د: إبراهيم ابراش
هذه التصريحات تنسجم مع تصريحات سابقة لقائد الجهاد الإسلامي زياد النخالة، وهي إن كانت تُعيد التأكيد على حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة ومباركته لأعمال المقاومة في الضفة ووعيده بالرد على أي استهداف إسرائيلي لقادة المقاومة وتنديده بالتنسيق الأمني في الضفة، إلا أنها تستدعي الملاحظات التالية:
1- كان الأمين العام واضحاً وصادقاً، ومعبراً عن تخوفات الكثيرين من الشعب الفلسطيني من أن كل ما يقال عن تسهيلات لغزة إنما هدفها تفريغ قطاع غزة من روحه النضالية وتكريس فصله عن بقية فلسطين وهي رشوة جماعية مقابل وقف المقاومة.
2- هناك عدم رضا أو تخوفات من الدور المصري، فبالرغم من تأكيده على الرغبة المصرية بتخفيف الحصار عن غزة، إلا أن الأمين العام قال بأن هذه الرغبة رهينة بالإرادة الإسرائيلية.
3- يمكن تفهم انتقادات حركة الجهاد للتنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل ولكن من المبالغة تحميل السلطة مسؤولية إعادة اعتقال إسرائيل المناضلين الذين حرروا أنفسهم من السجن الإسرائيلي.
4- التهديد بالرد بالصواريخ على أي استهداف لقادة المقاومة وإن كان رداً مبررًا إلا أنه يدفعنا للتساؤل: هل إن المقاومة وصواريخها فقط لحماية القيادات أم أنها وجِدَت من أجل تحرير فلسطين؟ ولماذا لا تستعمل الصواريخ للرد على ما يجري في الضفة من استيطان وتهويد؟ وماذا بعد قصف تل أبيب وبقية مدن العدو وقد تم قصف تل أبيب والقدس ومدن أخري وماذا كانت النتيجة؟.
5- هذه التصريحات تُضمر وتخفي ما بين السطور حالة عدم رضا عن كامل الوضع الفلسطيني في غزة والضفة، وهو يستشعر مخاطر سياسات حماس بالنسبة للتهدئة وشروط إعادة الإعمار.
6- هناك تخوف أن تؤدي هدنة ما بين فصائل المقاومة في غزة وإسرائيل إلى التأثير على علاقة حماس والجهاد مع إيران وأن يكون هدف الهدنة تهدئة الجبهة الجنوبية للتفرع للعدوان على إيران.
7- هذه التصريحات كسابقاتها تشي ببداية تضعضع التحالف الاستراتيجي مع حماس، وفي اعتقادنا أن الجهاد الإسلامي تستشعر خطورة المرحلة القادمة، ذلك أن هدنة مع إسرائيل تعني وقف المقاومة، وإذا كان وقف المقاومة مقابل تثبيت سلطة حماس في غزة ومساعدات مالية واقتصادية فما هو الدور المستقبلي لحركة الجهاد التي لن تستطيع ممارسة المقاومة وليست في السلطة في غزة أو الضفة وغير مستفيدة من مناصبهما.