بقلم:
إسلام حسن حامد
4 ديسمبر - 2021م.
شهدت الأيام الماضية عناوين حافلة بطرح أفكار كانت تعتبر من المحرمات سابقًا ليس لذاتها بقدر الجهة التي تحملها للتنفيذ في الميدان، المستهدف بكل بساطة جهاز الشاباك الصهيوني المناط به متابعة الشأن الديني الداخلي على المستويين الشعبي والرسمي الفلسطيني والصهيوني على حدٍ سواء.
الأساس أن بنية الجهاز المخابراتي تم تشكيلها بما يتوافق مع الاستراتيجيات الأمنية التي يتم إقرارها عن طريق المستوى الأمني الصهيوني الرسمي، والتي تتصل بشكل مباشر بمواجهة خطر الإرهاب "هنا المقصود المقاومة الفلسطينية، ولاحقًا المجموعات اليهودية الإرهابية، والتي تعتبر خارج سيطرة الدولة"، وإحباط أي إمكانية لدى أي طرف تم تشخيصه على أنه عدو من أن يقوم بالإضرار بالمصالح الصهيونية.
ومنذ بداية جائحة كورونا العالمية، تم اعتبارها بشكل ما خطر ذا بعد أمني على المجتمع الصهيوني، وعليه تم تكليف جهاز الشاباك بمتابعة الجائحة، ووضع الخطط للوقاية منها، وتسليم التوصيات للمستوى الأمني والسياسي في الكيان الصهيوني حتى يتم أخذ القرار المناسب حسب الجائحة، في قراءة بسيطة في المشهد لما ذُكر سابقًا، فإن الكيان الصهيوني والذي أنشأ منظومته الشاملة على المفهوم الأمني الاستباقي لكل المسارات الحياتية، يُخالف بذلك مفهوم الدولة المدنية والتي قامت في الغرب الحديث، بحيث يتم علاج كل إشكال بحسب جهة التخصص المناطة بذلك الجانب.
إلا أن انفراد الكيان الصهيوني بعلاج إشكالياته من خلال المنظور الأمني لها، أدخله ضمن المعادلة السياسية الحزبية والخلاف الثائر بين التحالف بتنوعه من جهة، ومن جهةٍ أخرى مع المعارضة بأحزابها اليمينية والقومية المتطرفة، بدون أن يتم إدراك ما يحدث على السطح من استهداف الجهاز الأمني الذي يجب أن يكون الأكثر قداسةً وحمايةً من قبل الكل الصهيوني، فإن الحديث عن إمكانيات الجهاز لمواجهة جائحة كورونا ونجاحه من فشله في ذلك؛ يقوض المسار الذي كان عليه الجهاز في مواجهته المستعرة للمقاومة الفلسطينية من خلال عدة نقاط، من أهمها:
1. كشف نقاط ضعف وقوة الجهاز، مما يساعد المقاومة الفلسطينية في استهداف الجهاز والكيان من خلالها.
2. ظهور معلومات حساسة، من أهمها الفعاليات الميدانية والتي من المفترض أن تكون شديدة السرية.
3. بروز أسماء وشخصيات وشركات يتم التعامل معها من قبل الجهاز، مما يمكن اعتبارها أهدافًا مستقبلية للمقاومة.
4. دخول الجهاز في عملية ذات بعد طبي اقتصادي، مما يسهل بشكل ما إمكانية اختراق الجهاز من خلال ذلك.
5. خروج الجهاز للفعل العلني يقود إلى إلزامه بالقوانين والمتابعة التشريعية والقضائية، مما يؤثر مستقبلًا على فعله الأمني السري.
6. الحديث عن قدرات وإمكانيات الجهاز يعتبر معلومات مجانية للمقاومة الفلسطينية يمكن استخدامها ضد الجهاز.
في الخاتمة: إعادة الإمكانيات لجهاز الشاباك في تقديره للموقف، ومن ثم معالجة الموجة الجديدة من متحور كورونا قد يقود إلى النجاح في ذلك، لكن بكل تأكيد هناك ضررًا كبيرًا حصل لم يتم الحديث عنه في العلن، بشكل أكثر خطورةً من كورونا ومتحوراتها.