح، فلن يستقل أفراد الأسرة الطائرة.
أبقوا كل شيء سرا تماما، فقد تم إطلاق سراح الاثنين في الساعات الأولى من اللي، وتم تسليمهما إلى القنصلية ومسؤولي وزارة الخارجية، وقفت الأسرة إلى جانب والتزمت الصمت التام، وطُلب من الرقابة العسكرية حظر أي منشور حول هذا الموضوع.
والسؤال الذي لا يزال مفتوحًا هو: ماذا ستفعل هذه الحادثة بالعلاقات الإسرائيلية التركية؟
هل سيثير اشمئزازهم أمام حقيقة أن نظامًا ديكتاتوريًا بقيادة أردوغان، والذي اعترفت "إسرائيل" به في تصريحات رسمية، قد اختطف في الواقع إسرائيليين وأخذ "إسرائيل" في حرب استنزاف استمرت 9 أيام، أم أنه سيفتح قناة جديدة -الحوار في ضوء التحرر-؟